الأخبار المغربية/ ادريس الروكي رمزي
لم يكن لمقتل “الداه البندير” إلا بداية مسلسل نهاية لجماعة مسلحة إرهابية حيث اختفى بعدها مباشرة ابراهيم غالي عن الأنظار وتكاثرت الروايات بخصوص هذا الاختفاء إلا حدود نشر جريدة “جون أفريك” والتي كانت السباقة لنشر حقيقة دخول غالي الأراضي الإسبانية باسم مستعار وهوية مزورة وبرفقته طاقم طبي جزائري عبر طائرة خاصة، بعدها بلحظات أكدت جريدة “إلباييس” الإسبانية الخبر عبر تقرير مطول أكدت فيه أولا الخبر وثانيا رسمت فيه خطوط قوة المخابرات المغربية في فك شفرة السرية التي واكبت دخول زعيم البوليساريو الأراضي الإسبانية بطريقة ملتوية..
حيث أكدت “إلباييس” على أن العملية باءت بالفشل الذريع بعد رصد المغرب كل المعطيات بما فيها حتى الهوية المزورة وهو ما اعتبرته الجريدة فشل استخباراتي إسباني جزائري خطير جدا مكن المغرب من ورقة رابحة في قضية علاقة المملكة المغربية بنظيرتها المملكة الإسبانية وهو ما يعني حسب الجريدة انتصار مغربي ٱخر عبر عنه باستدعاء السفير الإسباني ريكاردو دياز على عجل لوزارة الشؤون الخارجية لم يكن في استقباله سوى أحد الموظفين بالوزارة حيث أبلغه استياء المملكة المغربية من هذه الاستضافة و أن قضية الصحراء المغربية هي قضية أمة بأكملها، وطلب من السفير إعطاء توضيحات في هذا الشأن لأنه كل ما جرى يؤثر على العلاقات بين البلدين الشقيقين وبطبيعة الحال يؤثر على مستقبلها الاقتصادي والسياسي الذي له أبعاد تاريخية امتدت لقرون.
صحيفة “لاراثون” الإسبانية أكدت في تحليلها للوقائع والأحداث أن عدم استقبال بوريطة للسفير الإسباني يؤكد عمق الأزمة الدبلوماسية التي عليها اليوم العلاقات المغربية الإسبانية بسبب قضية الصحراء المغربية كان ٱخرها استقبال زعيم جبهة البوليساريو على الأراضي الإسبانية.
إسبانيا اليوم تعيش في مفترق الطرق في موضوع علاقتها بالمملكة المغربية إما أن تعلن عن موقفها الرسمي المؤيد بشكل تام وكامل حول أحقية المملكة المغربية في الدفاع عن أراضيها المغربية واعتبار جبهة البوليساريو جماعة إرهابية تهدد السلم والأمن في المنطقة وبالتالي الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والحفاظ بالتالي على علاقات تاريخية امتدت لقرون من الزمن أو اللعب بالنار عبر تقديم بعض التوضيحات الغير المفهومة والتي تجعل إسبانيا متورطة في موضوع جبهة البوليساريو وبالتالي المغرب اليوم أصبح أكثر صرامة ووضوح إما موقف إيجابي نهائي فيما يخص القضية الوطنية وإما قطع العلاقات مع بعض الدول الغير الواضحة مثل إسبانيا وبالتالي وضع حد نهائي لازدواجية المواقف..