ابن امسيك…المبادرة الوطنية للتنمية البشرية البقرة الحلوب

عبدالمجيد مصلح

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي مشروع تنموي من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة، هذا المشروع أعطى انطلاقته الملك محمد السادس رسميا في 18 ماي عام 2005، و ترتكز هذه المبادرة على التصدي للعجز الاجتماعي بالأحياء الحضرية الفقيرة والجماعات القروية الأشد خصاصا وتشجيعا للأنشطة المدرة للدخل القار والمتيحة لفرص الشغل والعمل على الاستجابة للحاجيات الضرورية للأشخاص في وضعية صعبة.

ويمكن اعتبار  تراب عمالة مقاطعات ابن امسيك، من المناطق التي كانت بحاجة ماسة لمثل هذه المبادرة الطيبة حيت ضخ القائمون على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوزاة الداخلية استثمارات كثيرة لسد الخصاص المسجل بقطاعات مختلفة وللأسف ما زالت السلطات المحلية (العامل) والمؤسسات المنتخبة عاجزة عن الاستجابة لكل متطلبات وحاجيات الساكنة، وظهر جليا أن الجميع يقتات من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كل على طريقته واعتبروها بقرة حلوب عبر تأسيس شركات وهمية لتسهيل مأمورية المستفيدين من المشاريع، بل أكثر من هذا فالمؤسسة المنتخبة وجدت ضالتها في المبادرة التي أعطى انطلاقتها الملك للتصدي لكل أنواع الهشاشة والفقر… وخلقوا جمعيات لهم ولعائلاتهم وأصدقاءهم لغرض الاستيلاء على كل المشاريع وبحماية من السلطات المحلية، وممكن اعتبار المشاريع التي تستفيد منها مؤسسات عمومية، المستشفى والمستوصفات ودور التعليم… وأي شيء استعصى عليهم شراءه ممكن برمجته في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إنهم مجموعة من مقتنصو الفرص تهافتوا على أرصدت ومالية المبادرة بطرق احتيالية في حين الجمعيات الفاعلة  والغير التابعة(…)  تم تهميشها بل ومحاربتها، لأن الولاء الحزبي والانتخابوي هو المتحكم في قبول طلب دعم المبادرة ورؤساء المقاطعات وجدوها فرصة للاستقطاب لأنهم يتحكمون في ماليتها

نعود إلى موضوع المبادرة وما يتعلق بتأهيل وتنظيم الباعة المتجولين التابعين لنفوذ مقاطعات سباتة/ابن امسيك، حيت تم توزيع في عهد العاملة بن شويخ 20 كروصة ثلاثية العجلات على مجموعة من المستفيدين ينحدرون من أسر فقيرة حسب أقوال الراعي الرسمي لهذه المبادرة بالعمالة، الكروصة ثلاثية العجلات التي كلفت كل مستفيد 3200 درهم، ومن بين الأشياء التي تأتي مع الكروصة بالنسبة للأكلات الخفيفة ثلاجة بلاستيكية وبالنسبة لكروصة الحلزون المرميطة وبقية المعدات يتكفل بها المستفيد…يعني 3200 درهم والمعدات والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ستساهم ب 70 في المائة فيها الكروصة والثلاجة والبرميطة، بتكلفة اجمالية ناهزت 1.925.000 درهم، وعدد المستفيدين من هذه العملية 168 بائع متجول، عملية حسابية بسيطة سوف نجد أن هذه العملية يشوبها الكثير من الغموض كما أننا قمنا بجولة في سباتة/ابن امسيك لمعرفة مدى استعداد الباعة الجائلين لهذا المشروع التأهيلي فأكد لنا غالبيتهم أن لا علم لهم بهذا المشروع وآخرين أكدوا لنا أن المستفيدين لا علاقة لهم بالفراشة وأنهم ناس متقاعدين كما أكد لنا آخرين أن ثمن هذه الكروصة الأصلي هو 1000 درهم

إن غياب المحاسبة والمراقبة أدى ويؤدي إلى جمع الصفقات العمومية المتعلقة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وعرضها على المقاولين والمتعهدين، ولهذا نجد إحدى الشركات تفوز بجل صفقات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دون غيرها من الشركات المتنافسة التي يكون مصيرها الحتمي هو الإقصاء الممنهج، والنتيجة هي إنفاق اعتمادات طائلة على مشاريع أنجزت على الورق أو مولت مشاريع مغشوشة أو ناقصة،  بل بلغ الأمر في بعض الحالات حد تقديم تلك المشاريع المغشوشة والفاسدة للملك شخصيا قصد الإشراف على تدشينها، وما حالة ملاعب القرب إلا نموذجا لما ذكرناه، ولنا عودة إذا بقينا على قيد الحياة لنحدثكم عن الفساد الإداري المستشري والذي أدى إلى تعطيل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ تعيين العامل الخذيري مرورا بمنير وبنشويخ إلى سعادة العامل الحالي على رأس العمالة، وإذا كانت الدولة قد خصصت الملايير من السنتيمات لتحسين مؤشر التنمية البشرية خاصة ما يتعلق بتقليص نسبة الفقر وتقوية الحكامة والقدرات المحلية، فإنه وبعد مرور أزيد من إحدى عشرة سنة من عمرها لم تعرف مؤشرات التنمية تغيرا ملموسا، بسبب عدم إتمام مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أو بسبب استثمار ماليتها في مشاريع وهمية كما هو عليه الحال بالنسبة لعدد من  (…)

لقد أضحى صرف ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مأمن من أية محاسبة وسيظل معه الفساد لصيقا بتدبير الشأن العام بتراب عمالة مقاطعات ابن امسيك.

تصبحون على تغيير

قد يعجبك ايضا
Loading...