فيديو-فاس تخصص لقاءا كبيرا وعرسا زاهيا للصحفي الشامخ القاسمي بعد خروجه من سجن تولال2

الظلم ظلمات غدا يوم القيامة

 

عبدالمجيد مصلح

انتهت ثلاث سنوات من حبس الصحفي الشامخ القاسمي وتحقق الفرج والإفراج في يوم الجمعة العيد، يوم عند القاسمي بألف يوم وألف عيد وعندنا نحن زملاﺅه في مهنة المتاعب باليوم الوطني لحرية الشرفاء، خرج القاسمي كما يخرج المناضلون الأشراس من معارك الكفاح وتذكرنا المثل الشعبي الذي كانت تحكيه الجدات أيام الكفاح الوطني “الحبس مكايمشيو ليه غي الرجال الأشداء” وفهمنا أن حبس الرجال داخل الزنازن يعني قوتهم وبأسهم في معارك النضال وهو نوع من الخوف لدى آلة البطش والفساد ولكن حبس الرجال هو مصل دماء الأقلام.

كنا نتوقع أن نرى القاسمي مكسور العزيمة فاقد للقدرة على النهوض لكنه فاجأنا بقاسمي آخر وكأن الرجل كان في معسكر تدريب للنفس وللفكر وللشهامة التي يعرف بها الصحفي الباسل، كان الجميع في استقبال القاسمي عائلات وأصدقاء ورفقاء زملاء في درب المواجهة والكتابة وكانت هناك في فاس أمة أخرى من محيط القاسمي تنتظر ظله وهناك لم ينته العناق الذي تهامرت عليه دموع الفرج والفرح والاستقبال الكبير الذي خص به أهالي فاس من سياسيين وأعيان وإعلاميين ومهتمين حقوقيين الصحفي القاسمي الذي قسم ظهر آلة الفساد ولم يجدوا لجرأته بدا إلا بتلفيق مسرحية كاذبة خاطئة ظنا منهم أن السجن سيخرص لسان صدق صحفي يومن بالحقيقة ويتخذها عكازا للطريق وقدما ثالثة تعينه على استئصال جذور العابثين بالديلقراطية وحرية التعبير.

ويحكي القاسمي أن هذا السجن ليس زنزانة ولا قفصا يغيب عنه شمس الحرية ولكنه جعل منه مدرسة صوفية وجامعة حياتية شهادتها الاستقامة وعنوانها إتمام طريق الصلاح والإصلاح إلى جانب الشرفاء من أمثاله الذين عاهدوا الله على قول الحقيقة فمنهم من قضى نحبه ومنهم من لا يزال يقبع في زنازن الظلم ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

ولابد للتغيير من تضحيات وحبنا لهذا الوطن يقول القاسمي يلزمنا تقديم التضحيات ولو على حساب أنفسنا وهذا جهاد من صنف آخر يخشاه المتخاذلون من حملة قلنسوة الإعلام في بلدنا ولكنهم في دواخلهم يعلمون أنهم أدنى من الرجال.

أهل فاس احتفلوا يوم الجمعة العيد بخروج القاسمي وعودته إلى أهله مظفرا كمن عاد من معركة انتصار ولأجله خصصوا له حفلا وعرسا اجتمعت فيه الكلمات المعسولة والأناشيد الروحية وكان فيها القاسمي عريس الإعلام وبطل ملاحم الصمود فهنيئا للقاسمي بهذا النصر والانتصار وهنيئا له بهذه المصداقية التي وقعها كل من حضروا لحفل الفرج والإفراج.

قد يعجبك ايضا
Loading...