بقلم…الوزاني الحسني حكيم
تعود كارثة قوارب الموت لواجهة الأحداث بعد العثور على جثث الهاربين من جحيم الوضع الاقتصادي المتدني للشعب المغربي و انعدام تكافؤ فرص الشغل و تراجع المؤسسات التي تعتبر الركيزة الأساسية للتنمية و على رأسها التعليم.
السؤال..لماذا يختار شباب بعمر الزهور الهجرة بحثا على الحلم الذهبي بأوطان لا تمث لهذا الحلم بصلة؟ فالسماء لا تمطر ذهبا و العنصرية على أشدها و حتى المكتسبات الإجتماعية تضعضعت في ظل جائحة لم ترحم حتى أغنى الدول…
من مهد الطريق لهاته الفئة لاختيار أمران أحلاهما مر؟
المكوث بوطن تنعدم به أسس النهوض بالمستوى المعيشي أمام تخاذل حكوماته المتوالية لتحقيق ولو قسط بسيط من المساواة بين فئة قليلة تتمتع بخيرات البلاد (المملكة المغربية) و تعيش الرفاهية تعليما و صحة و تشغيل بأغلى المؤسسات التعليمية و سكن أقرب منه إلى الخيال و أبعد من أسفل الهرم حيث تتحارب الفئة الثانية..(الشعب) الأغلبية الساحقة من الشعب تتناحر على لقمة عيش عبارة عن فُتاة ما تبقى من ساكنة أعلى الهرم.
أو خوض مخاطر الهجرة السرية على قوارب الموت البارد مخلفين أُسرا ثكلا تنعل المسؤولين وأصحاب الكراسي الذين كرسوا جهودهم لنفخ أرصدتهم البنكية و تحقيق أحلام أبنائهم و أحفادهم بضمان مستقبل ينافس مستقبل أغنياء الدول الثرية على حساب ولا الشعب الذين التهمتهم أمواج بحر لا يرحم و لا يذر.
شبكات اغتنت بأحزان و آلام ضحايا البحر الأحمر المتوسط والمحيط الأطلسي، شبكات تستقطب ضحاياها تعد جثثهم بينما تظل شبحا نادرا ما تصلها يد المخزن التي تطال كل شيء إلا هؤلاء المجرمين، فمن يحمي هؤلاء؟ أم لها حماية تحميها و جيوب تصلها أتاواتها لتصمت و تغض الطرف؟ عشوائية أو منظمة؟ شبكات المخدرات شبكات التهجير السري شبكات و شبكات….و الضحية بالأول و الأخير..شعب عانى و يعاني التهميش و التفقير، أمام حكومات و أثرياء تضاعف غناها…ليزيد طين التمويت الممنهج للشعب..بلة..
أيقظوا…ضمائركم..