الأخبار المغربية
طلعت علينا بعض المواقع الالكترونية المغربية، باستجواب خص به محمد عامر سفير المملكة المغربية صحيفة لوڤيف البلجيكية ببروكسيل، وقليلا ما يخرج في الإعلام وقليلا ما يرد على التصريحات، وهذا معروف عند الجالية المغربية ببلجيكا، السفير محمد عامر رد على تصريحات وزير العدل البلجيكي قائلا:” لقد كنت سفير بلدي في بلجيكا لأكثر من أربع سنوات وأنا أعلم جيدًا أن العلاقات بين بلدينا هي على مستوى من التميز لا مثيل له في الماضي، ولا سيما التعاون القضائي والهجرة وفوق كل ذلك التعاون الأمني، الذي وصل إلى مستوى غير مسبوق تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك فيليب، لهذا السبب صدمت عندما لاحظت سلسلة من التصريحات العدوانية الناذرة تجاه بلد منخرط للغاية مع بلجيكا وأوروبا في مشاريع استراتيجية للغاية، ومزاعم وزير العدل ڤانسون ڤان كيكنبورن الذي وجه أصبع الاتهام للمغرب بالتجسس والتدخل في شؤون وزارة العدل فيما يتعلق بالشأن الديني، تبقى مزاعم لا أساس لها من الصحة وغير مفهومة وغير مقبولة”
السفير محمد عامر رد على تصريحات وزير العدل البلجيكي للأسف، متى جاء هذا الرد؟ ولماذا تأخر كل هذا الوقت ليقول لنا أشياء قديمة يعرفها الجميع؟ ثم لماذا جاء هذا الرد مدافعا لكن لم يمس جوهر الإتهام؟ وكيف له أن يدافع عن دور المغرب في التعاون الأمني ومشاركته في مكافحة التطرف ولم يقل شيء عن النموذج المغربي طالما أنه علل تواجد المغاربة بالأرقام الشيء الذي يفرض عليه الدفاع عن النموذج المغربي كبديل للتعايش والسلم والوسطية، فكيف للمغرب أن يكون شريكا استراتيجيا في المجال الأمني المتعلق بمكافحة الإرهاب ويختفي في المشاركة بنموذجه الديني الوسطي الداعي للسلم والتعايش والإعتراف بالآخر، تناقض يخفي وراءه احتشاما مبطنا، ثم كيف للمغرب أن يكون سباقا لكشف خيوط الإرهاب في بلجيكا ومتعاونا مهما ومعظم الإرهابيين من المغرب العربي، وآخرها أحداث زافنطم ومحطة الميترو ألا ترى سيدي السفير تناقضا صارخا في هذا، بعض أبناء جالية المغرب العربي، سيق بهم للتطرف ونحن يعول علينا في تفكيك خلايا الإرهاب بأوروبا، أين دور المؤسسات المغربية المتخصصة في الشأن الديني، وبلجيكا تعج بالمساجد المغربية والجمعيات الإسلامية على رأسها تجمع مسلمي بلجيكا، ومادام أحد المغاربة عضو بارز في الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا وعضو مؤثر في المركز الإسلامي فلماذا يأتي اسمه في قرار وزير العدل، والسؤال العريض يا سعادة السفير لماذا لم تتكلم عن دور مجلس العلماء المغاربة بأوروبا مادمت أشرت إلى الدور الإستراتيجي والديني والأمني الذي يلعبه المغرب في بلجيكا.
لقد قضيت أربع سنوات ببلجيكا وكنت شاهدا على قضايا ومشاكل داخل بيت الشأن الديني المغربي، فهلا شرحت للإدارة المركزية (…) وزارة الخارجية والمستشارين العاملين ببلجيكا، ما الدور الذي لعبته السفارة في تصحيح وضع هذه المشاكل التي تدحرجت وكبرت وانتفخت ريحها لتخرج عبر قنوات الإعلام البلجيكي .
وعن الإندماج والإنصهار والإحتفاظ بالهوية والثقافة المغربية فكل عائلات المهاجرين المغاربة ببلجيكا يحاولون الإحتفاظ على هويتهم ودينهم وثقافتهم دون ترشيد أو برامج من طرف مؤسسات الهجرة، بل هي محاولات يفرضها الإرتباط الروحي بالوطن وحبهم لبلدهم وأنتم تعرفون جيدا برامج مؤسسات الهجرة فهي لاتخرج عن كونها مجرد حفلات ومعارض للعقار وتجارات موسمية يحصد أرباحها فنانو المغرب، والحمد لله أن هذا الحجر الصحي جمد سفرياتهم إلى إشعار جديد.
إن فضيحة قرار وزير العدل البلجيكي مست شيء من كرامة مغاربة العالم قبل أن تمس أي جهة أخرى لأن هذا الإتهام لن يبقى محصورا في ثلاثة عناصر وإنما سينتشر ليصبح مغاربة بلجيكا جواسيس ولكن من المسؤول عن هذا يا سعادة السفير؟
أما البيان أو الاستجواب الذي نشرته بعض المواقع الالكترونية المغربية من خلال استجوابكم الذي تفضلتم به (مكره أخاك لا بطل) مع صحيفة لوڤيف البلجيكية ف”الأخبار المغربية” تعتبره بيان دبلوماسي يفرض الضبط والإحترام واختيار الجمل، لكنه لن يمسح عار القرار الوزيري يا سعادة السفير، والجالية المغربية ببلجيكا تحتاج إلى تغيير جذري في بعض المؤسسات والأشخاص المعنيون بقضايا مغاربة العالم، وهذا ما أكدنا عليه في مقالات كثيرة عبارة على أخبار حاولنا بواسطتها توجيه المؤسسات العاملة بأوروبا، بعدما أصبحت الجالية المغربية منديل ورق تمسح فيه أخطاء وأوساخ سلوكات بعض القائمين على شؤون ومصالح المملكة المغربية في بلجيكا، نحن نعلم أن دور السفارة محدود والمسؤولية مشتركة ولايمكن لجهة أن تتخذ قرارا انفراديا لوحدها، ولكن لاتنسوا أن صورة المملكة لاتقبل العبث والمخاطرة والجالية المغربية هي أول من يحمل العلم الوطني دفاعا عنها وعن سيادتها ووحدة ترابها، لأنها تعتبر ذلك من واجبها الوطني وليس واجبا وظيفيا نقضي لايتعدى أربع سنوات وتنتهي (الكونطرا).