هل اللعنة الحقوقية تلاحق آل الريسوني؟

الوزاني الحسني حكيم

بعد هاجر الريسوني اليوم سليمان الريسوني هاجر بعفو ملكي و سليمان ينتظر عفو الرب..
عندما سقطت “هاجر”و كعادتها رسخت الجرائد المخزنوشية و الأقلام التي يصطلح على أصحابها ب”كاري حنكو” مبدأ: “طاحت البقرة كثرو جناوة”
و يبدو أن الحسابات كانت تصفى حينها مع الأقلام الحرة و الفياه الساخطة على الوضع الحقوقي المزري بوطن يحتل حسب منظمة مراسلون بلا حدود المرتبة 135 في تصنيفها السنوي..
و استهداف الصحفيين ليس بأمر مستجد و القائمة طويلة، إلا أن اعتقال كل من توفيق بوعشرين و هاجر الريسوني أماط اللثام عن سؤال يطرح نفسه بحدة:
ماذا يريد المخزن من الصحافة و الصحافي؟
أن لا يخالف التيار و لو كان مشوبا بالفساد أم أن يصفق للباطل و يغض الطرف عن الحق؟
و حيث أن سلسلة استهداف آل الريسوني ظلت حبلى بالمفاجآت فبعد هاجر يأتي دور سليمان الريسوني رئيس جريدة أخبار اليوم..و المثير أن القاسم المشترك بين كل من هاجر و سليمان الريسوني و توفيق بوعشرين هي جريدة: “أخبار اليوم!!!!!”
جرائم الجنس تثير فضول القارئ بل تدفع الأقلام و المواقع التي بينها و بين الصحافة ما بين الأرض و السماء إلى التهافت على مواضيع تثير كراهية القراء ضعفاء العقول..
فهي تلعب دور البوليس تحقيقا و النيابة العامة اتهاما و القاضي حكما..
كل الوسائل تجوز فقط للوصول إلى القارئ و جذب انتباهه و شحنه و جعل الشارع يخدم الأجندات التمويهية..
سليمان الريسوني الذي تم اعتقاله في 22 ماي من طرف الشرطة من أمام بيته!!!!
و وفق ما تم تداوله حينها أي بناءا على شكاية تقدم بها مثلي سنة 2018 يدعي فيها أنه تعرض لهتك العرض بالعنف والاحتجاز.
و رغم توفر سليمان الريسوني على كل الضمانات إلا أن المحكمة أمرا بإيداعه السجن.
و ذلك ما أشارت له النقابة الوطنية للصحافة بالمغرب باستنكارها:
“الزميل المعني يتوفر على جميع ضمانات الإمتثال لمسطرة الخضوع للإجراءات القضائية المعمول بها في مثل هذه الحالات”.
سليمان الريسوني متزوج و أب لطفل…اليوم يحتضر بالسجن بعد 40 يوم من الإضراب عن الطعام،
إضراب لم يوقفه مطالبا بحقوقه كصحافي بهذا الوطن.
و إيمانا بمصير زوجها المحتوم بعثت زوجته بتدوينة تضمنت كفن زوجها..فهي تدرك أن الموت سيكون احتمالا قويا نظرا للحالة الصحية و النفسية لزوجها و أنه متشبث ببرائته خاصة بعد سحب طلب المتابعة بحالة سراح، و الذي ألح فيه محاموه بأن الجريمة التي لا تستند على قرائن ثابتة و اللبس يحيط بها و توفره على ضمانة محل و الإقامة..تشفع لسليمان متابعته في حالة سراح.
سليمان الريسوني يحتضر..و زوجته تعد المأثم لزوجها و تبكي يتم فلذة كبدها المبكر..
فهل يخدم رحيل الصحفي سليمان الريسوني أجندة مستهدفي الأقلام الحرة…؟
أم سيزيد طين حقوق الإنسان بلة و غرقا…؟
لينضاف إلى من فضلوا الموت على الصمت كالشهيدة: “سعيدة المنبهي”..
لتغدو أسوار السجون مقابر حقوقية بدون منافس..

قد يعجبك ايضا
Loading...