جهود المملكة المغربية ضعيفة جدا لمحاربة الإرهاب والتنظيمات السرية..والعلاج في الصحة/التعليم/التشغيل/القضاء/فتح المساجد ودور القرآن

تنظيمات سرية مغربية في العالم تهدف إلى الفوضى والخراب.. أحدها في المملكة المغربية
الأخبار المغربية/ عبدالمجيد مصلح

اكتوت المملكة المغربية، من أفعال الفكر الإرهابي في أحداث 16 ماي وأركانة وقبلهم أطلس أسني وحي الفرح وشارع مولاي يوسف وغيرها من المناطق، لكن لا علامات لجهود مبذولة من جهة وزارة الداخلية، بل لا وجود لأي لجنة حوار في محاربة هذا الفكر الدخيل على المجتمع المغربي، رغم الخسائر في الأرواح مازالت الحرب مستمرة ومازال الفكر يتغلغل في المجتمع، بسبب ظهور وسائل مساعدة حددها عدد من المتخصصين في الإرهاب في استطلاع أجرته “الأخبار المغربية” حول الفكر الإرهابي ومنابعه وكيفية التصدي له وجهود الأجهزة الأمنية في هذا الصدد ودور المجتمع المدني المنعدم، المجتمع المدني ومعه الإعلام المغربي يكتفي بإدانة ورفض وشجب الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، وأيا كان مصدره وأهدافه، لكن لا وجود لمساهمات جادة وفاعلة سواء رسمية أو جمعوية، تنفيذا للقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.
لمحاربة الإرهابيين وجدت الدولة المغربية الحل في إنشاء جهاز مخابراتي أمني جديد تحت اسم بسيج..إف بي آي المغرب) كما يحلو لبعض الجرائد والمواقع تسميته، جهاز كامل يتوفر على أجهزة متطورة وكلاب مدربة استطاعوا أن يفككوا مجموعة من الخلايا، لكن هل استطاع هذا الجهاز الأمني المعمول خصيصا لمحاربة الخلايا النائمة والجريمة المنظمة، أن يقضي نهائيا على هذا الفكر وليس على الأشخاص الذين يحملونه؟
يعتبر الفكر الذي يغذي الإرهاب هو الأخطر والأشد فتكا، حيث يتغلغل في العقول بكل وسيلة ويمكن للفكر الإرهابي أن يقسم المجتمع ويقسم العائلة إلى فئات متنافرة ويؤلب الناس بعضهم على بعض دون اهتمام بالنتائج، لذلك تجد من يؤمن به ويبرر دائما أن أعماله كلها في سبيل نشر الإسلام..إذا على المسؤولين الأمنيين الذين يفتخرون بأنهم قاموا بعمليات استباقية، أن يحاربوا الفكر الإرهابي لأنه هو الذي يصنع الإرهاب ويغذيه، أما الأتباع أو الأشخاص الذين تم القبض عليهم هم مجرد أداة يتم استخدامها في تمرير الفكر الذي اعتنقوه، ولا يمكن محاربة تنظيم دولي عالمي سري في العالم، برئاسة أشخاص يتبعون سياسة قديمة في زعزعة الاستقرار بأي مكان يتواجدون فيه فيقومون بأعمال عنف بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بالتنظيم الذي يؤمنون بأجندته، ولكن يظهر في أدبياتهم أن ما يقومون به هو خدمة جليلة لإنقاذ البشرية تحت مسمى “التدين”، ولو لاحظنا خلال السنوات السابقة منذ بدأ الربيع العربي أن هناك بذرة خبيثة زُرِعت في أحشاء العالم العربي باسم “داعش” امتدادا لتنظيم القاعدة الذي ملء الدنيا خراباً وإرهاباً، فقام أعضاء هذا التنظيم الخبيث باصطياد أبنائنا من خلال تجنيدهم لأهدافهم السيئة، حيث لعبت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت دورا كبيرا في تزيين حياة الجهاد الذي هم منه براء.
فانجذاب الشباب لهذا المستنقع العفن هو التعلق الديني والبحث عن المدينة الفاضلة التي صنعها لهم خيال الإعلام الداعشي من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي والمواقع الموالية لهم، بينما الحقيقة فتعلّق الشباب بهذا الفكر يعود إلى وجود فجوة كبيرة بين الخطاب الديني والمتلقي، حيث الاكتفاء بكلمة (لا يجوز/حرام/لا ينبغي)..
في سنة 2008، وضعت بين يدي إحدى الأشخاص الذي يعمل بجهاز DST، دراسة كاملة للقضاء على الفكر الإرهابي، وهي تجربة أمريكية ناجحة وكان هذا من باب الفضول وحب الوطن، من بين الأشياء المهمة التي ذكرت في الدراسة الكاملة التي كلفتني ستة أشهر، المؤسسات التعليمية، لأنها تعتبر ميدانا خصبا لتفريخ مثل أولئك المنتمين، حيث قلة المتابعة لفكر بعض المعلمين وتوجهاتهم سهّلت عليهم تجنيد الشباب دون ملاحظة كبيرة من أحد، وربما يكون لمخرجات التعليم دور كبير في انحراف الشباب، حيث يصطدم التلميذ بعد تخرجه أنه لا مكان له في الجامعة أو ميدان العمل بسبب التعقيدات التي تفرض كل سنة.
الفراغ مع وجود المادة خلق من بعض الشباب عرضة للبحث عما يثير حياته بأمر جديد ليخلق منه بطلا بسبب قلة المتابعة والوعي سواء من الأسرة أو الجهة التعليمية، كما خلق لدى البعض الفضول للبحت عن مصدر آخر للاستفتاء، وأن الحرب على الإرهاب مسؤولية جماعية اجتماعية يتحملها البيت والمسجد والمدرسة والمعهد والكلية والنادي، ويأتي في مقدمة كل تلك الأطراف الخطاب الديني والإعلامي، حيث يجب توظيفه بشكل يتلاءم مع فكر الشباب بأسلوب يحتوي ميولهم وأفكارهم وطاقاتهم وإبداعهم مع إشراك كافة مؤسسات الدولة في هذا الجهد ومحاسبة المقصر ومكافأة المحسن، ولنكن منصفين أن الجهات الأمنية بكافة أقسامها قامت ولا تزال بالدور المنوط بها بكل جدارة واستحقاق بدليل الضربات الاستباقية للتنظيم والشهداء والمصابين، لذا يجب أن يعي المجتمع أن المواطن هو الجندي الأول وسكوته عن مواجهة الخطأ ومحاربته خطأ أكبر فليس من المنطق أن تقوم الدولة بكل الأمور والمواطن عالة لا يشارك برأي ولا بجهد لخدمة الدين والوطن.
يتبع

قد يعجبك ايضا
Loading...