الطيب ساق
المملكة – الحكومات تنصب و تسقط بالأصوات هذه حقيقة أساسية في الأنظمة الديمقراطية وتعكس قوة إرادة الشعوب وقدرتها على التأثير في مسار السياسة، لأن الأصوات التي يلقيها الناخبون في صناديق الاقتراع هي التي تحدد من سيحكم ومن سيسقط إنها آلية ديمقراطية تعبر عن إرادة المواطنين وتحدد مصير الحكومات و السياسات.
عندما نتحدث عن الحكومات التي تنصب وتسقط بالأصوات فإننا نتحدث عن نظام يقوم على المشاركة الفعالة للمواطنين في صنع القرار السياسي لأن الانتخابات ليست مجرد عملية تصويت روتينية بل هي فرصة حقيقية للشعوب للتعبير عن رغباتها وتطلعاتها واختيار من يمثلها، الأصوات يا أيها الشعب هي القوة التي تحدد الاتجاه السياسي للمجتمعات وهي التي ترسم من خلالها ملامح المستقبل.
فقوة الأصوات تكمن في قدرتها على التغيير وإحداث تحولات جذرية في السياسة والاقتصاد والاجتماع، نعم الحكومات التي تفشل في تلبية تطلعات شعوبها يمكن أن تسقط بفعل الأصوات المعبرة عن عدم الرضا، وفي المقابل الحكومات التي تستجيب لاحتياجات مواطنيها وتعمل على تحقيق التنمية و العدالة يمكن أن تعزز موقعها و تستمر بفضل التأييد الشعبي.
المشاركة في الانتخابات تعكس وعي المواطن بأهمية دوره في بناء المجتمع، إنها تعبير عن المسؤولية تجاه الوطن و المجتمع.
عندما يشارك المواطنون في التصويت فإنهم يؤكدون على حقهم في اختيار من يحكمهم ويحددون بذلك مسار التغيير الذي يصب في مصلحة الجميع، لأن الأنظمة الديمقراطية تقوم على مبدأ أن السلطة للشعب و أن الحكومات تستمد شرعيتها من إرادة الناخبين، الأصوات إذن هي الأداة التي يعبر من خلالها عن هذه الإرادة وهي التي تحدد من يمثل الشعب في صنع القرار، إن الحكومات التي تنصب وتسقط بالأصوات تظهر أن الديمقراطية ليست مجرد نظام سياسي بل هي ممارسة يومية تتطلب التزاما من الجميع.
ففي ظل التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة تظل الأصوات وسيلة مهمة للتعبير عن الرأي والتأثير في السياسات، والمشاركة الفعالة في الانتخابات تعزز من استقرار المجتمعات وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.