الصحافة و السخافة

بقلم:الوزاني الحسني حكيم

يتطاول الكثير  على مهنة الصحافة رغم قدسيتها و رغم اعتبارها عماد من أعمدة الديمقراطية و مقوم رئيسي في الحياة اليومية..

فكلنا يعي أن لا مفر لنا من ملاحقة الخبر و التنقيب عن الحقيقة و الإطلاع على تحاليل إعلامية  منها من رفرف بأصحابها و سما بهم كأقلام صحافية أبدعت فخلدت بذهن القراء النهمين الباحثين عن القلم المسؤول و الراقي و الذي لا يسيره إلا ضميره و لا يضيره في قول الحق لومة لائم أو تنديد مندد أو تهديد مهدد…

لذلك اعتلت و منذ زمن طويل عرش: مهنة المصاعب

و لأن الصالح و الطالح هي مرجعية الإنسانية منذ قابيل و هابيل إلى يومنا هذا…

فهاته المهنة المقدسة لم تسلم أيضا من قابيل لكنه بدل أن يقضي على أخاه وجه سهامه مباشرة لضميره فأرداه قتيلا..

و أضحت مهنة المصاعب و السلطة الرابعة حديثا دسما يتشدق به الرعاع بالشمول لا بالحصر و القصد…

فبعض رواد هاته المهنة زعزعوا قداستها و أضحت المصلحة المادية فوق كل اعتبار فضمائرهم رهن الطلب ولو تعلق الأمر بتحامل على مظلوم فقير تحقيقا لرغبة غني ظالم أو نشر إشاعات لا علاقة لها بأرض الواقع فقط لخدمة جهة تغدق العطاء…

و يأتي تزوير الحقائق او تدليسها أو اختراعها لتغيير المسار بغية تحقيق هدف منشود مقابل عطاء مادي أو مكسب ما..و لعل من المشاهد التي أضحت تثير الاشمئزاز هو الخلط الشنيع بين مهنة تعتبر سلطة رابعة أي وفق المنظور الديمقراطي مستقلة عن باقي السلط…كما أن بعضهم أضحى لصيقا بأصحاب الكراسي و المناصب فلا تكاد تميز مهنته هل هو صحفي أو شرطي أو محامي و هلم جرا…

ناسين أو متناسين أن هاته المهنة المقدسة تعتبر عين و لسان و قلم الشعب المعبرة عن نبضاته و مستوى قياسها لا أداة للتطبيل و النفير لجهة معينة و إرضاء الضمير و الشعب أولى بإرضائها و التمثيل درجة الرقص لمكالمات مع أصحاب النفوذ و الأمر لا يغدو “تحسريف” يضرب عرض الحائط عزة و نخوة مهنة من أعرق المهن…

“عزها تعزك ذلها تذلك” خلاصة مهنة سامية يشرفها أعلام رفعوا قدرها لأعالي السماء و منهم من عانى ويلات السجن أو النفي دافعا ثمن كلمة حق يعلا و لا يعلا عليه…

و ترعرع بتربة غير تربتها كل من جعلها وسيلة لا غاية فعرف من أين تأكل الكتف…

من حيث…يعدم الضمير…

رفقا بمهنة الصحافة…رفقا بمهنة الضمير الحي…

قد يعجبك ايضا
Loading...