الأخبار المغربية
انتشار حَفر الآبار الجوفية عشوائيًّا بكثافة في دوار “لوطى” والتجزئة الغير قانونية المحاذية، الأمر الذي تحول من مجرد الانتفاع لسد الحاجة إلى التربح لمالك مشروع غسيل السيارات، فتسرب مياه الصرف الصحي إلى هذه الآبار أسهم في انتشار الحشرات، بل إن ظاهرة حفر الآبار العشوائية منتشرة بمدينة البئرالجديد (غسيل السيارات/المقاهي/التجزئات/الحمامات) وعوض الاعتماد على مياهها في الشرب أو ري المحاصيل الزراعية تجد المتحكمين في مدينة البئرالجديد والمهارة الساحل (لغديرة) يزيدون من أزمة الاحتياطي منها الذي نجم عنه انخفاض المياه الجوفية، مستغلين غياب القوانين والمراقبة الغائبة، ليس هذا فحسب، الظاهرة بدأت منذ سنة 2007 تأخذ طابعًا تجاريًّا، مع انتشار الحفارات وبدون لا حسيب ولا رقيب.
إن أكبر خطر هو نضوب المياه الجوفية في ظل تزايُد عدد الآبار، وقرب بعضها من بعض، وازدياد عمقها، لكون أغلبها في المدينة، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين يقومون بعملية الحفر غير مختصين فيُحفر البئر بعمق غير مناسب وبطريقة خطأ وغير مطابقة للمواصفات، وقد يتجاوز الحَفر إلى أعماق كبيرة قد تؤثر على غزارة المياه، وعلى مساحة الأراضي الزراعية القريبة من دوار “لوطى” والتجزئة الغير قانونية، ومع مرور الوقت يظهر التملح وتخرج مساحات زراعية من الخدمة لتصبح تجزئة سكنية غير قانونية، وهذا هو حال إقليم الجديدة، في ظل غياب منظومة رقابية وتنفيذية لإدارة قطاع المياه في المناطق البعيدة عن قيادة المهارزة الساحل وباشوية البئرالجديد وأخيرا عمالة إقليم الجديدة..
ففي ظل التغيرات التي تتنبأ بالعوز المائي في المملكة المغربية، آن الأوان لدق ناقوس الخطر، ليستفيق المسؤولون لخطر انتشار الآبار الجوفية بكثافة، من قِبَل أناس يجهلون عواقب حفرها بأساليب عشوائية، واستمرار انتشار الظاهرة دون التصدي لها ينذر بأزمة مائية، ستنعكس آثارها بوضوح خلال السنوات القادمة.