رسالة إلى السيد والي ولاية جهة مراكش آسفي…ماذا حدث وماذا يحدث بمجلس الجهة؟

الأخبار المغربية

السيد الوالي المحترم،

لا حديث ولا كلام في الوسط السياسي المراكشي، إلا عن تركيبة المجلس الحالي، الذي يترأسه الرئيس سمير كودار المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، هذا الأخير بحنكته استطاع أن ينتزع المشعل من الرئيسين السابقين، أحمد خشيشن، وأحمد التوزي، المنافسين له قبل انتخابات 8 شتنبر 2021، واستطاع أن يفوز برئاسة مجلس جهة مراكش آسفي، و المنصوري على رأس عمادة جماعة مراكش باسم حزب (التراكتور) وكذا عدد من الجماعات والمجالس كغرفة الفلاحة والصناعة والتجارة والخدمات وعدد من المجالس الإقليمية، وكان منسقا عاما للأحزاب الثلاثة حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال وحزب التجمع الوطني للأحرار.

السيد والي جهة مراكش آسفي،

فمنذ أن توليتم منصب والي ولاية جهة مراكش آسفي، بدأت عيوب الوالي السابق تظهر في أغلب الجماعات والمجالس بجهة مراكش آسفي لأن غالبيتها مصنوعة على مقاصه، وفي الأيام الأخيرة أخذ أغلب أعضاء مجلس الجهة ينسقون في الخفاء من أجل مقاطعة الدورة القادمة لأنهم فهموا أن دورهم في مجلس الجهة إنما هو للتصويت فقط، كما أن أغلب أعضاء المجلس يحسون بالتهميش والإقصاء.

فهل فعلا انقلب السحر على الساحر؟ بحكم أن المجلس اليوم بلغ نصف ولايته، والساكنة التي صوتت على أعضاء هذا المجلس، لازالت تنتظر المشاريع والوعود…

ويتساءل المتتبعون للشأن المحلي عن الحصيلة التي راكمها مجلس جهة مراكش آسفي، والتي تبقى هزيلة وضعيفة، كما يعرف أن أغلب أعضاء المجلس ونواب الرئيس مسهم التهميش والإقصاء من قبل الرئيس والرئيس المنتدب، لأنه في الغالب وكالعادة، مجلس جهة مراكش آسفي ينتخب رئيسا للمجلس والرئيس ينتخب رئيسا منتدبا للمجلس، وهو الذي يصول ويجول ويفتي في (الشاذة والفاذة) منذ ولاية عبد العالي دومو مرورا بحميد نرجس وأحمد التويزي وأحمد اخشيشن.

كما أن اللجان العاملة بمجلس الجهة في اجتماعاتها، تتم مناقشتها خارج إدارة المجلس، إما في المقاهي وإما في الصالونات وإما في دار المنتخب بحي “جليز”.

أليس من العبث السيد والي ولاية جهة مراكش آسفي أن تجتمع اللجان وأعضاء اللجان خارج إدارة المجلس لماذا؟ فدار المنتخب للمنتخبين، وليس لأعضاء مجلس جهة مراكش آسفي، كما هو الشأن بالنسبة لاجتماعات باقي المجالس الفلاحية والصناعية والتجارية والخدماتية و ذلك كما رسم لها فطاحلة السياسة، والذين أسسوا مجلسا قويا كان يشبه بمجلس النواب، وكانت تطرح فيه الأسئلة الشفاهية والكتابية، وكانت دورات المجلس بمثابة عرس ديمقراطي للمنتخبين والسياسيين والمثقفين والإعلاميين والحقوقيين وكافة أطياف المجتمع المدني، كما كانت جلسات دورات مجلس جهة مراكش آسفي (سابقا) تحضرها شخصيات وازنة، ورؤساء المصالح الخارجية وعمال أقاليم الجهة، وحين يتم طرح سؤال شفهي وبعد الجواب عليه يرد الوالي أو العامل أو مدير مصلحة معينة، بكل علم وأريحية وثقة في النفس فيخيل إليك وكأنك جالس في قاعة بمجلس النواب، وليس مثل جلسات أعضاء المجلس الجهوي في هذه الولاية والذين يوجد من بينهم من أصبحوا محللين وسياسيين ومسؤولين وجهويين وإقليميين في رمشة عين.

سيدي والي ولاية جهة مراكش آسفي، المتتبعون للشأن السياسي يتساءلون، عن ماذا حدث بمجلس جهة مراكش آسفي؟ فهل مقر جهة مراكش آسفي مقرا إداريا للمنتخبين والسياسيين والحقوقيين والإداريين والإعلاميين، أم أنه مقر لحزب الأصالة والمعاصرة؟ ولماذا رئيس المجلس يقوم بتهميش وإقصاء أعضاء المجلس المنتخبين من الشعب؟ هل هم أعضاء لم يرقوا إلى مستوى الرئيس أو بعض النواب المحظوظين بالمكتب؟.

رئيس مجلس جهة مراكش آسفي الأستاذ سمير كودار لم يستطع أن يوفي بعهده الذي تعهد به أعضاء المجلس الذين انتخبوه رئيسا بالإجماع، كعادته، وأن الرئيس نسي نفسه أن الجميع يسجل عليه (الشاذة والفاذة) وكان في إحدى الندوات الصحفية بدار المنتخب، حين طرح عليه السؤال والذي مفاده، لماذا غيبت الإعلام والصحفيين عن أشغال المجلس ولم تتواصل مع الصحافة بجهة مراكش آسفي؟.

وبعد مرور نصف ولايته على رأس المجلس، وتعهده هو والأستاذ أحمد خشيشن الرئيس السابق ونائبه بالسير على سنة الأستاذ والمفكر والسياسي المحنك والمؤسس لمجلس جهة مراكش آسفي، عبد العزيز المسيوي، الذي كان ينظم بالمناسبة يوما دراسيا حول الإعلام والصحافة وكان في الغالب يوما دراسيا في المستوى المطلوب، لكن لم يوفي بعهده، والمتتبع للشأن المحلي والجهوي يلاحظ أن المشاريع التي كانت تخرج للوجود في الجبال والقرى والمداشر والدواوير وجميع مناطق الجهة لم ترى النور لحد كتابة هذه السطور.

السيد الوالي المحترم،

للأسف الشديد لاتزال الجهة غائبة أو متغيبة لا في المشاريع، ولا في الإعلام ولا في التواصل مع المجتمع المدني، وحتى أعضاء المجلس لم يحضوا بالتواصل مع الرئيس إلا بعض المحظوظين أو الموالين لحزب الرئيس.

لقد كانت جهة مراكش تانسيفت الحوز سابقا، ومراكش آسفي حاليا يضرب بها المثل، وكانت في بدايتها لها إشعاع كبير، جهويا ووطنيا و دوليا، وأبرمت عددا كبيرا من الاتفاقيات والتوأمات بين المجالس داخل المغرب وخارجه كالمجالس العربية والإفريقية والأوربية والآسيوية والأمريكيتين، وكان أعضاء المجلس بجهة مراكش في عهد عبد العزيز المسيوي وعبد العزيز السعدي وعبد العالي دومو واحمد التويزي في عطاء وتقدم، ويضرب بهم المثل في العطاء ونكران الذات، لكن اليوم يبدو أن مجلس سيدي بوعثمان أفضل من مجلس جهة مراكش آسفي، وأعضاء بلدية سيدي بوعثمان أفضل بكثير من أعضاء مجلس جهة مراكش آسفي، بل والجميع يصنف أعضاء مجلس جهة مراكش آسفي الحاليين بالأعضاء الموافقين.

فهل سيغير الرئيس سمير كودار من سلوكه ومعاملته؟ وخاصة مع أعضاء المجلس الذين انتخبوه بالإجماع، هل الرئيس سمير كودار سيبقى على حالته التي كان عليها منذ تدشين هذه الولاية بشرها وخيرها؟.

فالتاريخ يسجل على كل شخص يتحمل مسؤولية من المسؤوليات وخاصة فيما يتعلق بالشأن العام المحلي والجهوي والوطني، كل صغيرة قبل الكبيرة، نتمنى أن يستيقظ رئيس المجلس الجهوي من غفلته وغيبوبته، وإلى أن يستيقظ ضمير المسؤولين نعزي أنفسنا فينا.

للحديث بقية

قد يعجبك ايضا
Loading...