أناسي…إلى رئيس RG و DAG هذه خطبة الجمعة ليوم 19 شتنبر 2025 فهل ستكونون من الحاضرين لتتأكدوا من التزام الإمام الراتب و المقرئ وخطيب الجمعة بالخطبة الموحدة؟
الأخبار المغربية
البرنوصي – هناك توجيهات من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب بخصوص خطبة الجمعة الموحدة، الهدف من هذه التوجيهات هو ضمان الالتزام بالدعاء لولي الأمر، مع تجنب الإشارات إلى جماعات أو أحزاب معينة.
يطلب من الأئمة الالتزام بالخطبة الموحدة دون أي زيادة أو نقصان وتشدد الوزارة على أهمية الدعاء لولي الأمر، مع تجنب الدعاء لأي جهة بما فيه غزة أو حماس أو حزب الشيطان أو المجاهدين في سيناء أو أي بقعة في الأرض اللهم إذا أخذتم الإذن من ولي الأمر جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
هذا نص خطبة الجمعة الموحدة فهل ستكونون في الموعد لوضع حد للخرجات غير المبررة للأئمة الذين لا يلتزمون بالخطبة الموحدة، لتعزيز الوحدة و الاستقرار في المجتمع، وضمان أن تكون الخطبة وسيلة للبناء والتوجيه الإيجابي.
الخطبة الأولى:
الحمد لله الحميد المجيد، الفعال لما يريد، المتفضل على عباده بجلائل النعم دون تحديد، نحمده سبحانه على ما منحنا من عطاياه، ووفقنا للتمسك بهدي نبيه وسجاياه، ونشهد أن لا إله إلا الله المتفرد في جلاله، والمتجلي على عباده بجماله، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أرسله رحمة للعالمين، ورفع ذكره في الدنيا وفي أعلى عليين، صلى الله وسلم عليه و على آله الطيبين الأبرار، و صحابته الميامين الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان في الجهر والإسرار.
أما بعد؛ أيها المؤمنون و المؤمنات، فبمناسبة مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الحبيب المصطفى سيدنا ونبينا محمد ﷺ، تفضل مولانا أمير المؤمنين، رئيس المجلس العلمي الأعلى – حفظه الله وأعز أمره – رعاية منه لمقام النبوة، وأداء لأمانة الرسالة، فبعث رسالة سامية إلى العلماء، ومن خلالهم إلى الشعب المغربي قاطبة، و إلى كل محبي الرسول ﷺ لجعل هذه السنة سنة تذكير بواجب المحبة الصادقة للجناب النبوي الشريف؛ تأكيدا على ما درج عليه أسلافهُ من الاحتفال و الاحتفاء بالجناب الشريف خاصة وعامة؛ تأليفا ومدحا و تزكية وسلوكا، وتمسكا بكثرة الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى في السراء والضراء؛ وهذه بعض مضامين الرسالة الملكية السامية:
أولا: دعا مولانا أمير المؤمنين العلماء ومن انخرط في سلكهم من القيمين الدينيين و الجامعيين، إلى إلقاء الدروس و المحاضرات في جميع الأمكنة المتاحة للتذكير، وللمزيد من التعريف بسيرة الرسول الأكرم – صلوات ربي وتسليماته عليه – بأسلوب يراعي حاجات الناس، و يناسب عقول الشباب وجميع فئات الشعب، مع التركيز على أعظم ما جاء به الرسول؛ وهو دين التوحيد المتجلي في مكارم الأخلاق والمحرر من الأنانية و عبادة هوى النفس.
ثانيا: القيام بأنشطة مماثلة؛ للتعبير عن شكر الله تعالى الذي مَنَّ على بلادنا باختيار الإمامة من ذرية الحبيب المصطفى ﷺ لتحمي دينه وتحافظ على هديه و عهده؛ وهذا ما يوجب الشكر و المحبة والدعاء مرتين؛ مرة للنسب الشريف، ومرة لمقام الإمامة العظمى، يقول الله تعالى: قُل لَّآ أَسْـَٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً اِلَّا اَ۬لْمَوَدَّةَ فِے اِ۬لْقُرْب۪يٰۖ
و يقول الشافعي رحمه الله:
يا آل بيت رسول الله حبُّكمُ فرض من الله في القرآن أنزلهُ
يكفيكمُ من عظيم المجد أنكمُ من لم يصل عليكم لا صلاة له
ثالثا: القيام بما يناسب المقام شكرا لله سبحانه على ما هدى إليه مولانا أمير المؤمنين من وراثة الإمارة، ويسر له سبيل الرعاية لشؤون الدين والدنيا، و وفر له الشروط المثلى حتى يقوم شعبه الوفي بكل ما يرضي الله عقيدة وعبادة وأخلاقا.
رابعا: التعريف بجهود مولانا أمير المؤمنين خاصة، وجهود سلاطين الدولة العلوية المنيفة عامة في العناية بتركة النبي ﷺ ولا سيما الحديث النبوي الشريف، الذي أولاه مولانا أمير المؤمنين ما أولاه من العناية الخاصة، والصيانة الكافية، عبر تجديد مؤسسة دار الحديث الحسنية، والدروس الحديثية في قناة وإذاعة محمد السادس، ومنصة محمد السادس للحديث الشريف التي كانت ملجأ لكل طلاب الحديث الصحيح علما و عملا، وجائزة محمد السادس لأهل الحديث، وغيرها من الجهود المباركة الميمونة التي تربطه، حفظه الله، بميراث جده المصطفى ﷺ سيرا على نهج أسلافه المنعمين الخادمين للسيرة والسنة النبوية.
خامسا: حث – حفظه الله – العلماء على التعريف بما برَّز فيه المغاربة عبر التاريخ؛ من العناية بالأمانات التي بعث الرسول الأكرم ﷺ من أجلها، كما في قوله تعالى: هُوَ اَ۬لذِے بَعَثَ فِے اِ۬لُامِّيِّـۧنَ رَسُولاٗ مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمُۥٓ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ اُ۬لْكِتَٰبَ وَالْحِكْمَةَ.
مع إبراز ما خص الله به بلادنا من العناية بالأمانة الأولى من هذه الأمانات؛ ألا وهي العناية بالقرآن الكريم؛ حفظا وتجويدا وتفسيرا.
سادسا: التذكير بما برز فيه المغاربة أمراء وعلماء وشعبا؛ من العناية بثانية الأمانات؛ وهي التزكية بكل ما تعني هذه الكلمة من معاني الزهد والتربية و التصوف والتحلي بمكارم الأخلاق؛ وهي كلها في جوهرها تقوم على محبة وتعظيم الجناب النبوي، وتنتهي بأسانيدها إليه، و الدخول على الله تعالى من باب الاقتداء بالرسول، ﷺ مصداقا لقول الله تعالى: اِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اَ۬للَّهَ فَاتَّبِعُونِے يُحْبِبْكُمُ اُ۬للَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْۖ وَاللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞۖ
سابعا: تعريف عموم الناس بما أجاد فيه المغاربة من صياغة غرر السماع والمديح النبوي للتعبير عن الحب الصادق و تمجيد النبي ﷺ في نفوس الناس حتى يحبوه، فإذا أحبوه اتبعوه؛ لما في ذلك من إغناء الفطرة السليمة وتغذية الروح و الاستمداد من الروحانية المحمدية.
عباد الله؛ ما علينا إلا أن نحمد الله تعالى ونشكره شكر العارفين المقرين بما مَنَّ به علينا من إمام وسلطان عظيم، نظر بإجلال و إخلاص إلى مقام النبوة العظيم المقدار، فحث أمته والمسلمين جميعا على التمسك بالهدي النبوي الشريف، والتعريف به في سائر الأمكنة والأزمنة المتاحة احتفاء بمرور خمسة عشر قرنا من التوحيد والعبادة لله من غير تحريف أو تبديل. ولا يزيدها طول الزمان إلا المزيد من المحبة والتعلق بالجناب الشريف للنبي ﷺ.
نفعني الله وإياكم بقرآنه المبين وبحديث سيد الأولين والآخرين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه ورشده.
عباد الله؛
ثامِنا: أمر مولانا أمير المؤمنين العلماء بالتعريف بما برَّز فيه المغاربة من صياغة الصلوات على الرسول وآله ﷺ مذكرا ببعض الكتب كـ(ذخيرة المحتاج) للمربي المعطى الشرقاوي و(دلائل الخيرات) للمربي محمد بن سليمان الجزولي و(الدر المنظم) للمربي أبي العباس العَزَفي؛ وهي كتب لها تجلياتها في حياة الأمة.
تاسعا: دعا حفظه الله إلى تحقيق نفيس لكتاب القاضي عياض (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) اَلذي لم يؤلف في موضوعه مثله، وشرق وغرب مدحه وصيته، وغيرها كثير من صنوف العناية المغربية بالتفنن في صياغة الصلوات على النبي المختار ؛ مما يدل على ارتباطهم بهديه وشمائله وسيرته وسنته ﷺ.
عاشرا: الحرص على توجيه الناس، ولا سيما في هذه الذكرى المجيدة؛ ذكرى مولد الرسول الأكرم ﷺ إلى أن يكثروا من الصلاة والسلام على النبي المختار، امتثالا لقول الله تعالى:
اِنَّ اَ۬للَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَي اَ۬لنَّبِےٓءِۖ يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماًۖ
وأن يقوم العلماء بالمجالس الحافلة بالصلاة والذكر والدعاء، يحضرها الخاص والعام؛ استمطارا للرحمات واستنزالا للبركات ولألطاف الله وأفضاله وكرمه وأمنه على بلادنا، وأن يمتع مولانا أمير المؤمنين و أسرته الشريفة بتمام الصحة و جميل العافية.
كما لم ينس مولانا أمير المؤمنين أن يَلْفت عناية العلماء للمغاربة المقيمين بالخارج، وكذا العلماء الأفارقة؛ بإشراكهم في فعاليات هذه البرامج المباركة، وفاء بحقهم، وربطا لهم بوطنهم الغالي المحفوظ بفضل الله و رعايته بالقرآن العظيم، وسنة الرسول الكريم، وتخصيصه بإمارة المؤمنين الحامية للأمة والدين.
هذا؛ وصلوا وسلموا – عباد الله – على سيدنا محمد، فاللهم صل و سلم على سيدنا محمد في الأولين، وصل وسلم على سيدنا محمد في الآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن باقي الصحب أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وانصر اللهم من وليته أمر عبادك، وخصصته بمزيد عنايتك لقيادة البلاد، وسياسة العباد، وحفظ الدين برعاية القرآن و السنة والسيرة، وتخليد أمجاد الأمة في إحياء ذكرى الحبيب المصطفى بما يليق بها من الرعاية السامية، مولانا أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، اللهم بارك له في صحته وعافيته، واحرسه بعينك التي لا تنام، واكلأه في جنبك الذي لا يضام، وبلغه فيما يرضيك آماله، اللهم أقر عين جلالته بولي عهده المحبوب الأمير الجليل مولاي الحسن، و شد أزر جلالته بشقيقه السعيد، الأمير الجليل مولاي رشيد، و بباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
اللهم تغمد بواسع رحمتك، و كريم جودك، الملكين الجليلين، الناصحين لأمتهما في حياتهما، المحبين لجناب نبيك الكريم، مولانا محمدا الخامس، ومولانا الحسن الثاني، اللهم طيب ثراهما، وأكرم مثواهما، واجعلهما في مقعد صدق عندك.
اللهم احفظنا واحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وحصِّنْها بكتابك وسنة نبيك ﷺ واجعلها بلاد العلم والدين، واجعل أهلها شامة في الناس، عبادة وأخلاقا ومعاملة وسلوكا وأئمة على سنن أسلافهم في حماية ثغور الأمة علما وعملا آمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.