لماذا كل هذا الجبروت يا وزير الداخلية؟

عبدالمجيد مصلح

هي حالة فزعية عاشها المواطنون المغاربة ولم يسبق للمملكة المغربية أن عاشتها أو عرفتها مند عهود، هي أول مرة في تاريخ المغرب يُحاصر المرض شعبا كاملا بين جدران البيوت، هي حالة نفسية عصيبة اختلط فيها الحابل بالنابل وأصبحنا جميعا نرى الموت تتجول بيننا ونخشى أن يصيبنا ما أصاب الدول الكبرى التي اختلطت عندها أرقام الوفيات بالمصابين والتجأت إلى الحرق بدل الدفن، مواطن المغرب الغير النافع التزم بتعليمات وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الوطني والقيادة العليا للدرك الملكي والمفتشية العامة للقوات المساعدة والدفاع الوطني، إلا من اضطر غير باغ للخروج لقضاء مآربه، وهنا أتوجه مباشرة إلى رجال السلطة خاصة منهم القواد والباشاوات والقوات المساعدة، فهم الذين ظهرت فيهم حالات التسيب والغطرسة باسم القانون والعصا والعنف أحيانا، لانريد أن نثير الفتن هنا في هذا الجرد التوضيحي ولكن ما فعلوه يُندى له الجبين، نساء ورجال وزارة الداخلية، لم يتمرنوا يوما على الإشتغال في خليات الأزمات ولم يرتدي أفرادها يوما البذلة العسكرية التي جعلتهم يتعثرون لأنهم ألفوا ارتداء لباس مدني راقي مع مساحيق لائقة تزيد منظرهم قبولا وجمالا داخل الملحقات الإدارية، أليس كذلك؟ مشهد استثنائي شاد ظهرت به السلطات بتلاوينها وهم يجوبون الشوارع بحثا عن عاصي أو خارج عن القانون، مشهد يثير الإشمئزاز ذلك الذي ظهر به بعض القواد والباشاوات الذين تحولوا إلى محمد كلاي والآخر الذي استعمل العنف مع طفل والقائدة التي أفرغت سمومها الأنثوية في وجه رجل يسمع القرآن وهو في حياء وهي في استعلاء وهيجان! حقيقة، لقد اجتاز المغرب امتحانا عسيرا خرج منه بأضرار كثيرة وخطيرة، ولكن إذا ما استعملت الحكمة الإدارية مع المواطن فلربما تؤتي أكلها وسيتغلبون على عناصر هذه الأزمة باحترافية.
لقد تابعنا باهتمام ردود فعل المواطن فيما يحصل وما تفعله الآلة السلطوية خاصة في مجمع نساء ورجال السلطة المحلية، ومن الأفضل أن نترك المرأة المسؤولة في مثل هذه المواقف بعيدة عن مواجهة الناس فلربما تريد هذه المرأة تسجيل صور للإعجاب واستعمال السلطة الجائرة أكثر من مواجهة الأمر بالترشيد واللياقة الإدارية لأن الشعب المغربي مشهور باللطف ويخضع للإمتثال للقانون حينما نخاطبه بلطف، وقد سجلت الأحداث أن تدخل المرأة في بعض المواقف يقوض الأمر وتحصل الكارثة التي تجعل الأمر أكثر استفحالا وخسارة.
لقد سجل نساء ورجال الأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة وقفات حضارية رائعة وسط الشوارع والأزقة في حين سجل آخرون رقما قياسيا في التجاوز والإحتكاك العنيف واستعمال الشطط والقوة العنيفة وهذا لن يزيد الوضع إلا تأزما وسط نفسية المواطن الذي يعيش رعبا وضيقا واختناقا، ردوا بالكم، واقرءوا ما تيسر من التعليقات التي نشرت عليكم وستفهمون أنكم قد تشعلون فتنا نحن في غنى عنها في هذه الظروف الحالكة، اللهم إننا قد حذرنا باعتبارنا نخاف على هذا الوطن.

قد يعجبك ايضا
Loading...