مافيا المخدرات…شبكات برازيلية/بوليفية/كولومبية تنشط على سواحل المغرب وتملك محطات توزيع في عدة دول أوروبية+سرطان ينخر اقتصاد المغرب و ثغرات الحدود الوهمية

الأخبار المغربية

الناظور – في ظل الحديث المتكرر عن “المراقبة الصارمة” و “الإجراءات الحكومية” لمحاربة التهريب، تظهر الوقائع على الأرض أن شبكات الجريمة المنظمة لا تزال تتحرك بجرأة، مستفيدة من ضعف بعض المسؤولين وثغرات الحدود الوهمية. قصة التهريب في شمال المغرب ليست مجرد عمليات فردية لـ”بؤساء” بل هي شبكة معقدة تمتد جذورها إلى دول أمريكا اللاتينية و أوروبا، وتشكل تهديدا حقيقيا لسيادة المملكة المغربية واستقرارها الاقتصادي.

فلا تقتصر عمليات التهريب على الحدود البرية، بل تمتد إلى البحر، حيث يتم نقل كميات هائلة من المخدرات عبر زوارق سريعة في أوقات محددة، وقد كشفت التحقيقات عن وجود شبكات برازيلية، بوليفية، كولومبية تنشط على سواحل المغرب، وتملك محطات توزيع في عدة دول أوروبية، هذه الشبكات تستفيد من نقاط عبور “معدة مسبقا” وتمرر الكوكايين إلى أوروبا عبر المغرب، ويشتبه في تورط بعض المسؤولين المحليين.

ورغم الإجراءات الحكومية الأخيرة لزجر التهريب، يبقى الأثر محدودا في مواجهة العمليات الكبرى التي تتم بعيدا عن أعين المراقبة، ذلك أن هذه الإجراءات لم تمس “رؤوس الجسد” الفاسد بعد، كما أن عمليات الضبط المحدودة بمراكز المراقبة تبقى غير كافية أمام الحجم المهول لتدفق المخدرات المهربة.

ظاهرة التهريب في شمال المملكة المغربية لم تعد قضية أمنية فحسب، بل أصبحت معركة وجودية تنخر جسد الوطن، فالحل لا يكمن في الإجراءات الترقيعية، بل في ضرب شبكات الفساد الكبرى، التي ربما تغلغلت بعمق في جهاز المناعة الوطني للمغرب.

ويبقى السؤال الجوهري..هل الإرادة السياسية ستكون قوية بما يكفي لاستعادة السيادة على الحدود و الاقتصاد معا؟

قد يعجبك ايضا
Loading...