قراءة عميقة في اتهام ادريس لشکر للدولة العميقة حول موت بلفقيه

عبدالمجيد مصلح

غريب أمر الکاتب العام للاتحاد الاشتراکي في آخر تصريح حول موت بلفقيه ومن قبله ليس ببعيد نفس الرجل يستعمل القمع والسلطة والقرارات الانفرادية في اختيار مرشحي البرلمان ولعل فضيحة علاقته مع عيشة لشکر عاملة الفراولة بإسبانيا تحمل خبايا عديدة سنکشفها لاحقا، وما يحدث الآن في عمادة الرباط کاف لنعرف أطماع لشکر الخبيثة وهو ليس غريبا علی مؤامرات  الصقور الإشتراکيين السابقين في کرههم للنظام سابقا وما دبروه من مکائد سوداء أعظمها امتناع عبد الرحيم بوعبيد مصاحبة الحسن الثاني رحمه الله لمؤتمر إفريقيا وصباح يوم المؤتمر طلعت جريدة الاتحاد الإشتراکي في صفحتها الأولی بمقال لاعلاقة له بالمؤتمر الإفريقي ولا بالقضية الوطنية، علامات سوداء کان حاضرا فيها ادريس لشکر الذي يطلع علينا بتصريحات تفيد اتهامات خطيرة تذکرنا بالاتهامات التي کان يرمي بها أمراء المعارضة الاشتراکيين في الثمانينيات لتيجييش الشعب ضد النظام وحينما أشار بأصبع الإتهام إلی الدولة العميقة  يکون قد أشار إلی ما أشار إليه من سبقوه عن الدولة العميقة وقصد بها المربع الملکي أو القصر لأننا لانعرف شيء عما يسمی بالدولة العميقة وهو مصطلح من صناعة الحلف الشيوعي والإشتراکي وهم من روجوه في عهد الحسن الثاني رحمه الله، واليوم يسقطوه غدرا بعهد الملك محمد السادس حفظه الله..
ادريس لشکر (…) هو الشخص الذي ظل يصطاد الأحداث لترکيع الدولة ويريد اليوم إضافة الزيت علی النار في المنطقة الجنوبية وبالضبط في منطقة واد نون الحابلة بالنزاعات القبلية وهذا خطير للغاية، ثم إن الرجل المتوفی لا أحد يعرف شيء عن تاريخه وطرق غناه وأشياء أخری يعرفها لشکر وعليه أن يعرف الرأي العام بها لا أن يختبئ وراء الدولة العميقة، ومصطلحات لا تليق بمرحلة انتقالية يبغيها المغرب لتحدي أجندات الأعداء ونحن في مرحلة مقاومة المد العدواني من الشرق ومناورات شمالية من الشمال ومرحلة مفصلية لتتبيث قوة المغرب داخل المنتظم الإفريقي، إن ادريس لشکر مشهور عند أهل المغرب العارفين بالسياسة أنه رجل يصطاد في الأحداث ليحولها إلی حوادث ويمسح سهامها في جهة خاصة سماها المغرب العميق هذا المغرب الذي يعيش فيه لشکر وأمثاله عيشة هنية تسمح له بجر عائلته إلی المناصب باسم الديمقراطية وتکافئ الفرص، وغير بعيد مطلبه من عزيز أخنوش يوم لقائه به عقب تعيينه رئيسا للحکومة حينما طلب منه منصبا وزاريا ولابنته منصبا آخر فأين الدولة العميقة من هذا..لقد آن الأوان أن تتدخل الدولة في شخص القضاء المستقل لفتح تحقيق في تصريح هذا الکائن الذي حينما تم التحاقه بصف المعارضة خرجت أوداجه لتتهم الدولة في حادث بلفقيه ولازال الأمن والقضاء لم يقولا کلمتهم الفصل، إن کلمة المغرب العميق يجب أن نسائل لشکر من هم أبطالها وقادتها وأصحابها لأن حادث موت بلفقيه هو حادث وفاة يجب أن نعرف مسبباته وليس أن نسمي المتهم دولة ونضيف إليها عميقة فمن تکون إذن وعلی ادريس لشکر أن يخرج علينا بالشرح والتفصيل قبل أن نضطر إلی مسائلته نحن أبناء المغرب غير العميق.
لقد شهد المغرب محطات سياسية عصيبة قادتها الأحزاب اليسارية التقدمية التي کانت مسنودة من دول کبری إبان الحرب الباردة وکان زعماء هذه الأحزاب يقودون معرکة إيديولوجية من داخل المغرب تحت غطاء مساندة الشعب في مطالبه الإجتماعية خاصة داخل المدن الکبری ومناطق الهشاشة وهو الوثر الذي من خلاله يتسع الخطاب ويحقق أهداف اليساريين دون مراعات الإستقرار العام وخطورة تهييج الشارع وزعزعة الأمن الداخلي تماما کما حصل في مخططات الربيع العربي “تونس نموذج” وما ترتب عنها أخطر وأعظم، وهو الأمر الذي لا تعرف عواقبه إلا بعد حدوث الکوارث حيث تجد الدول الأعداء الأرض مواتية لکل شيء، وبهکذا تخطيط تنهار البلاد ويتمزق العباد، وإذا کان المغرب قد تغلب علی کل هذه المؤامرات بفضل حکامة ملوکه ومخلصيه وإرادة شعب فطن وجدت هذه الأحزاب اليسارية نفسها محاصرة بإخلاص الشعب للعرش باعتباره ضامن الإستقرار وحامي الدولة من عدوانية الخونة تماما کما قال الملك محمد السادس حفظه الله، في إحدی خطابات العرش:
“إنه ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة، فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما أن يكون خائنا، صحيح أن الوطن غفور رحيم، وسيظل كذلك، ولكن مرة واحدة، لمن تاب ورجع إلى الصواب، أما من يتمادى في خيانة الوطن، فإن جميع القوانين الوطنية والدولية، تعتبر التآمر مع العدو خيانة عظمى، إننا نعرف أن الإنسان يمكن أن يخطئ، ولكن الخيانة لا تغتفر، والمغرب لن يكون أبدا، مصنعا لشهداء الخيانة”. وخيانة بعض الحاقدين من اليسار المصنوع ليست أن تحمل السلاح لکن هو أن تصنع أعداء ضد وطنهم بخطابات مبطنة ومصطلحات سهمية مثل کلمة المغرب العميق.
وختاما هل لو أن ادريس لشکر أسندت له مهمة وحقيبة وزارية کان سيحتاج إلی أن يرمي بهکذا اتهامات علی حزب يقتسم معه الحقائب وعلی الدولة التي سماها العميقة؟
أم أن الرجل لازال يشتغل بمنطف “عطيني بيضة ولا نطيح”

قد يعجبك ايضا
Loading...