الأخبار المغربية
بعث الملك المغربي محمد السادس رسالة تهنئة مقتضبة الى الرئيس الفرنسي الفائز في الانتخابات الرئاسية إيمانويل ماكرون ضد مرشحة اليمين المتطرف ماري لوبين، ولم تحمل الرسالة صيغ التعاون المشترك، مما يدل على استمرار الأزمة بين البلدين على خلفية برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس.
وكان لافتا تأخر الملك المغربي محمد السادس في بعث رسالة التهنئة الى ماكرون بمناسبة إعادة انتخابه، في اليوم الموالي للانتصار، أمس الاثنين، وكانت رسالة مقتضبة شملت سطرا للتهنئة ثم فقرة تقول “وأغتنم هذه المناسبة لأعرب لكم عن متمنياتي لكم بكامل التوفيق في مواصلة أداء مهامكم، كما لا يفوتني أن أشيد بعمق ما يجمع بين الشعبين المغربي والفرنسي من روابط متعددة الأبعاد”.
وكانت معظم رسائل الزعماء العرب ترحب بالفوز وتدعو الى تطوير العلاقات وتوجه الى ماكرون دعوة لزيارة بلدانها، إلا رسالة الملك المغربي المقتضبة، وهي تعكس الأزمة الحالية بين البلدين، وجاءت رسالة الرئيس عبد المجيد تبون مثلا فائقة الترحيب والتركيز على العلاقات الثنائية وسطر فيها “وإذ أقرن هذه التهاني والتمنيات بالتعبير عن سروري باستقبالكم عن قريب في الجزائر، لنُطلق سويا ديناميكية تدفع إلى التقدم في معالجة الـملفات الكبرى، وإلى تكثيف وتوسيع العلاقات الجزائرية الفرنسية”.
وكان يفترض أن تكون رسالة الملك المغربي الأكثر حفاوة نظرا للطابع العميق للعلاقات بين البلدين، وتعكس رسالة الملك المغربي الأزمة التي تمر منها العلاقات بين هذا البلد العربي وفرنسا وتعود الى صيف السنة الماضية عندما انفجرت فضيحة ما يفترض تجسس المغرب على مسؤولين فرنسيين طالت الرئيس الفرنسي نفسه إيمانويل ماكرون.
ومنذ تدهور العلاقات بين باريس والرباط بسبب التجسس لم يزر أي مسؤول فرنسي المغربي علما أن فرنسا تترأس الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من السنة الجارية، وبالكاد زار الوزير الأول المغربي عزيز أخنوش فرنسا خلال فبراير الماضي للمشاركة في مؤتمر دولي حول المحيطات، ولم تكن زيارة رسمية ولم يجري الفرنسيون معه مباحثات على انفراد، وزار وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي باريس بداية شهر أبريل الماضي.
وكان المغرب قد قام بتجاوز أزماته مع المانيا واسبانيا بسبب موقفهما السابق من الصحراء الغربية، وأصبحا يدعمان الحكم الذاتي للصحراويين، ولكنه لم يتجاوز الأزمة مع فرنسا، وهي أزمة غير مرتبطة بالصحراء بل بقضية التجسس، وكان المغرب قد نفى التجسس وتقدم بدعوى الى القضاء الفرنسي ضد وسائل الاعلام التي اتهمته ومنها جريدة لوموند الشهيرة وتم رفض الدعوى.
قد يعجبك ايضا
- Facebook Comments
- تعليقات