عامل إقليم الجديدة في سطور

إعداد…عبد الكريم حاطب – أمين حارسي

مضت أزيد من خمس سنوات على تعيين العامل “محمد أمين الكروج” عاملا على إقليم الجديدة وهي مدة كافية لتقييم أداء الرجل ومدى تفاعله واستيعابه لحساسية الموقع الجديد والأدوار التي يجب أن يلعبها لتحقيق السلم الاجتماعي والمساهمة في تنمية الإقليم.
الكروج المهندس الشاب ابن المنطقة الشرقية العزيزة وجد نفسه بين عشية وضحاها منتقلا من عالم الفلاحة والزراعة إلى دواليب وزارة الداخلية الملتهبة والمسلطة عليها الأضواء، والعارفون بخبايا الأمور يجزمون على أن تعيينات وزارة الداخلية لم تكن رحيمة بالرجل فقد شاءت الأقدار أن يتولى أولى مسؤولياته بإقليم وازن له ثقله على المستوى الوطني، إقليم غني بثرواته الطبيعية ومؤهلاته الاقتصادية والصناعية والسياحية، ناهيك عن عقليات ساكنته المختلفة تماما عن عقليات ساكنة شرق المملكة.
يحسب لعامل الجديدة العديد من الحسنات فهو رجل مواظب في عمله، يتفاعل مع شكايات المواطنين قام بعملية تنظيف واسعة داخل ردهات عمالة الجديدة، لا يؤمن بالبروتوكول وله جميع مقومات الإقلاع والتقدم لتقديم أداء أفضل، إذا أبعد عنه بعض المشوشين و”حرارين العيشة” الذين يقدمون أنفسهم على أنهم منظروا هذا الزمان.
الكروج ونموذج التنموي الجديد:
ذكر السيد عامل الإقليم في كلمة ألقاها بالمناسبة بالسياق الذي تندرج فيه حركية تعيين رجال السلطة الجدد في مختلف جهات المملكة، والمتمثل في تنفيذ التعليمات الملكية السامية القاضية باتخاذ التدابير اللازمة من أجل تحقيق فعالية أكبر، وتكريس قيم الكفاءة والاستحقاق، وتثمين الكفاءات، وإعطاء الأولوية للجدارة والاستحقاق في تولي مناصب المسؤولية، مع ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وأضاف أن تحقيق هذه الغايات ينسجم مع الإطار المرجعي للمشروع المجتمعي الذي وضع جلالة الملك محمد السادس إطاره منذ اعتلائه عرش المملكة ، مبرزا أن هذا المشروع يقوم على بناء دولة الحق والقانون ، وتعزيز صرح الديمقراطية، وتكريس شروط الإقلاع الاقتصادي المنشود الذي يضع الإنسان في صلب الاهتمام ، وتنزيل المفهوم الجديد للسلطة الذي أعلن عنه عاهل البلاد في خطابه التاريخي في أكتوبر 1999 بالدار البيضاء.
واعتبارا لذلك، أكد السيد محمد الكروج أن المفهوم الجديد للسلطة أضحى مفهوما متجددا يقترن بالمحاسبة والفعالية والنجاعة عوض الجلوس على الكراسي وإعطاء الأوامر، كما يقترن هذا المفهوم المتجدد للسلطة بتبني الشفافية ونكران الذات والإنصاف والقرب من المواطنين والتحلي بالمبادرة والابتكار ، واستباق المشاكل والرقي بالحكامة .
ودعا رجال السلطة الجدد المعينين إلى الإنخراط في الأوراش الرامية إلى المساهمة في بناء النموذج التنموي الجديد المبني على الاستدامة والحفاظ على الموارد، وجعل المواطن هو الغاية في كل مبادرة تنموية مع استحضار الأوليات التي يفرضها واقع الحال في الإقليم لتحقيق الإقلاع المنشود بتنسيق وتعاون مع المؤسسات المنتخبة .
وحث رجال السلطة الجدد على ضرورة تتبيب الامن بما يتطلبه من يقظة وحملات استباقية لمحاربة الجريمة ومسايرة الدينامية التي تعرفها مدينة الجديدة وتفعيل سياسة القرب وتمكين المواطنين من مصالحهم ومعالجة مشاكلهم والتصدي لما يمكن أن يشوب المجالات العمرانية من تشوهات ومحاربة البناء العشوائي والسهر علي تحرير الملك العمومي …
ختاما:
وللتاريخ فقد ترتكتم انطباعا جيدا لدى ساكنة الاقليم والمدينة بدون استثناء واكتسب رضاهم، لقد أصابت وزارة الداخلية في تعيينك عاملا على هذا الإقليم، حيث أصبح من الممكن للمواطنين أن يروا لأول مرة ما لم يروه، فمتى كانت آخر مرة شاهد فيها المواطن الجديدي عاملا أو منتخبا يزورهم ليطمئنهم ويخفف عنهم؟
فساكنة إقليم الجديدة كانت في امس حاجة لرجل ميدان مثلك ينزل إليها ليطمئن على شؤونها ويمنحها الأمان، فمباشرة بعد تعيينكم أبنتم عن حنكتكم لم يشهدها الجديديون من قبل، فلأول مرة رأوا المسؤول الاول بالإقليم داخل الأحياء الشعبية والأسواق والدواوير … كل هذا رصدته الصحافة المحلية و الوطنية كي لا يقول البعض أننا نجاملكم، صحيح أن بعض المشككين و ذوي النوايا السيئة طعنوا في عفوية هذا المشهد ووصفوه بالسينمائي، ولكنهم معذورون، فكل المشاهد الغير المألوفة تثير الريبة، لكن من يعرف تاريخكم يمكنه بكل ارتياح أن يفند هذه الشكوك و الاتهامات، ويعلن أن ما تقومون به جزء من عملكم بعيدا عن الاستعراض.
ف نحن معكم لمحاربة الفساد والتصدي بحزم وصرامة لملفات الريع و خصوصا من يتحملون المسؤولية بالإقليم، و من محيط فاسد وإرث ثقيل استفاد لعقود من خيرات دكالة، لكننا واثقون من إمكانياتك فأنت مهندس تزن الأمور وتمارس التحليل وستنتصر نيتك الخالصة في الإصلاح على خبث ومكر الماكرين،….يتبع.

قد يعجبك ايضا
Loading...