الأخبار المغربية
لا حديث إلا عن الجريمة الوحشية النكراء، التي وقعت داخل الأراضي المالية، وراح ضحيتها سائقي شاحنة لنقل البضائع مغربيين وإصابة ثالث في هجوم مسلح من قبل مجموعة مسلحة مكونة من عدة أفراد، كانوا مختبئين بين الأشجار على جنبات الطريق، ففاجؤوا السائقين الضحيتين عبر إطلاقهم وابلا من الرصاص الغادر، وقد وقع هذا الحادث الإرهابي على مستوى بلدة “ديديني” التي تبعد عن العاصمة المالية بحوالي 300 كلم تقريبا، وبمجرد سماع إطلاق النار الهمجي، سارعت مختلف القوات والمصالح المالية إلى عين المكان، إذ عاينت مدى فظاعة الجريمة النكراء التي اقترفتها المجموعة الإرهابية في حق أشخاص مدنيين أبرياء وفي حق التجارة المغربية الإفريقية، الحدث خلف موجة استنكار عالمية، عبرت عنها مختلف الدول والمنظمات والهيآت والجمعيات، كما شجبتها مختلف وسائل الإعلام العالمية “المرئية، المسموعة، الإلكترونية، والمكتوبة” ناهيك عما عبر عنه رواد مختلف مواقع التواصل الإجتماعي، من استياء عميق إزاء هذه العملية الإرهابية المنظمة، وبهذه المناسبة الأليمة نقدم كل عبارات التضامن للمملكة المغربية، وكل العزاء لأسر السائقين الضحيتين، وكامل المواساة للمرافق المصاب الجريح.
السلطات المغربية تقدمت بطلب من نظيرتها المالية الإسراع في فتح تحقيق معمق حول ظروف وملابسات الحادث الإرهابي، لتحديد هوية وجنسية والخلفية العقائدية للمجموعة الإرهابية القاتلة، وكذا معرفة الجهة التي قامت بشكل أو بآخر بتمويل وتسليح المجموعة الإرهابية المرتكبة لهذا الحادث المأساوي، كون جريمة القتل هاته ليس بالجريمة العادية، بل هي جريمة منظمة، دبرتها وخططت لها جهات معادية للدولة المغربية (فرنسا/الجزائ) كما أعلنت بعثة الأمم المتحدة في دولة مالي عن إصابة ثلاثة من عناصر القبعات الزرق التابعين لها بجروح متفاوتة الخطورة، في انفجار عبوة ناسفة على مقربة من معسكرهم في “كيدال” شمال شرق البلاد، إذ رجح العديد من المحللين السياسيين الدوليين المتتبعين للشأن الإفريقي، وكذا أولئك المختصين في دراسة وتحليل علم الجريمة المنظمة والإرهاب الدولي، ليس إلى فرضية بل إلى التوجس من كون هناك جهات رسمية داخل القارة الإفريقية، وتحديدا في شمال إفريقيا هي من باتت تغذي الفصائل والمجموعات الإرهابية.
فبالنظر للظروف الاستثنائية لوباء كورونا جرت ب”باماكو” مراسيم إغلاق ثوابيت جثماني السائقين المغربيين، التي تم تنظيمها بشكل محدود وفي أجواء من الحزن، بحضور سفير المملكة المغربية بمالي السيد حسن الناصري وأعضاء السفارة وموسى ديارا رئيس جمعية الصداقة المغربية المالية والإمام ثيريو هادي ثيام رئيس المجلس الفيدرالي لأتباع الطريقة التيجانية بمالي والسيد المحترم مصطفى فوزي رئيس مؤسسة “أمل” لمرضى القصور الكلوي.
وفي سياق متصل فقد أدان وزير الخارجية والتعاون الدولي المالي عبداللاي ديوب، بشدة نيابة عن الرئيس الانتقالي، رئيس الدولة العقيد عاصمي غويتا والحكومة، هذا الهجوم الجبان والهمجي الذي ارتكبه مسلحون مجهولون إلى غاية كتابة هذه السطور ضد قافلة تجارية مغربية..
وأكد السيد الوزير عبداللاي ديوب خلال استقباله لسفير المغرب ب”باماكو” حسن الناصري أنه منذ وقوع الهجوم، اتخذت الوزارات المكلفة بالأمن والدفاع والصحة (…) جميع الإجراءات المناسبة، كل في مجالها، معربا عن التزام السلطات المالية بالعثور على الجناة وتقديمهم للعدالة.
وصول جثمان السائقين المغربيين اللذان قتلا في هجوم مالي إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ثم إلى مدينة أكادير تم ولله الحمد والمنة بسلام.