الأخبار المغربية
كلما ذُكر الملك محمد السادس حفظه الله يُذكر معه التأثير العالمي الكبير للمملكة المغربية، وهي صفة اقترنت بقوة شخصيته وحضورها وتأثيرها، ما جعله من أقوى الشخصيات تأثيراً على مستوى العالم بحسب كثير من الاستبيانات العالمية الموثوقة، إذ ظلت مجموعة من الجرائد والمجلات العالمية تصنفه ضمن أوائل الشخصيات الأكثر تأثيراً عالمياً، وكان اسم الملك محمد السادس يأتي في المراتب الأولى في قائمة الأخبار العالمية ل22 سنة متتالية منذ العام 1999 وحتى 2021م كما اختارته الصحافة الأمريكية ضمن قائمة أكثر 10 شخصيات احتراماً في العالم.
وعلى مستوى العالم الإسلامي والدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا كان الملك محمد السادس الشخصية الأولى الأكثر تأثيراً، فقد تصدر حفظه الله قائمة الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم الإسلامي لجهوده في خدمة المسلمين وقضاياهم وللقبول الذي يحظى به لدى المجتمعات الإسلامية وللأعمال الإنسانية التي يقدمها وعلى رأسها القضية الفلسطينية واليمنية (عاصفة الحزم) والليبية (مفاوضات تمارة).
إن قوة الشخصية وتأثيرها وحضورها التي ميَّزت الملك محمد السادس حفظه الله، اقترنت بصفات جميلة تمتع بها، فقد كانت هذه الشخصية العالمية الفارضة حضورها بقوة شخصية حنونة وعطوفة سريعة التأثر بالمواقف الإنسانية كما أن الشعور بالمسؤولية الإنسانية كانت هي الصفة الأبرز في شخصية ملك الفقراء، وقد سُجلت أحداث عدة لم يستطع فيها الملك محمد السادس تمالك نفسه أمام العامة متأثراً بمواقف إنسانية، لم يستطيع كبريائه ومكانته من أن يحولا دون انهمار دموعه.
لقد نال الملك محمد السادس احترام وتقدير العالم كزعيم عالمي استثنائي، ليس للقوة والشجاعة التي عرف بها وحسب بل أيضاً بالمحبة التي فاضت بها مشاعره على كثير من الناس في كثير من بقاع المملكة المغربية والدول العربية الشقيقة وبقى لبنان وتونس ودولة إفريقية صديقة أكبر نموذج عن ما قام به تجاه الدول الشقيقة، فبادله شعبه وشعب الدول الشقيقة الحب بالحب والعطاء بالوفاء والذكرى العطرة.
امتزجت صفات الشجاعة ونبل الأخلاق في هذا الملك الاستثنائي بمشاعر الإنسانية الفياضة، ما جعله أحد أهم المبادرين لصناعة السلام في العالم، وقد استطاع إحداث أثر كبير وبناء أساس متين لصناعة السلام العالمي، مدعوماً بصفات شخصية كثيرة تجلت فيه كميله للحوار وتميزه بالاستماع للآخرين والأخذ بمشورتهم، إضافة إلى شفافيته ووضوحه وصراحته وتواضعه وبساطته وروحه المبادرة والكاريزما المؤثرة التي تمتع بها الملك محمد السادس حفظه الله، وعرفه الناس وأحبوه لها وتبقى المبادرة الطيبة التي أعلن عنها في ذكرى عيد العرش المجيد لفتح الحدود المغربية الجزائرية، خير دليل على نبل الملك.
إن مجموع هذه المزايا في شخصية الملك محمد السادس تبلورت جميعها في أهم الصفات التي ميزته كقائد وهي الحكمة والحلم، وقد كان من أكثر الحكام في العالم الذين أحب الناس أن يطلقوا عليهم ألقاباً وكُنى تُعبّر عن مشاعر الحب تجاههم، رغم اعتراضه على بعض هذه الألقاب التي كانت تصطدم بتواضعه الجم، وأكثر الألقاب التي لازمت الملك محمد السادس لقب “ملك الفقراء” إضافة إلى كثير من الألقاب الأخرى مثل “ملك المبادرات” و”ملك الإصلاحات”.
وكان الملك محمد السادس حفظه الله، يرفض عادة تقبيل اليد عند السلام عليه ممن يودون التعبير له عن التوقير والاحترام وحفظ المقام، على الصعيد المحلي للمملكة المغربية، جسَّد الملك محمد السادس بن الحسن بن محمد بن يوسف مشاعر الأبوة لشعبه، من خلال لمساته الحانية إلى جانب اضطلاعه بقيادة عجلة التنمية إلى مستويات غير مسبوقة في البلد، سريع الاستجابة بتعزيز ودعم الإعانات للفئات المحتاجة (مؤسسة محمد الخامس ومؤسسة محمد السادس) ومساعدة المتضررين سواء من موجات البرد أو السيول التي كانت تجتاح بعض مناطق البلاد، إضافةً إلى عفوه عن سجناء الحق العام الذين يثبت التزامهم وتصحيحهم لسلوكهم قبل انتهاء فترة عقوبتهم، ليعودوا مواطنين صالحين فاعلين ومنتجين يكملون حياتهم الاجتماعية بين ذويهم، وقد تجلَّى حبه للعفو وميله للتسامح بعفوه بعد تسلمه مقاليد الحكم عن المتهمين بمحاولة اغتيال والده رحمه الله (هيئة الإنصاف والمصالحة) رغم أن كل التحقيقات أثبتت تورطهم مع جهة خارجية بالوقوف وراء المحاولة.
ورغم مشاعر المسؤولية التي سيطرت على الملك محمد السادس تجاه كل ما هو إنساني، ويتضح اهتمامه ورعايته للأطفال من خلال التركيز على قضاياهم ومنحها خصوصية رعايته، فرغم أن الملك محمد السادس أولى اهتمامه بمرضى السرطان من خلال رئاسة الأميرة للاسلمى لمؤسسة “للاسلمى” لمرضى السرطان ومنحهم امتيازات جمة تشريعية وخدمية وتسهيلات كثيرة، إلا أن مرضى السرطان تحديداً شملهم عناية ملكية خاصة وكريمة من لدنه، ويتضح هذا من خلال إنشاء مؤسسة “للاسلمى”.
للحديث بقية