هل تحضر “لاماب” لبعثرة دور المجلس الوطني للصحافة أم هو مخطط للتقسيم وشل الجسم الإعلامي الوطني؟

عبدالمجيد مصلح

غريب فحوى المنشور الذي صدر عما صدر فلا داعي لتفسير واضحات، منشور نفهم منه شيء واحد ولانكاد نفهم منه شيء، فأما الذي فهمناه هو كتابات وأسطر عن الوطنية، وأشياء أخرى تهم التعويضات، وكثير من الأمور تتعلق بأرقام ومبالغ، نفهم منها أن المنشور يريد أن يؤكد لنا على أن ما يتعلق بالأجور والتعويضات وتنقل المهنيين والصحفيين يعتبر سرقة للمال العام وتبذير ل”فلوس الشعب” الفقراء، وأن هذا قد يدخل حسب ما يتم تداوله ونشره بمواقع التواصل الاجتماعي من أصدقاء الأمس أعداء اليوم في ضرب مصالح البلد وعدم الإكترات بالوطنية وخدمة مصلحة البلد، ونحمد الله على أن هذا المنشور لم يسمي هؤلاء موظفي المجلس بالخونة.
من حيث دور هذا المجلس وما قام ويقوم به فلربما أن الطبيعة الأدبية التي كتب بها المنشور تنم عن شيء من العداء الذي يشبه المثل “لاعبين ولا حراما” وليس المجال يسمح للعودة إلى محطات تأسيس المجلس الوطني للصحافة، والغاية منه ولماذا تمت محاربته ومن يحرك لولب العصيان والتنمر والتمرد ضد أشغاله التي لايعرف قيمتها إلا الجهاز الوصي على الإعلام ورجالات المهنة الذين تكبدوا وذاقوا أقسى درجات النضال المدفوع الثمن منهم من قضى نحبه ومنهم من يقاوم وما بدلوا تبديلا .
فعلا وبدون رش ماء الورد على جهة أو أحد لأننا رضعنا حليب الحقيقة منذ الصغر ولانخشى في قول الحق لومة لائم، حقيقة أن هذا المجلس أنقذ المشهد الإعلامي من السقوط في زمن كان المغرب يعيش تحولات وتحديات كبرى في الداخل والخارج، وكنا نعيش فترة تردي قاهرة تسببت فيها الإدارة الوصية عن الإعلام، وتحولت الوزارة إلى ضيعة سياسية وشركة تُدار هياكلها مرة بالوكالة ومرة ب(التيليكوموند) ومرة بتوزيع مشوه، وانعكس هذا التلاعب على الإطار الإعلامي الوطني حتى صرنا نرى أدوات إعلامية كالخردة وكائنات حولت العمل الصحفي إلى زندقة واسترزاق وعربدة لولى تدخل هذا المجلس الذي تكبد المشاق والحرب الضروس مع أعداء اليوم أصدقاء الأمس، وجيش من التأسيسات، المناورات الصفراء كانت آخرها خروج “لاماب” خرجة شرود الهدف منها زعزعة برامج وأهداف المجلس وتقسيم الجسم الإعلامي إلى جسيمات لا تتوفر على الحد الأدنى من التكوين والتأطير والمهنية، جسيمات قد توظفها جهات لها المصلحة في أن يبقى المشهد الإعلامي الوطني متشردما يحارب فيه الصحافي المهني ويتقاتل فيه التقني مع زميله الناشر وهذا لن يخدم إلا أجندة أحزاب تصطاد جيدا على العتمة .

قد يعجبك ايضا
Loading...