الأخبار المغربية
السياسة هي فن الممكن والدبلوماسية هي تقنية لترويض الخصم لتحقيق الأهداف الاستراتجية للدولة والاستعانة في ذلك بدهاء رجالات الدولة وخبرتهم التاريخية. ولعل المتتبع أو المهتم بالقضايا المغاربية، إذا ألقى نظرة على الممارسة المغربية بهذا الخصوص فسوف يقتنع بأن المغرب كبلد عريق لم يخضع لجبروت الحماية الفرنسية والاسبانية إلا سنة 1912 بالرغم من قوة المد الاستعماري، وذلك لأن رجالاته أتقنوا فن اللعب على التناقضات القائمة بين القوى الاستعمارية..وبخصوص مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، أحيلكم على خطب واستجوابات الحسن الثاني رحمه الله، لتدرك بعد النظر الاستراتيجي لاستعادة هذين الثغرين خاصة وأن إسبانيا نفسها ما زالت تعاني من استعمار جبل طارق. المغرب سيستعيد ترابه المغتصب حينما تتوفر الظروف الملاءمة ولا داعي للعنتريات!! وتأمل في هذه الكرونولوجيا..استرجاع سيدي إفني ثم طرفاية وبعدها إقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب..
رسالة رئيس الوزراء الإسباني هو موقف واضح في العلاقة مع المملكة المغربية، علاقات ضاربة في التاريخ و ممتدة و متشابكة و القليل من الدول الأخرى من بينها الشقيقة الجزائر أسوة بالتي تصيب الرأس يقدرون و يعرفون حق المعرفة هذه العلاقة وهي علاقة تبادل إنساني و مصاهرة و هجرة و تبادل تجاري و ثقافي، و المغاربة في شمال المغرب يتحدثون الاسبانية منذ قرون و مدن الشمال المغربي ذات طابع أندلسي إسباني، منذ عصور و ثمة نسبة من السكان ذات أصول إسبانية أندلسية.. هذه العلاقة الوطيدة كسرها الاستعمار لاسيما الاستعمار الفرنسي الذي كرس التبعية لفرنسا و أما العلاقة الطبيعية العادية فهي مع إسبانيا الجارة القريبة جدا و لا بد من أن تعود..و الثأثير واضح في الأكل و الطبخ و الموسيقى و الملبس و اللغات و التبادل التجاري الثقافي اللغوي بين اسبانيا و المغرب…لا ننسى أن إسبانيا كانت تابعة للإمبراطورية المغربية..
هذا نص رسالة الكاملة التي بعث بها “بيدرو سانشيز” إلى ملك المغرب محمد السادس، تصف بدقة تغيير إسبانيا لموقفها التاريخي المحايد بشأن مستقبل الصحراء الغربية.
ومنذ إعلان المملكة المغربية عن الرسالة بشكل مفاجئ، والجدل مثارٌ بين القوى السياسية في إسبانيا، كما تسببت في تدهور خطير مع الطرف الآخر في هذا الصراع، الجزائر، والتي لم تستغرق وقتًا طويلاً، لسحب سفيرها من مدريد.
“بيدرو سانشيز” يريد طي صفحة الأزمة مع الرباط، وأن حوادث مثل الدخول المفاجئ لآلاف الأشخاص، كما حدث في سبتة الصيف الماضي، بموافقة السلطات المغربية نفسها؛ لن تتكرر مرة أخرى.
*لي الشرف أن أخاطب جلالتكم، لأنقل إليكم بعض الأفكار المهمة حول العلاقة الجديدة بين مملكتي المغرب وإسبانيا* هكذا تبدأ الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز” إلى الملك محمد السادس، معلنًا فيها تغيير موقف الحكومة الإسبانية فيما يتعلق بالصحراء.
ويؤكد التاريخ الذي تحمله الرسالة المكتوبة -التي تمكن الموقع الالكتروني “الأخبار المغربية” من الوصول إليها عبر صحيفة (إلباييس) أنها جاءت قبل أربعة أيام من بلاغ القصر الملكي المغربي عنها جزئيًا، وذلك بعد ظهر يوم الجمعة الماضي.
جلالتكم:
لي الشرف أن أخاطب جلالتكم لأنقل إليكم بعض الأفكار المهمة حول العلاقة الجديدة بين مملكتي المغرب وإسبانيا.
إن بلدينا مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالتأثيرات المشتركة، التاريخ والجغرافيا والاهتمامات والصداقة. أنا مقتنع بأن أقدار شعبينا كذلك، وازدهار المغرب مرتبط بمصير إسبانيا والعكس صحيح.
يجب أن يكون هدفنا بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم والاحترام المتبادل، واحترام الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن أي عمل من جانب واحد، من أجل الارتقاء إلى مستوى أهمية كل ما نتشاركه، لمنع الأزمات المستقبلية بين بلدينا.
إنني أدرك أهمية مسألة الصحراء الغربية بالنسبة للمغرب، والجهود الجادة والموثوقة التي يبذلها المغرب، في إطار الأمم المتحدة، لإيجاد حل مقبول للطرفين.
وبهذا المعنى، تعتبر إسبانيا أن مقترح الحكم الذاتي المغربي المقدم عام 2007 هو الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية لحل هذا النزاع.
وفي هذا السياق الجديد، أقدم لكم ضمانتي بأن إسبانيا ستتصرف بشفافية مطلقة تتوافق مع صديق وحليف عظيم، وأؤكد لكم أن إسبانيا ستفي دائما بالتزاماتها وكلمتها.
إنني أتطلع إلى فرصة عقد لقاء مع جلالتكم في أقرب وقت ممكن، لتجديد وتعميق العلاقة المتميزة بين البلدين الشقيقين، بروح التشاور الوثيق وتأكيد عزمنا على مواجهة التحديات المشتركة معًا، وخاصة التعاون في إدارة تدفقات الهجرة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، والعمل دائمًا بروح التعاون الكامل وإعادة تأسيس الحياة الطبيعية الكاملة في حركة الأشخاص والبضائع، لصالح شعبينا، وكل هذه الإجراءات ستنفذ من أجل ضمان الاستقرار والسلامة الإقليمية لبلدينا.
وبالمثل، آمل أن يحدد وزيرانا بشكل مشترك موعدًا لزيارة وزير الشؤون الأوروبية والاتحاد الأوروبي والتعاون إلى الرباط، من أجل البدء في العمل معًا لبناء هذه العلاقة الجديدة بين بلدينا.
وأرجو أن تتقبل يا صاحب الجلالة التعبير عن مشاعري المميزة..