مغاربة العالم في خبر كان…
مدير مكتب “الأخبار المغربية” بروكسيل
الصحافي ادريس ماشا
غلقت الحدود وجتمث الطائرات وسدت المطارات أبوابها إلا من رحلات لوجيستية وأخرى طبية وخاصة، كل هذا يبقى في إطار الإجراءات الإحترازية الوقائية خوفا من دخول عدوى “كوفيد19” إلى المغرب عن طريق السياح أو مغاربة العالم بعد تفشي العدوى وتصاعد حالات الوباء والموتى بأوروبا، مغاربة العالم كانوا ينوون أن يدخلوا المغرب بلدهم كما دخلوه أول وثاني وثالث مرة ودائما باعتباره حماية وظلا وهو وطنهم كما عبر أحدهم حتى إذا جاءت الموت تأخدنا ونحن فوق تراب الأجداد وبين الأعزاء والأحباب، لكن الحكومة كان لها رأي آخر أكثر حكامة وترزنا وحفظا ووقاية من أية مخاطر تضر البلد..نعم قبل مغاربة العالم قرار الحكومة وقبلوا أن يلتزموا أماكنهم في دول المهجر بل ظلوا يتابعون أخبار بلدهم ويتواصلون مع دويهم ويوجهون لهم النصح والإرشاد من بعيد بالمكوث في المنازل والتزام الحجر الصحي حفاظا على سلامة الأرواح والأبدان، لكن الوزارات المعنية بالخارج وبالمغاربة في أصقاع الدنيا أداروا ظهورهم لإخواننا الذين ذاقوا ويلات الفزع والرعب من جرارات الموت التي حصدت الآلاف من البشر ومات من مغاربة من مات وبقي محبوسا منهم من وجد بالخطأ خارج الوطن ولم تكلف أية وزارة نفسها عناء المتابعة وتقصي أحوال وأخبار هؤلاء الذين ظلوا واقفين أمام سفارات المغرب بالخارج يناشدون الوزير والسفير والغفير حاملين جوازات السفر يلوحون بها في الشوارع ولا من يأخد بيديك..ولا وزيرة الهجرة ولا وزير الخارجية ولا ما يسمي نفسه مجلس الجالية ولا مؤسسة الحسن الثاني ولا هم يحزنون، جميعهم اتفقوا على “اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون” انتهت مسرحية الضحكة الصفرا وخطابات مغاربة العالم الرافعة الاقتصادية وأغلقت الوافي أبوابها وقالت (شوفو مع بوريطة أنا غي كنفذ تعليمات) وتناست إخوانا لها في إيطاليا بلد الموت الكوروني بامتياز، بل ونسيت أنها هناك كان لها وجود وتواجد، وأما السيد بوريطة فلم يحرك لا قلمه ولا قراراته ولا حتى جزء من دماغه ليفكر في هؤلاء الذين ساهموا في بناء المغرب كل من زاوية تواجده، وكل حسب طاقته وجهده، الجميع تنكر لمواطنين عاشوا (الحصلة) في أرض الموت لم تكلف السيدة نزهة نفسها حتى برسالة مواساة ولا رفع معنويات ولا حتى في عزاء من استشهدوا بأرض كورونا، الموتى ظلوا في ثلاجات المستشفيات الأوروبية ينتظرون التفاتة نقل جتامينهم إلى دويهم ليواروا الثرى فوق ترابهم، عائلات من رحلوا أعيتهم المكالمات والرسائل ولم يكلف السيد بوريطا نفسه حتى كتابة بيان حتى شبعوا موتا وشبع أهلهم بكاء ونحيبا آنذاك طلع علينا بيان مبطن يحمل مساحيق وتنبيهات لا يفهمها إلا العارفون بالكتابة بين السطور (وافهم راسك) هذه الوزارات لها من الميزانيات ما يصلح لبناء مستشفيات رسمية وميدانية وكلها راحت في سفريات وبرامج فلكلورية ولم يسبق في تاريخ هذه الهجرة أن حملت إلى مغاربة العالم أية استراتيجيات تفيد مستقبلهم ولا أجيالهم القادمة.
والآن وبعد موجة كورونا ظهرت عيوب هذه المؤسسات وخلص مغاربة العالم أن لا مؤسسات قد تعينهم في الشدائد ولا أثناء الأزمات، تصوروا أن مغاربة العالم اليوم بكل أطيافهم الاجتماعية استفادوا من درس كورونا ومن خطابات ماكرون وترامب ورئيس وزراء بريطانيا وغيرهم من ساسة العالم الذين يخططون لكل المهاجرين ويعدونهم بتهديد قادم، نعم مغاربة العالم اليوم تأكدوا أنهم خدعوا 50 سنة في مؤسسات ظلت توزع عليهم الأحلام والوعود وقليل من الحفلات والمهرجانات التي تفرغ خزينة الدولة، مغاربة العالم أيقنوا اليوم أنهم أمام مسلسل درامي إسمه مؤسسات الهجرة وممثلون يتناوبون الأدوار ويتقاسمون الثروات وعند كل صيف يستقبلونهم بالماء ومضيفات جميلات وابتسامات صفراء فاقع لونها وكاميرات وعداد يحسبهم وتنهي بعدها رحلة الصيف ليعودوا الى صقيع الشتاء.
مغاربة العالم استفاقوا على صمت المؤسسات التي تحمل أسماءهم و وزراء يتناوبون عليهم كبيادق الشطرنج، واليوم حينما احتاج مغاربة العالم إلى التفاتة هذه المؤسسات وجدوها فقاقيع هواء وحتى من مات من مغاربة العالم رحل وفي حلقه غصة على أن هذه الوزارات والمؤسسات الخاوية على عروشها لم تكلف نفسها حتى عزاء أحبة كانوا بالأمس يدفعون كلما يجمعونه في حصاد الغربة والهجرة إلى وطنهم لأنهم يحبون هذا الوطن الذي عين على رأس وزاراتهم أسماء ممنوعة من الصرف حينما يتعلق الأمر بواجب وطني ورد الجميل لإخواننا وأحبائنا مغاربة العالم.
وما عسانا إلا أن ننوب عن هذه المؤسسات ومن يتربع فوق كراسيها لنعزي من مات من إخواننا بالخارج ونطلب لمن نجى منهم السلامة والعافية، وموعدنا بعدما تنجلي غيمة هذا الفيروس لنجلس جميعا على طاولة الحساب قبل يوم الحساب.