الأخبار المغربية
ما يهمني بالأساس هو التنبيه لخطورة الفوضى واستباحة الفضاء العام والسقوط في أفخاخ التطرف اللفظي والتطرف اللفظي المضاد، عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الإجتماعي، فحقوق المتقاضين لن يرسخها الصراخ والشتائم والسباب والإتهامات بل تضمنها القوانين والدساتير وقبل ذلك التشريعات السماوية السمحة، والإستنفار المتبادل بين بعض من يزعمون حمل راية الدعوة وبعض المدافعين عن حقوق المواطنين ومن ينصبون أنفسهم حماة للمدنية والعصرنة، بات وقوداً يوفر بيئة مثالية لظهور تنظيمات إرهابية جديدة، وعلينا ألا نستهتر بالمقدمات لأن تجارب الماضي تعلمنا أن مثلها قاد المملكة المغربية، فيما سبق إلى كارثة الإرهاب التي دفع الكثيرون ثمنها من دمائهم وأمنهم وصولاً إلى دول بأكملها راحت ضحية أفكار ولدت صغيرة على إستحياء حتى تحولت إلى شبح كارثي وداعشية وبائية لم يتراجع خطرها أو ينحسر قليلاً سوى بمعركة تكاتفت فيها الكثير من الدول، في حين لا تزال كامنة تطل برأسها الخبيث لترتكب جرائم آثمة بين الفينة والأخرى!
الخلاصة أن أي تطرف في تنظيم وقفات أمام الإدارات العمومية ومهاجمة المسؤولين الشرفاء، أو تحريض المواطنين على العصيان وفقاً لهواكم اللحظي، أو الرد على ما قد تعتقدون أنه مصلحة عامة وهو في الأصل مصلحة خاصة بكم وأجندة خبيثة للنيل من المجلس الأعلى للقضاء و رئاسة النيابة العامة، بغض النظر عن أهدافكم ومراميكم ومنطلقاتكم، أنتم تدعون للعنف والإرهاب وسفك الدماء، وهو وقود للتطرف، وبيئة خصبة لنمو وتكاثر المتطرفين، وعمل مناوىء لقيم التعايش والتسامح وفعل إجرامي مضاد للسلم الاجتماعي في المملكة المغربية.
خطير