الأخبار المغربية
المغرب – هل صحيح أن باعة اليأس ومروجي التشاؤم في الجرائد و المجلات المغربية يربحون أكثر؟ و ماذا يعني التفاؤل والتشاؤم في الكتابة الصحفية؟ وهل كل من يكتب عن مشاكل بلاده بصدق و جرأة يعد متشائما يستحق الرجم و التشهير؟ ثم لماذا يجد منتجو التشاؤم الطريق معبدة إلى أوسع الشرائح في المجتمع؟ ألا يتعلق الأمر بفيروس خطير اسمه الإحباط الجماعي؟ ألا يمكن القول، وللباحتين كامل النظر، أننا نولد متفائلين و سرعان ما يتعكر مزاجنا بتناقضات الواقع.
لقد تعلمنا أن الأمل هو الباب الذهبي لفهم الحياة وعيشها، وتعلمنا من معارضو زمان أن من مهام المثقف العضوي تعميق الوعي لدى الناس بأن الحياة مقدسة وتستحق أن تعاش لكن بكرامة وحرية، فلا يمكن أن تطلب مني أن أكون متفائلا محبا للحياة وأنت تمنع أبي أو صديقي أو زوجته من العلاج بدعوى أن جيبي فارغا وأن القانون يلزمني بالأداء.
هنا يتمظهر التعسف باسم القانون و ينفلت خيط الرغبة في التواصل و تمتلئ الذات بالمرارة لتعلن الاستقالة من عالم التفاؤل، لتنتصب هنا الأقلام ليس لتكتب وتهلل للأفراح المصطنعة ولكن لترفع الحيف و تفصح عن الهموم وهذا أضعف الإيمان.
فكيف للمرء أن يصبح مواطنا خدوما لطيف الحس خفيف الروح رحب الصدر مع هؤلاء، من امتحنهم الله، بثقل المسؤولية، فلا هم زعزعوا صخرة اليأس عن الشعب ولا هم تزعزعوا ورحلوا وأقروا بالفشل في جعلنا على الأقل متفائلين مثلهم، يتهافتون على المناصب في لعبة التبرير وتمطيط الوقت، من هنا ينبثق خيط المأساة لتدخل السموم إلى أجسادنا وعقولنا مسببة لنا الكثير من الهلوسة والهديان، فعندما يتراكم الزمن بمشاكله عن الصدور فلا غرابة أن يخف البشر بحثا عن حل ومتنفس كل على طريقته.
تصبحون على تغيير