بقلم: البروفيسور محمد تقي الله الشيخ ماء العينين
تفقد أسرة القوات المسلحة الملكية والمغرب الكولونيل ماجور الشريف الدليمي ولد المختار بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد لينتقل إلى رحمة الله..
تلقينا في عائلتنا الصغيرة، المتوسطة والكبيرة باعتزاز كبير برقية عزاء فيها اصدق مشاعر المواساة و التعاطف و العرفان من أب الأمة حفظه الله ورعاه في مصابنا الجلل برحيل الفقيد الكولونيل و المقاوم ماجور الشريف الدليمي تغمده الله بواسع رحمته.
كان رحمه الله من أبرز أعضاء المقاومة وجيش التحرير حيث خاض عدة معارك، كان دائما منتصرا فيها بمعية رفاقه في الكفاح بشجاعة وإقدام، كان هذا بشهادة كل من عاشرهم وعاش معهم قساوة الاستعمار ومناوراته منذ الخمسينات ولم ينقطع عن طريق الكفاح سياسيا كان أو مسلحا إن اقتضى الأمر ذلك، كما عرف له من بين أصدقائه في الكفاح أنه كان مقاوما ورائدا زعيما لا تلينه الوقائع ولا المناورات من طرف الغير وإنني في هذه اللحظة في غاية التأثر…لا يمكن لي سرد الوقائع والاشتباكات والفتوحات بالإضافة إلى المعارك وقتها في فصائل المقاومة وجيش التحرير (بالإضافة إلى ما ذكر…معركة استرجاع واد الذهب…وحتى ضد الانفصاليين…الخ) القليل والمتواضع مما حققه الفقيد من مناقب لهذا الوطن الغيور ولأسرة قبيلته أفرادا وجماعات…
عاشرته شخصيا في عدة مؤتمرات دولية إفريقية وأممية دفاعا عن الوحدة الترابية، وجدت فيه الأب والأخ الكبير والصديق الحميم، كانت تربطني به علاقة شخصية منها صداقة ومحبة وتقدير لا يمكن تعويضها.
أعترف له بالجميل وبالصدق وبالإقدام والشجاعة المنقطعة النظير والصراحة التي قد تكون أحيانا قاتلة ولكنها مجدية بالنسبة للصالح العام.
إنه حي في ذاكرة الجميع ويعيش في ذاكرتي دون انقطاع مهما دمت في هذه المغامرة الدنيوية الزائلة.
وكان رحمه الله قد خاض عدة معارك ضد جبهة البوليساريو الانفصالية، كما كان من بين المساهمين في تحرير إقليم وادي الذهب من قبضة الاستعمار بالإضافة إلى مشاركته في تنظيم المسيرة الخضراء
رحمة الله على الصديق الكبير الوفي والأخ الكبير وأنزله منزلة الصديقين والشهداء وأولياء الله الصالحين.
آمين