هشام افتاح
تعيش مدينة البئرالجديد،على إيقاع صراع خفيٍّ بين الباشوية ومفوضية الأمن، أدى إلى تجميد التعاون المشترك بما فيها حتى التدخلات التي لا تقبل التأجيل الخاصة بقانون حالة الطوارئ، كما يرتبط الصراع بين الطرفين بخلافات لها علاقة بالاختصاصات، فمنذ أن تم إعلان البلدة مدينة وليس عمالة (…) لم يُسجل إنجاز أي مشروع سوى التجزئات السكنية وبناء المساجد وتبليط بعض الأحياء وإنشاء ملعب للتنس وقاعة مغطاة ومركب سوسيو رياضي (المدرسة الخاصة بأمر عاملي)، وبناية جديدة للدرك الملكي هذه المشاريع لا علاقة لها مع تشغيل الشباب العاطل الذي أصبح بين نارين نار الباشوية ونار مفوضية الأمن، والنار المشتعلة بين الرئيس والمعارضة وجمعيات المجتمع المدني الذي مازال ينتظر دوره ليقول كلمته في حين أخد المشعل أشخاص من ذوي السوابق العدلية همهم هو الاستفادة بما يجود به من يريد أن يكتب تعاليق (ضد) أو فيديوهات مسجلة على المباشر، إذا هي حرب مشتعلة بين الباشوية ومفوضية الأمن.
لقد كُتب على مدينة البئرالجديد، أن تتأجل المشاريع التنموية لإنقاذ الشباب العاطل بسبب الصراع الخفي حول الاختصاصات هذا الصراع يعلمه منير التباري العميد المركزي بالمنطقة الأمنية الجديدة الذي كان يشغل منصب رئيس مفوضية البئرالجديد كما يعلمه محمد عامر المتقاعد ويعلمه كل من تدرج على رئاسة المفوضية، صراع الأخوة الأعداء بدئ منذ أن حل باشا المدينة السابق نورالدين الشوحافي، الذي تم تعيينه باشا مدينة “سيدي بيبي”، ليحل محله الباشا سلامة (الهارب من المهمة) الذي تم تعيينه بإحدى الدوائر الحضرية بمدينة الجديدة ليخلفه الباشا الحالي الذي كان من المفروض أن يُغير من تعامل مؤسسة تابعة لوزارة الداخلية ومفوضية الأمن التابعة لوزراة الداخلية، لما فيه خير البلاد والعباد.
ما ميز مرحلة الباشا نورالدين الشوحافي السابق، هو ذاك الصراع الخفي و الظاهر مع رئيس البلدية السابق والمعارضة ومفوضية الأمن وبعض الفاعلين الجمعويين بالمدينة، هذا الصراع كذلك امتد إلى مشاكل الجمعيات لعل أكبر تجلي لذلك هو ملف المعطلين حيث لا زال امتياز المحلات التي تم بناءها في عهد الرئيس السابق (مولود السقوقع) والذي حصل عليه الشباب المعطل بنضالاتهم، مجمدا بسبب كثرة المتدخلين وعدم جدية كل الأطراف في إيجاد حل لهذا المشكل وهذا ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الجهات المستفيدة من الوضع، هذه بعض من الملفات المطروحة على مكتب الباشا الجديد المدعو لإيجاد أرضية توافقية ونهج مقاربة تشاركية مع باقي الأطراف الفاعلة من أجل خلق تنمية حقيقية بالمدينة، وليس فتح أبواب الخلافات والصراعات الخالية من الوطنية وحب المملكة المغربية.
لقد عرفت مدينة البئرالجديد، فرض حالة الطوارئ الصحية بتنظيم دوريات مختلطة كانت تجوب الشوارع وأحيائها المختلفة، لتنزيل التدابير الاحترازية للحد من انتشار العدوى “كوفيد19” وثمنت الساكنة المجهودات التي بذلتها وتبذلها السلطات بتلاوينها، سواء خلال تطبيقها التدابير الاستباقية أو مراقبتها لأسعار المواد الغذائية وتوفرها أو من خلال جولاتها المتكررة لبعض المحلات التجارية للوقوف عن قرب على مدى احترام المواطن للشروط الصحية واحترام البائع للأثمنة العادية، فهل تدخل السيد الباشا في الحالات الاجتماعية العديدة فيما بين الأسر، أو بين الكاري والمكتري، أو حتى في نقل بعض المستخدمين أو العابرين إلى مدنهم بعد توقف خدمات النقل بين المدن؟
كان حرص كل من وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وعبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، على الوقوف على سير الترتيبات الأمنية لمحاربة انتشار وباء الفيروس المستجد “كوفيد19” وكان المدير العام يقوم بزيارة تفقدية بالزي الرسمي إلى السدود القضائية، وهو الشيء الذي أثلج صدر المتتبعين، لماذا لم يقم باشا مدينة البئرالجديد بصفته ممثل عامل إقليم الجديدة على المدينة، بزيارة تفقدية للسدود القضائية؟ لماذا لم يقم الباشا بواجبه وهو يرى ويسمع فيديوهات على المباشر تتناقلها صفحات فايسبوكية لمجموعة من المواطنين المتضررين من عدم حصولهم على قفة رمضان؟ ومن استفاد ب159 قفة الحصة التي حصلت عليها مدينة البئرالجديد من عمالة الاقليم؟ من له المصلحة في عدم وصول القفة الرمضانية لمستحقيها؟ من له المصلحة في نشر البلبلة والتفرقة بين الباشوية ومفوضية الأمن؟ ومن أعطى الأوامر لتصوير فيديو يوثق سيدة وهي تدعي أن الأمن غير موجود في البئرالجديد؟ إذا لم يكن الأمن موجود فمن يا ترى من الواجب عليه أن يكتب للعمالة بأن الأمن غير موجود…؟أنت الباشا وليس الفايسبوكيين أو المرأة التي كانت تصيح أمام عون السلطة الذي كان يكتفي بتوثيق ما تقوله المرأة عوض الاتصال بسيارة الإسعاف والأمن.
من له المصلحة لتعريض سمعة مفوضية الأمن من أجل النيل من أفرادها؟
يجب على المديرية العامة للأمن الوطني الخروج بتوضيح حول ما نسب إلى مفوضية الأمن البئرالجديد، وتفتح تحقيق معمق لمعرفة كيف تمت عملية نشر المباشر ومن له المصلحة في تشويه مؤسسة أمنية خاضت وتخوض من أجل المواطنين حرب دروس، وهذا بشهادة العدو قبل الصديق، ختاما نريد أن نوضح شيئا مهما جدا..كمواطنين نقدر عاليا المجهودات التي يقوم بها رجال الأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة والدفاع الوطني والسلطة المحلية في هذه الظروف الصعبة…وبعض الانزلاقات لا يمكن أن نتخذها قاعدة بالتأكيد، كما نهيب بهم جميعا إلى انتهاج الصرامة في تطبيق قانون الحجر الصحي على الجميع دون استثناء.