الإرهاب والفساد…عملة واحدة
الأخبار المغربية
11 شتنبر 2001 كان انطلاقة نحو عولمة الإرهاب، إن لم نقل الفساد، حيت عصفت الأزمة المالية بالبنوك العالمية التي استشرى فيها الفساد بكل أنواعه، الحرب على الإرهاب كان علامة بارزة تؤكد بالملموس أن العالم كان ولازال رهينة لنظام رأسمالي متوحش يلتهم الحدود ويستعبد الإنسان ويأكل ثروات الفقراء، بدون حسيب ولا رقيب، تحت شعار العولمة، التي ما هي إلا عملية حقن دماء جديدة في شريان الاستعمار القديم، بما تحمله من مخاطر محو وتشويه وتدجين ثقافات وهويات شعوب والإجهاز علنا على مواردها وخيراتها.
ونحن بصدد الحديث عن مخاطر الفساد والإرهاب، وقاسمهما المشترك في كونهما مثل الوباء الذي يأتي على الأخضر واليابس، تجدر الإشارة أيضا إلى كون الإرهاب مثل السمكة التي تسبح في مياه الفساد ومن أجل القضاء على الإرهاب يجب تجفيف منابعه..
فالمنتظم الدولي يحارب الارهاب والفساد على مستوى الخطاب، لكنه يدعمهما على مستوى الممارسة، ليس فقط لأنه يتغاضى عن الغطرسة ما دامت بعيدة عن المساس بمصالحه، لكنهما أصبحا وسيلة للابتزاز في يد الدول العظمى، فساد رؤساء الدول النامية ورقة ضغط في يد الولايات المتحدة الأمريكية، تحتفظ بها لليوم العسير، وبالإرهاب تزعزع استقرار الدول حتى تعيدها إلى الصراط الأمريكي المستقيم أو تمهد الطريق لتعاون استراتيجي محتمل..
عندما يقوى الفساد وينتشر كالوباء في المجتمع حتما سيولد وجها من أوجه الإرهاب، إذن لمواجهة الإرهاب لابد من محاربة الفساد الذي جاءت به الأجيال السابقة، وليس هناك طريقة لمحاربة الفساد أفضل من محاربة الشيوخ العجزة الذين أتوا بالفساد والعار إلى مجتمعنا، أما بالنسبة للمملكة المغربية، فالشباب الصاعد يحقد بقوة على الأجيال السابقة أصحاب القرن العشرين الذين لم يستفيدوا لا من الحرب العالمية الأولى و لا من الحرب العالمية الثانية والذين لم يستغلوا شيئا ولم ينتجوا سوى الفساد والتخلف، لأن الإنسان المعاصر مهووس بثقافة العولمة التي تكبله بحريتها الخادعة (الخاضعة)، وتجعله عبدا لمفاهيم فرضت عليه ولا يفقه منها شيئا، فهو يرى العالم في حجم علبة كبريت قد تشتعل بمجرد أن نوقد النار في حبة كبريت واحدة، وإن صح هذا التعبير، فإن دول العالم كلها عبارة عن “حكومة عالمية” تشترك في مشاكل خطيرة (مربحة وعويصة) يقف على رأسها الإرهاب والفساد.