ساكنة البئر الجديد “إقليم الجديدة” في انتظار سوق بمواصفات صحية لبيع اللحوم الحمراء والديك الرومي

ساكنة البئر الجديد “إقليم الجديدة” في انتظار سوق بمواصفات صحية لبيع اللحوم الحمراء والديك الرومي
الفوضى…الكلاب الضالة الأزبال المتراكمة ومحلات بيع اللحوم الحمراء مليئة بفضلات بشرية وحيوانية الديك الرومي يتم ذبحه في ظروف وأرضية غير صحية والمرض حاضر ولكن…هل يوجد رجل رشيد يدافع عن حقوق ساكنة البئر الجديد…وفي انتظار التعامل مع ملف السوق الأسبوعي لضمان صحة وسلامة المستهلك…
سؤال يطرح على لسان كل المتتبعين خاصة تلك التي تعرف وتقف على الحالة المزرية التي وصلت إليها حالة السوق والتي أقل مايمكن أن يقال عنها أنها مصدر لانتشار الأمراض بامتياز خاصة مع حلول فصل الصيف

البئرالجديد/ الأخبار المغربية

فيما يتعلق باللحوم الحمراء والبيضاء بالبئر الجديد “إقليم الجديدة”، فإن إنتاجها وظروف تهييئها يعرف مشاكل كبيرة، فأماكن بيعها لا تتوفر على أدنى الشروط الصحية وتعد بالتالي مصدرا لعدة أمراض، الشيء الذي أدى قبل سنوات إلى صدور قرارات في مجال حماية المستهلك بمنع المطاعم الجماعية من التزود باللحوم الحمراء والبيضاء غير الخاضعة للمراقبة البيطرية.
فمكان بيع اللحوم الحمراء منها والبيضاء، بالسوق الأسبوعي “الخميس” لا يتوفر على أدنى شروط النظافة، فخلال فصل الشتاء تنتشر الأوحال بالسوق خاصة عند المداخل، مما يعيق تحرك رواده ويتم عرض اللحوم الحمراء والبيضاء في ظروف لا تمت للصحة والسلامة بصلة، أما خلال فصل الصيف فالأمر يختلف، حيث الغبار والروائح الكريهة تزكم الأنوف، ويلاحظ الزائر وجود متلاشيات الذبائح وأعداد من الدجاج والديك الرومي النافق مرمية في جنبات المكان، في انتظار بطبيعة الحال الكلاب الضالة والطيور الجارحة، إضافة إلى مجموعة من المكلفين بعملية “الترياش” وسط أكوام من الريش والأوساخ، وهو ما يدفع للقول بأن البئر الجديد “إقليم الجديدة” تفتقر إلى سوق حقيقي لبيع اللحوم الحمراء والبيضاء يتوفر على المواصفات الصحية، ويطرح كذلك مشكل المراقبة البيطرية للمكان من قبل المصالح البيطرية بالبئر الجديد.
انعدام الظروف الصحية في أماكن بيع اللحوم الحمراء والبيضاء، لا يقتصر فقط على “السوق الأسبوعي” بل يشمل أيضا باقي المحلات المنتشرة بمجموع تراب البئر الجديد، وسط الأحياء الشعبية، حيث تتم عمليات البيع والذبح و “الترياش” في غياب تام للنظافة، وفي غياب أية مراقبة للمصالح المختصة، يبقى خطر التلوث وانتشار الأمراض واردا..
ونظرا لأهمية تجارة اللحوم الحمراء والبيضاء، ولضمان حمايتها من الأمراض المعدية، أصبح من الضروري تطوير إمكانياته ومردوديته، كما أصبح من المستعجل بلورة قانون إطار يحمي القطاع على مستوى الإنتاج والتسويق بدءا بإقامة سوق حقيقي بمواصفات صحية لبيع اللحوم الحمراء والبيضاء بمدينة البئر الجديد وإنشاء مجزرة خاصة بذبحها.
أثناء تجولك بمحاذاة أبواب السوق الأسبوعي بالبئر الجديد، والتي تعتبر أهم نقطة بيع يتم من خلالها توزيع وتلبية حاجيات ومتطلبات الساكنة من خضروات وفاكهة وكل متطلبات الحياة اليومية بمختلف أنواعها، ينتابك نوع من الدهشة، شباب متواجدون بداخل السوق الأسبوعي، يقدمون على ممارسة عملية ذبح الدواجن بالقرب من المدخل بطريقة غير صحية، ريش متناثر بعشوائية، مخلفات الأمعاء وغيرها، ملقات بأرض السوق الأسبوعي لمدينة البئر الجديد…
وباعة أحشاء الأبقار “الكرشة والدوارة” أيضا يمارسون تجارتهم وسط جيوش من الذباب والحشرات، إنها بعض معالم الإهمال الذي يطال معظم مرافق “سوق الخميس”.
عند توجهك صوب المدخل الرئيسي لبائعي اللحوم الحمراء يصادفك ممر ضيق في ظل أتربة متصاعدة تكسو مختلف جنبات المكان، أناس غرباء، روائح كريهة تزكم الأنوف، جدران محلات التجارة صار لونها يميل إلى السواد بفعل تراكم الأوساخ، وإن كان معظمها عبارة عن أعشاش، تشبه إلى حد بعيد المتاجر العشوائية في الأسواق الأسبوعية..
دخلنا محلا صغيرا بالسوق الأسبوعي صرح لنا رجل في عقده السادس في إطار حديث ودي بأنه شرع في ممارسة هذه المهنة التي ورثها عن والده الذي كان يشتغل جزارا بإحدى القرى، وعن وضعية المجزرة وحالة الإقبال عليها قال: “يتوافد علينا عدد هائل من المستهلكين وتجار المحلات بتراب البئر الجديد، سواء كانوا تجارا أو مستهلكين، أما فيما يخص حالة المحلات التي نزاول فيها مهنة بيع اللحوم فإنها لا تخفى على أحد، وهذا الأمر ظاهر للعيان، الشيء الذي يهمنا نحن التجار، هو الربح ولسنا مسؤولين عن وضعية المحلات أو السوق الأسبوعي.
رغم كل تلك الأزبال المتناثرة هنا وهناك من مخلفات “سوق الخميس”، فإن الإقبال على محلات بيع اللحوم الحمراء والبيضاء يعرف ارتفاعا كبيرا خصوصا في الفترة الصباحية من الخامسة صباحا إلى حدود السادسة مساء.
“الأخبار المغربية” قامت بزيارة للسوق الأسبوعي خميس البئر الجديد لتسليط الضوء على طريقة ذبح الديك الرومي والدجاج، فإذا بنا أمام “كارثة” صحية حقيقية.. أماكن تميل إلى السواد من كثرة إحتراق المياه الساخنة التي تخصص “لترييش الدجاج” دماء “مسفوكة” في كل مكان، الأرضية، حتى الطاولات المتواجدة بالقرب من مكان الذبح اكتست لونا قانيا أقرب إلى السواد.. دواجن منتشرة على طاولات بسيطة يتم خلالها تقسيم الذبيحة ليتم حشوها في أكياس بلاستيكية وتقديمها إلى المستهلك.
تتواجد بنفس الجهة شاحنات نقل الدواجن بما فيها دجاج، ديك رومي، إوز…، التي تتوافد على السوق الأسبوعي ليلا، بينما أضحت الجهة اليسرى مكانا “لترييش الدجاج والديك الرومي” على الأتربة بطريقة عشوائية، في حين تتوزع على مساحة كبيرة قطع “ريش الديك الرومي والدجاج” وأمعائه دون أي رقابة تذكر وسط غياب رجال النظافة بشكل شبه نهائي.
يحدثنا “سعيد” ذو الأربعين سنة، متزوج وله أربعة أطفال، بأنه اعتاد القدوم والتسوق من “سوق الخميس”، وأن دخله المحدود الذي لا يكفيه لسد متطلبات العيش هو الذي يدفعه إلى التسوق من “سوق الخميس” بسبب إنخفاض ثمن الخضروات والفاكهة وكل شئ له علاقة بالحياة اليومية من لحوم بيضاء خصوصا نوع “الكروازي”، أو “منتوف الريش” كما يطلق عليه، رغم ما يشهده من ثلوت وتراكم للأزبال.
فيما تؤكد لنا الحاجة “طامو” أنها تعودت هي الأخرى التبضع منه، لأنها تجد في “سوق الخميس” ضالتها في شراء ما تحتاجه، وبأثمنة منخفضة مقارنة بالمحلات، وبسبب قربها من “سوق الخميس” التي تقطع بضع أميال للوصول إليه.
يمكن وصف المكان الذي تتم فيه عملية الذبح والبيع، بسوق عشوائي، يفتقر إلى أدنى شروط الصحة والسلامة، وسط غياب موظفي مراقبة الصحة، وهو ما لا يتناسب مع الخدمات المفروض توفرها بمدينة البئر الجديد بكل ما تتوفر عليه من مؤهلات، إنه، حسب أحد المواطنين، سوق يمكن أن نطلق عليه “أطلال سوق”.
“حسن” أحد المستهلكين الدائمين الذين يتوافدون على سوق الخميس (تانتقدا الدجاج حي وتانديه ندبحو بإيدي.. أما هنا يمكن تلقى الرياش ماتايقول حتا بسم الله).
أما “إبراهيم” أحد زبناء “سوق الخميس” فقد ارتسمت على ملامحه علامات الجدية وهو يقول: (أنا كنت كا نريش الدجاج هنا.. لكن شفت الماء ديال الترياش كحل وحلفت عليه لا بقيت ريشتو).
بناءً عن الصورة التي رسمها لنا الواقع المُر للسوق الأسبوعي “خميس البئر الجديد” “إقليم الجديدة”، والذي يفتقر إلى أدنى شروط السلامة الصحية، الأمر الذي يستوجب دق ناقوس الخطر، والتعجيل بإصلاحات وإيجاد بدائل من شأنها تلبية متطلبات ساكنة البئر الجديد “إقليم الجديدة” في ظروف جيدة وملائمة.
وبين تطبيق القانون والتحايل عليه وعدم الالتزام به بخصوص الطريقة التي يتم فيها ذبح وبيع اللحوم الحمراء والبيضاء “بقرية” بمدينة البئر الجديد، تبقى الساكنة وفية ل”سوق الخميس” والتوافد عليه لاقتناء اللحوم للاستهلاك الشخصي…

قد يعجبك ايضا
Loading...