يوميات المتأسلمين في المغرب

عبدالمجيد مصلح

على المجتمع المغربي والدولة أن يأخذوا الحيطة والحذر من المتأسلمين كيفما كانوا وأن لاتنقاض معهم في جنونهم وهيجانهم وترهاتهم وأن لاتنساق وراء بعض الكتيبين الصحفيين الجهلة الشعبويين الذين لايعرفون كيف يسير العالم وأين تكمن موازين القوى الحقيقية ويجهلون قوانين التاريخ فإذا بالدولة تستدرج فترتكب الأخطاء تلو الأخطاء بغباء ومجانية تؤلم المواطن الرزين الجائل في هذه الدنيا والعارف بأقوام أخرى ولبواطن الأمور، إذا لاتساهل مع المتأسلمين كيفما كان خطابهم لأنهم سبب البلاء ويدفعون إلى التهور والاندفاع واللاعقلانية والانفعال لأنهم يتخيلون أنه باللفظ/ الأماني الحنجرة/ ورفع الصوت سيغيرون العالم وموازين القوى وتأليب الرأي العالمي لصالحهم وتحويل البشرية جمعاء إلى طريق الاسلام والهداية..الخ..
ولنا في مصر العبرة وكذلك (سوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن) فهي سبقت المغرب بكثير في هذا الصراع منذ 1923، ولها إسهام ضخم يوضح كل حيثيات وتكتيكات وإيديولوجيات هذه الحركات الأصولية ومنابعها وخلفياتها والتي بدأت تتخذ لها ملجأ في المغرب بعدما حوربت هناك. أجل المغرب سار الحلقة الضعيفة لأنه فتح لهم الأبواب نسمع كثيرا عن الإضراب عن الطعام ولكن لانسمع عن الإضراب عن الهذيان خاصة الهذيان الديني الذي يعاني منه عدد من الغاضبين الحاقدين على الأوضاع.

متى كان الإضراب عن الطعام أسلوبا يلجأ إليه المسلم لإثارة الانتباه أو التعبير عن التذمر، في الإسلام ليس هناك شئ اسمه إضراب عن الطعام بل صوم فرض على المسلم كما فرض على السابقين وهو صوم تعبد وتطهير للنفس وتقويتها على مواجهة الشهوات ليسخرها المرء بإرادته إن شاء لا أن تسخره هي متى شاءت وفي هذا إعداد للتطور والارتقاء الخاص بالنفس البشرية.
الإضراب عن الطعام هو تعذيب مجاني للذات ينموا عن سلوك شاذ واضطرابات نفسية، إذا كان يؤمن بالله وقدرة الخالق على تدمير الظالم فبدل الإضراب عن الطعام يصلي ويدعوا الله أن يقتص له ممن ظلموه وأن يصبر على مالحقه ويعتبر ذلك اختبارا لإيمانه.
لماذا أورد الله في القرآن ما حدث ليونس عليه السلام؟ سؤال يستحق التأمل لأن كثيرا من الذين يرفعون راية الجهاد يتصرفون كيونس تماما، الناس قبل أن يكونوا ناقصي إيمان وهم ناقصو تربية وأخلاق، الله لايظلم أي أحد بل الناس هم من يظلمون أنفسهم ويظلمون بعضهم البعض قضي الأمر.
أولا: أنا ضد كل من يكفر المسلمين وضد مثل هذه الجماعات إذا كانت كما تقول السلطات وهذا ما أود التطرق إليه.
ثانيا: ليس كل من أعفى لحيته وقال كلمة حق نقول له إرهابي أو أصولي أو متشدد، نود أن نستمع لهؤلاء السجناء لأننا نحكم على سيناريوهات السلطات فقط. لأنهم يبقون إخواننا كمغاربة ومسلمين.
كل المقالات الصحفية السابقة حكمت عليهم من غير دليل وهذا خطأ نقع فيه ما بالكم أليس لكم عقول أم غسلت…
المغرب تقريبا في منطقة شمال إفريقيا هو البلد الوحيد الذي لم يستطع فيه الإرهابيون المتأسلمون أن ينجحوا في مشروعهم لأنهم يجدون قوات الأمن (المواطن الصالح) تتصدى لبرنامجهم الإرهابي والإجرامي في المهد، والأسباب الرئيسية التي جعلت مشروع الإرهاب يفشل في المغرب هو أنه لم يستطع هؤلاء المتطرفين الظلاميين أن يتوغلوا داخل المجتمع لأن المغاربة لم يتعاطفوا مع أفكارهم المتحجرة كون هذا الشعب كما يعلم الجميع ينبذ العنف والتطرف لأن المغاربة منذ قرون تبنوا التسامح والانفتاح لأن هذا البلد تعايشت على أرضه جميع الديانات السماوية ثم كذلك لاننسى أن جهاز الأمن المغربي (المواطن الصالح) يتمتع بمؤهلات وإمكانيات كبيرة يصعب كثيرا على الإرهابيين أن ينفذوا مخططاتهم الإجرامية في هذا البلد وأخير ليس بأخير أنصحكم أن لا تلصقوا بكل من يلتحي صفة الإرهابي ومن يفعل ذلك فهو صهيوني ومتغرب يصدق كل مايقوله الغرب والشرق فهذا ما يريده منا الغرب هو أن نقع في هذه الفتنة التي تفرق بيننا ونظن ظن السوء بكل من تشبث وتشبه بسنة محمد صل الله عليه وسلم.

قد يعجبك ايضا
Loading...