بيان النهج الديمقراطي القطاع النسائي.
النهج الديمقراطي
القطاع النسائي
بيـــــــان
القطاع النسائي للنهج الديمقراطي يعبر عن تضامنه مع أسر شهيدي مناجم الموت بجرادة
ويحيي باعتزاز الرد النضالي القوي لسكان المدينة
تتابع السكرتارية الوطنية للقطاع النسائي للنهج الديمقراطي، بغضب شديد، الأحداث المأساوية التي شهدتها منطقة جرادة والمتجسدة في وفاة عاملين ‘بمناجم الموت’ التي يشتغل بها سكان المدينة في ظروف كارثية، وفي شروط أفظع مما يحكيه “إميل زولا” في رواية “جرمينال” التي تصف مناجم الفحم بفرنسا في منتصف القرن التاسع عشر، إذ يغامر سكان جرادة بحياتهم يوميا داخل منجم مغلق رسميا، ويبيعون ما يستخرجونه بطرق بدائية لشبكات تستغل فقر السكان وتتاجر بمحنهم، أمام مرأى ومسمع السلطات التي لم تهيء شيئا استعدادا لإغلاق المنجم في نهاية القرن الماضي، وتركت السكان بين سندان البطالة والفقر ومطرقة الموت داخل آبار منجم “عشوائي”، مجسدا إحدى الحالات الصارخة لفشل النموذج التنموي المخزني الذي لا يمت لأي تنمية بصلة.
إن ما حدث في مدينة جرادة لهو نتاج لسياسة ممنهجة يسنها النظام المخزني منذ عقود، تعمقت بعد إغلاق المنجم، وكرستها السياسات المتبعة في السنوات الأخيرة والتي أجهزت عن مكتسبات الشعب المغربي، وضربت القدرة الشرائية للطبقات الشعبية وغيبت المشاريع التنموية وأغرقت البلاد في المديونية.
إن اقتصار العمل المنجمي على الرجال لا يجعل النساء في منحى عن ما ينتج عن الوضع في المدينة من مآسي، من خلال الانعكاسات على الأسر لمرض السليكوز silicose الذي يصيب المنجميين، ومن خلال الموت الذي يحصد أرواح العديد منهم بسبب شروط العمل غير الآمنة وغير المؤمنة، مما يرمي بعبء إعالة الأسر على النساء وحدهن.، ومن خلال غياب فرص الشغل وانتشار العطالة والفقر وسوء الأحوال المعيشية.
إننا في السكرتارية الوطنية للقطاع النسائي للنهج الديمقراطي، إذ نقدم تعازينا الصادقة لأسر الشهيدين، فإننا :
ـــ نعبر عن تضامننا المطلق مع ساكنة جرادة في انتفاضتها السلمية ضد الحكرة والقهر، ونحيي باعتزاز هذا الرد النضالي القوي المطالب بالعيش الكريم والتنمية الحقيقية والمجسد لروح التضامن وقيم التآزر المنغرسة في الثقافة الشعبية المغربية.
ـــ نحيي الحضور البارز للنساء في المسيرات والاحتجاجات التي عرفتها المدينة وقوة الكلمات والتصريحات التي عبرن عنها خلالها.
ـــ نندد بسياسات التفقير والتهميش التي سلطت على مدينة جرادة، والتي جعلت منها مدينة شهيدة وشاهدة على ما أنتجته تلك السياسات من كوارث إنسانية لم تبدأ مع فاجعة الشهيدين، ونطالب بالاستجابة الفورية لمطالب السكان وتوفير شروط الحياة الكريمة لهم ؛
ـــ نجدد دعمنا لكل للنضالات الشعبية التي عرفتها العديد من المناطق، الريف وزاكورة وجرادة والاحتجاجات الاجتماعية التي عرفتها مناطق أخرى، ضد السياسات التي ينتهجها النظام المخزني والتي تكون ضحيتها الطبقات الكادحة، ونطالب مجددا بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف وكافة المعتقلين السياسيين وجعل حد لكل المتابعات التي يتعرض لها المشاركون والمشاركات في تلك الحركات الاحتجاجية السلمية.
ـــ نثمن كل المبادرات التنسيقية في مختلف مناطق المغرب لدعم النضالات الشعبية وندعو إلى خلق جبهة واسعة للنضال ضد المخزن ومن أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية.
الرباط في، 28 دجنبر 2017