الأخبار المغربية
بلا ضوابط ولا وطنية أو استقامة أو تدقيق في السجل العدلي، يتم تعيين الأقارب وأبناء السياسيين المدللين ولو أحصينا عدد التعيينات لحصلنا على أرقام مخيفة في المحسوبية، أميين وبدون اختصاصات، في كافة المستويات الأمر الذي أذى إلى نزف أنهار من الدماء ومن جانب واحد (المواطن الضعيف)..
ففشل هذه العناصر في بناء قيادات شابة قوية محترفة في كافة المجالات يكون لها الدور الأكبر في تنمية البلاد اقتصاديا وأمنيا، لكن تغول الفساد والفاسدين سيكون سبب في انهيار (…) ما لايمكن إنقاذه أو البكاء عليه – هي فوضى – بدون موازين يا مسؤولين في اختيار أفراد في المستوى
المملكة المغربية، تمتلك الأموال وتمتلك الإمكانيات البشرية والمعدات وتتوفر على الكثير من الخدمات اللوجستية التي كانت مفقودة في عمل كل الإدارات، ولكن فقدان عنصر الكفاءة والتفريط بالكفاءات السابقة سيضيع علينا ثروة وطنية من تراكم المهارة والخبرة وسيصبح من السهولة أن تلاحظ فقدان القدرة والكفاءة الفردية للعاملين مما ينتج أشخاص غير كفوءٍ، ومن هنا لابد من أن نشدد على أن العمل هو علم لا تنفع معه الوساطات وإنما هي الكفاءة وحدها المعيار، حتى في الدول الكبرى ليسوا ملائكة لكن ميزة العمل عندهم لها خصوصية عن باقي بلدان العالم الثالث، يتدربون دوما لمنعهم من الاقتراب من العدو بالنسبة إليهم أي عدو هو وحش يجب لا يقتربوا منه أو مسموح الاقتراب منه، وآخرين يتدربون كيف يعيشون مع العدو لأنه صاحب مهمة فهو مع العدو لوحده ولا أحد يسانده سوى ذكاءه، ومع ذلك يخضعون لرقابة في العمل والإجازة والعائلة والأصدقاء والحسابات البنكية وأسلوب العيش وكل اتصالاتهم تخضع للمراقبة وأكيد بعلم من الموظف، يعرفون أماكنهم وأين يتنقلون سياراتهم مزودة بنظام (جي بي إس)..
لو وضعنا هُدْهُدْ سليمان في مقياس العمل سنلاحظ أن الهُدْهُدْ لم يكن مكلف بالواجب ولكن إحساسه بالمسؤولية دفعه للمبادرة، كما لم يُطل الانقطاع عن سيده وعاد سريعا أي أنه تواصل مع السيد بسرعة وتثبَّتَ وتأكد من الموضوع أي أحاط به وامتص غضب السيد (أحطت بما لم تُحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين) أي عدم إشغال السيد بالتفاصيل والكلام غير الدقيق وأكمل واجبه وعاد لتقديم التقرير، كما أرسل المعلومة بسرية، بلغة الطير بينه وبين سيده أي الكتمان والسرية، وكانت لديه القدرة على العودة إلى الهدف وتنفيذ قرار السيد والوصف الرائع والدقيق وحسب حاجة السيد، ثم تقديم المقترحات في نهاية التقرير وهذا ما فعله الهُدْهُدْ بالذكاء الكامل في التوصيف والتسلسل والتوصيات، إن الكثير من المعاني والمعايير في قصة الهُدْهُدْ لو طُبقت سنرى أننا نفتقر لأشياء كثيرة.