عبدالمجيد مصلح
المغرب – أستغرب غياب الضمير عند هواة الحقد والقذف والسب والتهديد والكذب وتزوير الحقائق، بعد كل السفريات واللقاءات والتدوينات الفايسبوكية المصحوبة بصورهم، هل اقتنعتم أخيرا؟ لا أظن ذلك…ولكن، أظن أنه من الواجب متابعة كل خطواتهم مع الانفصاليين وجواسيس المخابرات الإسرائيلية الذين يعيثون فسادا في المملكة المغربية، لنسف كل مخططاتهم، لأن أحسن طريقة لمواجهة السفهاء ليس بتجاهل سفاهتهم، لكن بدحض المغالطات التي جاء “مول الجمهورية” محملا بها، لقد اعتدناه خاوي الوفاض، لكن هذه المرة أعتقد أن بعض المرتزقة الانتهازيين من ذوي السوابق العدلية في النصب والاحتيال والشعوذة والتخابر مع جهة خارجية وبعلم شخصيات أمنية تابعة للمديرية العامة للأمن الوطني منهم من يعمل حاليا بمدينة مراكش و الدارالبيضاء، يزودون أمثال “مول الجمهورية” بملفات وأسرار (في نظرهم مهمة) ومن سوء حظهم مملوءة كلها بالخرافات، لأداء أدوار قذرة، معتقدين أنهم بتمرير هذه المغالطات سيتمكنون من التأثير على إجماع المغاربة حول قضية وحدتهم الترابية من طنجة إلى الكويرة، و مهما كانت الجهة التي يخدمون وأخص بالذكر أشخاص ينتحلون صفة ينظمها القانون ويبتزون رؤساء الجماعات في ربوع المملكة المغربية، بحلقات هزلية وهزيلة، فمحتوى ما يتم تقديمه يظل معلولا و تشوبه الكثير من المغالطات و الأخطاء، يحاولون بكل طرقهم الشيطانية إضفاء نوع من الشرعية على تحركات الانفصالي الريفينو “مول الجمهورية” المنبوذ داخل المغرب وخارجه.
إن هناك أحداث لم يسبق لنا أن سمعنا بها بتاتا و أخرى فعلا حقيقية، فإذا صدقنا كلام عراب جمهورية الريف، و افترضنا أن المنظمة الإرهابية البوليساريو وجدت قبل عام 1975 هل يستطيع أن يدلنا على أسماء زعمائها؟ هل يستطيع أن يذكر لنا اسم شهيد واحد؟ و هل من المنطق أن يقبل زعماء حركة تحرير، إن فعلا كانت هذه الحركة موجودة، بأن يركب على تضحياتهم الجسام بعض من طلبة جامعة محمد الخامس – الرباط – كانوا لايزالون في سن المراهقة و على رأسهم الوالي مصطفى و عبد العزيز المراكشي و يتولون قيادة الحركة الانفصالية؟ التاريخ علمنا أن زعماء حركات التحرير هم الذين يتحملون عبء القضية خلال فترة النضال و بعدها، و لنا في ياسر عرفات رحمه الله، خير دليل على ذلك، أما فيما يخص الرواية المغلوطة المقدمة حول وجود حركة مقاومة، فالكل يعلم أن جبهة البوليساريو الانفصالية لم تكن موجودة قبل سبعينيات القرن الماضي و لم يسبق لانفصالي، أن وجد فعلا قبل هذا التاريخ، و أطلقوا رصاصة واحدة ضد المستعمر الاسباني، لقد أشار الفيلم الوثائقي عن رفع القضية إلى الأمم المتحدة، و أود أن أشير إلى خطاب محمد الخامس الذي ألقاه بمحاميد الغزلان سنة 1957 والذي أكد فيه أن استقلال المغرب سيبقى منقوصا بدون الصحراء، و خلال ستينيات القرن الماضي تقدم المغرب بملف مطلبي كامل لتصفية الاستعمار من الصحراء لدى اللجنة الرابعة التابعة للمنتظم الدولي و أيدته في ذلك الجزائر و هذا موثق قبل أن تنقلب عليه لاحقا في بداية سبعينيات القرن الماضي باحتضانها للطلبة المراهقين آنذاك الذين سبق ذكرهم، تحدث عراب الجمهورية الريفية المرتزق، كذلك عن انتخابات جرت في الصحراء في ظل الاستعمار، فالكل يعلم أن المحتل الاسباني حاول الالتفاف على مطلب المغرب باستكمال استقلاله بتنظيم انتخابات صورية على مقاصه، بل كان هذا المحتل أول من روج لفكرة الانفصال لكن فشل، الفيلم الوثائقي الفضيحة “هوية جبهة” نسي أن جل هؤلاء المنتخبين و على رأسهم رئيس الجماعة الصحراوية آنذاك الحاج خطري ولد سيدي سعيد الجماني قاموا مباشرة بعد المسيرة الخضراء بمبايعة الملك الحسن الثاني رحمه الله، إنني أجد نفسي بمناسبة هذا الرد مرغما مرة أخرى لتذكير الأصدقاء زوار الموقع الالكتروني “الأخبار المغربية” الذين يجهلون ملف الصحراء المغربية، و الذين أخاف أن يسقطوا ضحية مغالطات يروجها جواسيس المخابرات الجزائرية، بجذور القضية، باختصار شديد، أشير أن جبهة البوليساريو الانفصالية قد صنعت، في مختبرات النظام العسكري الجزائري في بداية سبعينيات القرن الماضي انتقاما من المغرب على خلفية حرب الرمال لسنة 1963.
ففي سنة 1972 قام مجموعة من طلبة جامعة محمد الخامس – الرباط – المنتمين لليسار الرديكالي و المنحدرين من الجنوب المغربي يتزعمهم الوالي مصطفى السيد بزيارة زعماء الأحزاب المغربية لمطالبتهم بتسريع وتيرة المطالبة باسترجاع أقاليم الصحراء إلى الوطن الأم، لكن مطلبهم هذا لم يلقى آذانا صاغية، فنظموا مسيرة احتجاجية بمدينة أكادير واجهها الجنرال أوفقير بعمليات عنيفة من القمع، فما كان على أعضاء الجماعة إلا أن ركبوا سيارة رباعية الدفع و توجهوا مباشرة إلى تندوف المحتلة، فكان ذلك صيدا ثمينا لنظام بومدين الذي وجدها فرصة لا تعوض لأخذ ثأره من المغرب، فدفعهم لتأسيس جبهة البوليساريو التي أدى فاتورة نشأتها و استمرارها على امتداد أكثر من أربعين سنة الشعب الجزائري الشقيق و ذلك على حساب قوته اليومي و البقية تعرفونها.
أود أن أتوجه إلى “مول الجمهورية” بالأسئلة التالية، ماذا استفدت من قضية لا تهمك و لا تهم تنسيقية الريف الانفصالية في شيء و لا ناقة لكم و لا جمل فيها؟ هل جميع مشاكل التنسيقية الريفية الانفصالية في بروكسيل ولاهاي وباريس وروما، قد حلت و لم يبق لك إلا قضية ما يسميه شعبك الذي لا يعيش بيننا ب”الشعب الصحراوي” و إذا كنت فعلا صاحب مبادئ، تحدث عن حياتك الخاصة ومن تكون ومن هو سيدك ولصالح من تعمل وما هي أهدافك وأخيرا أقول لأولئك الذين يحركونك بالروموت كنترول إنكم معروفون (فيش وتشبيه) وحان الوقت لكشف مخططاتكم التخريبية…إن الصُبح قريب.