هل مستقبل الإعلام المغربي في خطر؟

عبدالمجيد مصلح

اتخذت الدولة المغربية خطوات للحد من حرية التعبير والسيطرة على المحتوى في التغطية الإعلامية، وكل هذا تحطيما لآمال وسائل إعلام مُلاكها تأثروا بوسائل إعلام غربية وعربية، لارتباطهم بعلاقات مشبوهة مع منظمات حقوقية مأجورة ساهمت لدرجة كبيرة في نشر الرذيلة والعصيان، الاستقطاب الحاد للإعلاميين المغاربة طال صحافيين عاملين بجرائد متحزبة وأخرى مستقلة حيث ظهرت مع بداية سنة 2000 مجموعة من الجرائد الورقية المفرنسة على الخصوص، وعوض أن ينكب المؤسسون لما فيه خير البلاد والعباد كان همهم هو إرضاء (إكس) هذه الفترة بالضبط كان لزاما على المتتبعين لما يجري أن يدخلوا على الخط ليكتبوا تقارير سرية عن الجماعة الضالة وكان من بينهم صحفيين عملاء يحبون الخير للبلاد بمقابل (…) لتظهر عليهم علامات الاستفادة من عدة هبات على شكل قطعة أرضية أو تزكيتهم لقضاء أغراضهم، معها أطلقت الدولة العنان مع بداية سنة 2003 لمجموعة من رجال الأعمال الذين تربطهم علاقات مع المسؤولين الكبار ليستقطبوا ثلة من الصحفيين المتحزبين والمستقلين، ليتم الاتفاق على أن كل من له القدرة أن يساعد بأي شيء خدمة للإعلام المغربي، فقسموا الكعكة فيما بينهم لتخرج علينا جرائد مدراء النشر بها لم نسمع عنهم ولا تربطهم أي علاقة بالإعلام الوطني، حيت لعبت هذه النهضة دورا رئيسيا في سنة 2010 وقد وفرت طرقا جديدة للتعبير عن الآراء الانتقادية، ومن الجرائد من تحدت الدولة ونظمت أنشطة مناهضة للنظام، في ظل غياب نقابة متنوعة المشارب.
ازدادت أصوات الجرائد المستقلة الناقدة باللغتين الفرنسية والعربية، ليتم اتخاذ قرار بإغلاق أكثرها والحكم على بعض الصحافيين بالسجن وهروب آخرين لخارج البلاد، هذا الحدت أتاح الفرصة لأصدقاء المجموعة المغضوب عليها، فبدأت نهضة إعلامية ثالثة في المملكة المغربية، منذ سنة 2005، مدعومة من الدولة العميقة، أما الصحفيين المعارضين فأصبحوا شبه غائبين عن الساحة الإعلامية والتلفزية، لتستمر شبكات التواصل الاجتماعي (فايسبوك/بال تولك/ميسنجر) في توفير منبر لجماعة العدل والإحسان والشيعة الإثنا عشرية والملحدين.. تمكن من خلالها النشطاء السياسيين إلى التوصل إلى حلول وسط من التعبير عن آراءهم وتوثيق انتهاكات حقوق الانسان.
بالمقابل نجحت وسائل الإعلام المستقلة والمتحزبة في الظهور بانفتاح وديمقراطية ولاتزال هذه الوسائل في خدمة كل شيء إلا الشعب.
سنة 2010، بعد أن كان (كل شيء) يأمل في أن يخفف الإعلام عنه عبئ الحركات المناهضة التي جندت حشودا من الشباب خارج المغرب ودربتهم على كيفية التظاهر بنظام وانتظام، لتبتدئ رياح الربيع العربي تهب وينطلق الشباب والشياب والنساء والرجال للخروج للشارع وهم يصيحون (الشعب يريد إسقاط النظام/الشعب يريد حقه من الثروة/الشعب يريد المحاسبة…) لكن تبين فيما بعد أنها كانت مسرحية لازال أبطالها مختفون، وكانت بداية لتأسيس دولة مخابراتية جديدة بمقومات جد متقدمة، وبمساعدة المجتمع المدني استطاعت الدولة أن تتغلب على الثوار الافتراضيين لينتقل الحكم إلى العدالة والتنمية، ويحل محل أعرق حزب في المغرب (الاستقلال) حزب يضم أغنياء المملكة المغربية.
بالحكم عليهم بالإعدام كان من المنتظر أن يكون ردهم قاسي لتتوقف مجموعة كبيرة من المقاولات ومعها تشردت العائلات وزادت نسبة البطالة لأكثر من 70% ولم يلعب الإعلام المغربي أي دور مهم، صحيح أن التغيرات كانت سريعة ومتكررة، وحاولت الجرائد عدم تنفير القراء في الوقت الذي تحافظ على مصالحها مع الدولة العميقة.
تصبحون على تغيير

قد يعجبك ايضا
Loading...