عبدالمجيد مصلح
مع إطلالة الانتخابات التي جاءت هذا العام مزدحمة مع غلاء المواد الغذائية والجفاف وعدوى الفيروس والحجر الصحي والضغط النفسي حتى أصبحنا نعض بعضنا البعض وننفث السم فيما بيننا ولو من فوق كماماتنا التي ألفنا وضعها مرة فوق أنوفنا ومرة نغطي بها جباهنا وأحيانا نتركها معلقة فوق آذاننا نخيف بها المراقبين الذين لا يضعون الكمامات.
كما تلاحظون أنني أكتب بطريقة إطلاق موجات السخرية تجاه المواقف والأحداث العادية والغير عادية، علنا نتغلب على أوجاعنا أو نكشف عوراتنا أو نحرك ما تبقى من ضمائر الذين آووا إلى جبل ابن نوح ليعصمهم من الغرق، فتشبث الغارق بالغارقين والعالقين والساسة والسياسيين والناس أجمعين.
انتهى المشهد الأول من رزح الكتابة السوداء وأما المشهد الثاني فسيكون بين الموقع الالكتروني “الأخبار المغربية” ونُقادها ومتابعي أخبارها التي تصبن أحسن بدون “رغوة” لكن بمداد الشفافية والمصداقية واللاخوف إلا من الذي خلق الشجاعة والخوف سبحانه وتعالى.
لقد حاولت أن أكون ضمن أعضاء هذا الجسد الإعلامي أشارك بما تعلمته ودرسنته في لعب دور التغيير وإبداء روح المبادرة في المشاركة الإعلامية الهادفة ليس من أجل إبراز العضلات الصحفية ولا النقد المدفوع الثمن ولا تصفية الحسابات والتضييق على الناس من خلال الكتابات الابتزازية والانتقامية الرخيصة، ولست ممن لا يُبارح إدارات الأمن وأبواب المحاكم لاصطياد ضحاياه ولا للتوسط المادي بين مكاتب الأمن والمحكمة، ولم يحصل أن تاجرنا في ملفات العباد ونعلم علم اليقين أن أعداء جريدتنا هم كُثر ولكن في نظري وفي نظر الواقع هم كغثاء السيل لأن جميعهم من رواد “التخلويض” ومصير هؤلاء الضفادع منقار لقلاق.
منذ سنة 1995 أخدنا على عاتقنا أن نكون ضمن الجسم الإعلامي المغربي وأن ندخل غمار هذه المهنة وضعنا نصب أعيننا أننا سنواجه ونحاصر ونتهم من طرف “عبادين اللومة” وثعالب الصحراء ولربما نقذف بتهم باطلة وتغلق في وجهنا وسائل الدعم المشروعة وتنسج حولنا ملفات الوشاية وترمى فوق أكتافنا تهم الخيانة ونحن أخلص منهم وطنية وشرفا، لكن هذه هي مسيرة الشجعان و لايمكن أن تترك الأثر الطيب ما لم تواجه أصناف القوم التُبع، لكن موقعنا من هرم المصداقية وشرف الكلمة سيظل شامخا وحينما نلقي أجسادنا للنوم ننام وفي شفاهنا ابتسامة النصر والطهارة على أننا قضينا اليوم في أبهى حلة للعمل الصحفي وأخلصنا الكتابة وساهمنا قدر جهدنا في تغيير الفساد والمنكر بأقلامنا وذلك قوة الإيمان.