عبدالله بوصوف انتهت جميع أشواطه الإضافية…فهل يستقيل للحفاظ على ماء الوجه؟

 

عبدالمجيد مصلح

فعلا كانت تجربة عوضت مشاركة مغاربة العالم في الإستحقاقات السياسية المنصوص عليها دستوريا، كانت تجربة بطعم الإقصاء لعب فيها بعض زعماء الأحزاب لعبة الضغط الناعم على القصر وكانت بمثابة مكافأة سياسية للأذكياء، الذين قبلوا لعبة التناوب وعلى رأس هؤلاء السيد ادريس اليزمي الذي عرف جيدا كيف يجمع أصدقاء درب النضال حينما كانوا أقطاب المعارضة في فرنسا ودول أخرى، العملية نظمها السياسي المغربي، ولكن الوارثون للنهج كانوا أقل منه صدقا وأضعف وزنا، مجلس الجالية لمغاربة الخارج، هو مشروع ساهمت في تأسيسه عدة مؤسسات وكثير من الخبراء وحتى لاتتبعه زوبعة النقد خصصوا له حصانة كحصانة البرلمان وغطاء ملكيا حتى يحظى بالهيبة والمكانة والإحترام، هو برلمان تحكمت فيه الاختيارات بالتقطير ولعب فيه أصدقاء سنوات الرصاص (سير ضيم) لعبة تقسيم كعكة السياسة بين مجلس الجالية ومجلس حقوق الإنسان الذي حقق فيه المغرب خطوة صغيرة نحو الدخول في المسلسل الحقوقي الدولي، خاصة بعد تولي سجناء الرأي (بين قوسين) الكبار مراتب عليا في مجالس حقوق الانسان في مشروع المصالحة لمسح عار سنوات الرصاص  حسب زعمهم.

انطلق مجلس الجالية وجر إليه أنظار مغاربة العالم باعتباره حقنة ال”مورفيل” التي ستنسيهم حق المطالبة بالمشاركة السياسية التي لم تأتي ولن تأتي لأن القائمين عليه هم من جثوا على صدر المشاركة طوال هذه السنوات ولم لا وقد تمكنوا من الجثو على ميزانية ضخمة مكنت أقطاب المجلس من كل شيء: الحصانة والمال والوظيفة بنياشين الظهير الشريف والامتيازات والسفريات و+و+و+و+و+ إلى الغنى والضعط على رجالات الدولة.

دارت عقارب الساعة وتوقف عداد صلاحياته  وأصبح هذا المجلس فزاعة خاوية تحركها رياح الهجرة وتستوقفها برامج محتشمة وهذا ما دفع ب”ادريس اليزمي” ترك المقعد لمن يستطيع تحمل تبعات التقييم والمراجعة والمحاسبة، وهذا هو الذكاء، (هذي هي تامعلمييت) فعلا جيئ ب”عبدالله بوصوف” في الوقت الحاسم والزمن المناسب ووقع التكليف وتسلم المنصب ودخل بيت الكبار وأعطيت له la carte  blanche الملغومة وبعدها بدأت عواصف المشاكل تتهاطل على رأسه رغم الوعود التي تلقاها من الكبار تحت شعار )سير ماتخافش كلشي كنتحكمو فيه) ولكن الأمر ليس كما تخيلوا فأمر الجالية يفهمه جيدا ملك البلاد، ومغاربة العالم لم يعودوا تلك الجالية التي تسير برحلة الشتاء والصيف، مغاربة العالم فتحوا أعينهم على الحقائق وأدركوا أنهم أصلح من غيرهم في الداخل لحماية النظام والسيادة وخدمة الأوراش الكبرى بأمانة وكفاءة وجلب المستثمرين وتلميع صورة المغرب داخل مؤسسات القرار الأوروبي والأمريكي، مواطنون يحبون الملك ويكرهون الوزراء اللصوص والبرلمانيون الجهلاء والأميون، ويعرفون جيدا من هو (بوصوف و اليزامي) وجميع الذين نهبوا مال الخزينة باسم قضايا الهجرة.

نعم مات هذا المجلس واليوم يرقد فوق السرير الكلينيكي موتا إداريا ودستوريا ولازال بوصوف يوهم نفسه أنه القابض على مكاتبه وميزانياته التي قريبا ستدخل مرحلة المحاسبة رغم الحواجز والموانع والحصانات الإسمنتية التي يضربها الآكلون لمال الشعب.

نعم الوقت مناسب ليضع عبدالله بوصوف  ورقة استقالته فوق مكتب ديوان الملك، نعم أقول الديوان الملكي، لأن جلالة الملك تصله جميع التقارير المسؤولة عن هذا المجلس باعتباره راعي قضايا الشعب بالداخل والخارج، وزار مغاربة العالم واقترب من همومهم وسمع أنين شكاويهم وتوصل بسيل كبير من الرسائل التي كانت تحرق في الطريق ويصنف أصحابها في “كاراجات الإهمال والنسيان”

لاشيء يبقى على حاله فكم من رؤساء دول فاسدين جاءتهم صاعقة التغيير ورحلوا، وكم من مسؤول قاطع طريق الحق أتاه أمر الله نهارا أو بياتا، وكم من طاغية استعمل كرسيه لقهر العباد وأكل مال الحرام انتهت مسرحيته بالذل والهوان، فاحذروا أمر الله إن كنتم تخشون الله ثم الوطن والملك .

قد يعجبك ايضا
Loading...