ذ.مصطفى فوزي خطيب الجمعة مسجد إبراهيم الخليل
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين
أما بعد، أيها الناس
إن عمارة المساجد من شعائر الدين، والعناية بها من أوصاف المحسنين الذين يسارعون إلى الخيرات، وماينفق من مال في بناء المساجد وما تحتاج إليه من الفراش والمصابيح وتسهيل ماء الوضوء فيها لا يفعله إلا الصالحون، وصدق الله العظيم القائل: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر، وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولائك ان يكونوا من المهتدين…
فطوبى لمن رزقه الله مالا يعمر به المساجد ويهديها لإخوانه المصلين.
قال رسول الله صلى الله علي وسلم: إن ما يلحق المرء من عمله حسناته بعد موته، علما علمه ونشره، أو ولد صالحا تركه، أو مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته.
وقال صلى الله عليه وسلم: ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها، فمن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة.
فقال رجل يارسول الله: هذه المساجد تبنى في الطريق، قال: نعم وإخراج القمامة منها مهور الحور العين.
فالصداق الذي يقدمه المؤمن للحور العين هو نظافة المساجد كما جاء عن الحبيب صلى الله عليه وسلم
إخوتي في الله،
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: امرنا رسول الله صلى عليه وسلم، ببناء المساجد وأن تنظف وتُطيب.
وهكذا ينبغي أن تكون بيوت الله في غاية النزاهة والنظافة والتطهير.
والمساجد، أيها الناس، يجب أن تبقى لما بنيت له ولما بنيت من اجله ليذكر فيها اسم الله وللصلاة والاعتكاف وتلاوة القرآن ومجالسة الأخيار والعلماء العاملين، ومازالت عناية المسلمين بالمساجد معروفة والحمد لله، ينفقون عليها بسخاء امتثالا لقول ربنا: وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا.
فليعلم الجميع أن المال مال الله وأن العبد خليفة الله في هذا المال (وآتوهم من مال الله الذي آتاكم)
ولهذا لما يموت الانسان وتنتهي أيامه من هذه الدنيا يخرج بيد مفتوحة منفردا
أيها المؤمنون، إن المساجد يجب أن تعمر بعبادة الملك الديان وبما يكون فيها من التعليم .والوعظ والإرشاد ومحاربة الأمية وتعليم الكتاب والسنة وما احسن المسلمين وهم في بيوت الله حكاما ومحكومين قد وقفوا صفوفا كالبنيان يشد بعضه بعضا يبتغون من الله الفضل والرضوان.. أقول قولي هذا وأستغفر الله.
إخوتي الاعزاء،
إن الله تعالى.رغبكم في أمور الخير فلا تهملوها، ونهاكم عن الرذائل فلا تفعلوها، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى (رواه أحمد).
وقال صلى الله عليه وسلم: إن مما اخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها (متفق عليه)
وقال عليه الصلاة والسلام: يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع أهله وماله ويبقى عمله (متفق عليه)
فاعمروا مساجدكم وفقكم الله ولا تعرضوها للهوان واعتنوا بنظافتها كما تعتنوا ببيوتكم أو أكثر (ياايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعكم لما يحييكم).
لكن المؤسف أنه إذا أراد المؤمن ان ينفق درهما في سبيل الله جاءه الشيطان بجنودهومنعه عن الإنفاق وخوفه من الفقر وإذا أراد أن ينفقه على الفساد والشهوات ومعصية الله شجعه وأغراه واسمعوا قول الله: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم)
الناس اليوم يملكون المال ويُدعون إلى الخير، فمنهم من يجود ونفسه مطمئنة ومنهم من يبخل (ومن يخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء)
أيها الناس، إن الله رغبكم في أمور الخير فلا تهملوها ونهاكم عن الخبائث فلا تفعلوها.
وإن بعض الناس ينفقون اموالهم بسخاء لتحقيق اللذائد الخبيثة وبناء بيوت الشيطان من أوكار الملذات وعلب الليل ودور العهارة والخسارة..(وزين لهم الشيطان اعمالهم وصدهم عن السبيل
قال صلى الله عليه وسلم: من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه)
وقال صلى الله عليه وسلم: أخاف عليكم بعدي ما يفتح الله عليكم من زهرة الدنيا وزينتها (متفق عليه)
وعن أنس رضي الله عنه قال..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتبع المؤمن ثلاثة أهله وماله وعمله، يرجع اثنان ويبقى واحدن يرجع أهله وماله ويبقى عمله (متفق عليه)
فاعمروا مساجدكم برحمكم الله ولا تعرضوها للهوان واعتنوا بنظافتها كما تعتنوا ببيوتكم أو أحسن..(واستجيبوا لله وللرسول، إذا دعاكم لما يحييكم)
عباد الله
وما ينفق من مال في بناء المساجد وما يحتاج إليه من الفراش والمصابيح وتسهيل ماء الوضوء، وتنظيفه للمتطهرين لا يفعله إلا الرجال الذين يصدقون بيوم الدين.
والله أسأل أن يوفقني وإياكم لصالح الأعمال وأن يجعلني وإياكم من أهل الخير والصلاح وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد نبيك المصطفى وحبيبك ومجتباك .وسلم تسليما
وانصر اللهم أمير البلاد جلالة محمد السادس، نصرا عزيزا تعز به وارزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتدله عليه وبارك في ولي عهده وجميع أنجاله وجميع أعماله آمين.
اللهم إنك تعلم ذنوبنا فاغفرها وعيوبنا فاسترها وأمراضنا فاشفها وحوائجنا فاقضها.
آمين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.