إقليم برشيد…تسونامي البناء العشوائي في سيدي رحال الطريق الوطنية رقم 1 نموذج خطير الجزء الأول
عبدالمجيد مصلح
انتشرت ظاهرة البناء العشوائي مؤخرا في معظم المدن، وبشكل حاد وغير طبيعي في سيدي رحال التابع ترابيا لمدينة برشيد، حيت تشهد الطريق الوطنية رقم 1 وبالضبط في النقطة 40 (البئرالجديد/احد السوالم) تفريخ المزيد من البنايات العشوائية وتجزيء الأراضي (على عينك يابن عدي)، تحول معها بعض المستشارين لأباطرة بحكم علاقة القرابة التي تجمعهم مع أعوان السلطة، طاقم “الأخبار المغربية” قام بزيارة ميدانية وقفنا من خلالها على فوضى عارمة بسبب الترامي على الملك العمومي من جهة، بسبب زحف الإسمنت الذي يوشك أن يصل إلى الطريق الوطنية رقم 1، بعد إطلاق العنان لشركات وهمية لبيع مواد البناء وأخرى لصناعة السيارات وأراضي بقدرة قادر أصبحت مخزن للسلع المهربة القادمة من شمال المملكة وجنوبها، والسلطات المحلية (باشوية/درك ملكي) في دار غفلون أو ربما يعلمون ما يجري في المنطقة لكن لا يستطيعون فعل أي شئ بدعوى ضعف الإمكانيات اللوجستيكية وقلة الموظفين، متناسين أن المنطقة تشكل خطرا ليس على أمن البئرالجديد أو أحد سوالم، بل على باقي تراب المملكة المغربية، لأن وجود مؤشرات خلق مدن جديدة بمواصفات جديدة تشبه نوعا ما (كندهار) وبإيعاز من المنتخبين وأعوان السلطة سينجم عنه تصاعد في وثيرة الجرائم الدولية وخصوصا السرقة.
السرقة، وحتى لا تظنون أننا نتكلم من فراغ وبالمرموز…بصريح العبارة، هناك مكان مخصص فقط لاستقبال السيارات المسروقة (ليلا)، ويتم تغيير معالمها وطلاءها وإعادة بيعها، المسألة الثانية، هناك أراضي مسيجة (بالبيطون) تستقبل شاحنات قادمة من الصويرية وسيدي رحال محملة بالرمال، هناك شاحنات محملة بالياجور الأحمر المسروق من الشركات الرسمية، هناك مستثمرين قادمين من أوروبا يشترون أراضي على قارعة الطريق (500 متر) وبمساعدة (كروش لحرام) تصبح الأرض تجزئة سرية تستقبل أفواج من المغاربة، في اتجاه التكديس والاكتظاظ مع ما سيرافقه في المستقبل القريب من اختلالات هيكلية لا حصر لها في البنية الديمغرافية للمجال القروي.
البناء العشوائي تقوده لوبيات من الفاعلين المحليين ورغم أن هذه الظاهرة أثارت استياء الفلاحين ورغم الشكايات الموجهة إلى وزير الداخلية ووزير الاسكان ورئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان ورئيس مجلس الوسيط وعامل إقليم برشيد ووكيل الملك بالمحكمة الابتدائية برشيد ورئيس دائرة سيدي رحال و(الشاف ديال لاديستي)، تشير إلى تفشي ظاهرة البناء العشوائي والترامي على ملك الغير وحركة غير عادية ومشبوهة يقوم بها أفراد وجماعات بالليل والدليل كثرة حوادث السير في الطريق الوطنية رقم 1 ما بين البئرالجديد ونقطة 36، التي تسببها حركة السير الغير عادية مرة أخرى أسطر تحت الغير عادية، التي تعرفها هذه النقطة بالضبط مع حلول منتصف الليل كما أن أصحاب هذه المحلات يقومون بشكل أسبوعي بتقطيع الأشجار المعمرة منذ سنوات من جذوعها ويقومون بإزالة كل الأدلة التي توحي أنه كان في يوم من الأيام شجرة أو أشجار، هذا مجرد شئ من قليل، ناهيك عن نقل الحشيش من نفس المنطقة إلى ليساسفة عبر وسائل النقل (تاكسي أو حافلة نقل المسافرين) وبقليل من الذكاء ممكن التحقيق بشكل حبي مع بائع اللبن على قارعة الطريق وبعض السائقين..
السؤال…هل سيتدخل العامل بشكل عاجل وإرسال لجنة تقصي الحقائق لتوقيف زحف “الكارثة المعمارية والبيئية” ووضع حد للوبيات الفساد ومافيا البناء العشوائي وتجار المسروقات؟
وفي السياق نفسه حلت لجنة مكونة من الشيخ عبدالرحيم والمقدم خلال الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء 21 مارس 2018، (02:30) إلى واحدة من التجزئات السرية تقدر مساحتها ب 500 متر مربع في ملكية مهاجر مغربي بالديار البلجيكية، من ساكنة البئرالجديد، تمكنوا من حجز معدات البناء وهدم جزء من سور حديث البناء وحاول الأشخاص منع أعوان السلطة القيام بعملهم وعدم الامتثال والاعتداء عليهم لكن تدخل بعض الفلاحين المتضررين حال دون ذلك.
إن سبب هذه التلاعبات الحاصلة في ميدان السكنى والتعمير ناتج بالأساس عن غياب المراقبة وتواطئ المرتشين من السلطات المحلية ‘قواد باشوات” بالإضافة إلى المسؤولين بالمكاتب التقنية بالجماعات وبعض الأعضاء الموكول لهم التفويض من طرف رئيس الجماعة للتوقيع عن الطلبات والرخص وتسليم الشواهد الإدارية، بحيث أن التقنيين يسلمون شواهد إدارية للبقع الأرضية سواء أكانت صالحة للبناء أم لا..مقابل رشاوي وابتزاز المواطنين، بحيث أن القانون لا يطبق (بحدافيره) إلا على الذين يمتنعون عن تسليم إتاوات ورشاوي، وبالتالي فالمسؤول الرئيس عن هذه التجاوزات في ميدان التعمير هم رِؤساء المجالس بالدرجة الأولى إضافة إلى السلطة المحلية، فالملاحظ أن مشروع القانون الذي جاء به وزير الإسكان لا يتضمن أي زجر أوعقوبة للساهرين على المكاتب التقنية ورؤساء المجالس والسلطة المحلية، بقد ما يتوجه بالعقوبة للمخالفين من المواطنين الذين يبحثون في ضل هذه الطلعة الصاروخية للعقار والزيادة في الكثافة السكانية خصوصا النازحين من المداشر هربا من الفقر والجفاف وسوء الحكامة الذي يتسبب فيها السلطة المحلية والجماعية والبرلمانيين…
وللحديث بقية