ثورة عامل “جرسيف” على الفساد

بقلم: الوزاني الحسني حكيم

الكل يذكر زيارة الملك محمد السادس إبان اعتلائه عرش أسلافه، التي حلت فجأة على المركب الإجتماعي دار المسنين بعين الشق الدار البيضاء و التي كشفت عن تجاوزات خطيرة و تلتها تعليمات بفتح تحقيقات و كان لها الأثر في تغيير شامل للمؤسسة و متابعة من كانت لهم اليد في كارثة نوجزها بطامة اجتماعية كنا شهود عليها أثناء مرحلة الدراسة الجامعية حيث كنا نذاكر بحديقة “العواصم” بعين الشق.

اليوم و أكيد أن التاريخ يعيد نفسه لكن مع عامل إقليم “جرسيف” و الذي أبان عن الدور الذي يجب أن يضطلع به عمال صاحب الجلالة، بالوقوف على الخروقات الخطيرة التي تناط بمؤسسات اجتماعية تضخ ميزانيتها من مال الشعب بل منها من اغتنى مشرفيها من مساهمات المحسنين و ممثلي المجتمع المدني…

ثورة عامل “جرسيف” و غضبه العارم على مسؤولين لا يعون قيمة المسؤولية و ما أكثرهم بهذا الوطن الحبيب و ضحاياهم من المواطنين الذين دفعهم القدر بالوقوع ببراثن وحوش لا ترحم مهما كانوا مسنين أو أطفال أو تلاميذ أو طالبات و غيرها من المرافق الإجتماعية…صنابير معطلة و حمامات لا تصلح للاستعمال الحيواني فما بالك بالإنساني، و الذي تجبر المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا أن تكون النظافة أولوية الأولويات..و ثلاث دجاجات ل 30 تلميذ و موظفين و طباخين و ربما للحراس أيضا، و أتحدى إن كان كل مسؤول أو مدير بهذا المرفق أن تحتوي وجبته الغذائية رفقة أسرته على هاته الحصة التي سيتناولها كل من سلف ذكرهم، كالعادة التضارب بالتهرب من المسؤولية شعار كل من يتفادى المثل القائل: لي “دارها بيديه يفكها بسنيه” و الذي أضحى “لي دارها بيديه يقلب على لي يلصقها فيه”

عامل عمالة “جرسيف” مطالب اليوم بعد إقالته مدير هذا المرفق الإجتماعي أن لا تأخذه رحمة بفاسد، و أن يفتح تحقيقا معمقا  يُشرف عليه مسؤولو المحاسبات و التدقيقات المالية…و أن لا يتحمل وزر الفساد المدير وحده بل كل من ثبت تورطه في هاته الجريمة الإنسانية.

و تجنب البروتوكولات التي تحيط علما المرافق التي تنوون زيارتها لأن المسؤولين عليها يمسحون كل آثار تخاذلهم و فسادهم و اعتماد عنصر الفجائية، و أخيرا أرفع لك السيد العامل القبعة أصالة عن نفسي نيابة عن كل مواطن غيور على وطنه و نرجو أن يعمم رد فعلك على كل من تقلد مسؤولية الإشراف و المتابعة و المحاسبة…بهذا الوطن.

قد يعجبك ايضا
Loading...