الوزاني الحسني حكيم
يبدو أن كورونا لها تأثير سحري على محترفي الفساد و لأنها ضيعت عليهم فرصة التهام الشعب و توسيع مملكة الفساد التي بنوا أعمادها من أسلافهم الخونة إبان فترة الإستعمار و بعده…بعد أن أغدق عليهم رب نعمتهم الفرنسي و الإسباني الإمبريالي بعد رحيلهما الصوري..بما استولوا عليه من بني جلدتهم (الشعب) غدق عشوائي و آخر منظم و معقلن يؤثث لحقبة أصطلح عليها عبثا مرحلة ما بعد الإستقلال و حتى لا تستعمل كلمة العبث المورث للشعب المغربي…فكان ولابد انتظار استقلال سبتة و مليلية حينها فقط يمكن أن نتحدث عن الاستقلال الحقيقي.
المغدق عليهم سيواصلون بفضل منة المستعمرين الإمبرياليين و عدم حزم المخزن في استرداد ما منح للخونة من دم شهداء هذا الوطن و مواطنيه الشرفاء…
هؤلاء و بمباركة المستعمرين خاصة فرنسا سيدشنون مملكة الفساد التي سرعان ما ستتوسع حيث وجدت الأرض الخصبة لنثر بذورها السامة، و على رأس هذه العوامل، الأمية و الفقر والتشغيل و السكن و غيرها من العوامل المساهمة في انتشار الفساد و استفحاله…
اليوم ونحن تحت رحمة مستعمر جديد ميزته أنه لا يفرق بين صغير أو كبير رجل أو أنثى إنه الفيروس القاتل “كوفيد19”
لفترة وجيزة شلت تقريبا منابع الفساد خلال فترة الحظر الصحي مباشرة بعد عودة المياه لمجاريها ستتدفق شلالات الفساد النتنة لتعود مملكة الفساد بوتيرة جد متسارعة ربما تعويضا لما فاتها من مص لدم الشعب الجريح أو خوفا من المستقبل و التلهف لضمان احتياطي لمواجهة القادم من الأيام..و هذا ما تكشفه العديد من الوقائع كواقعة تزوير الشواهد الطبية و الفساد الإداري الذي استهدف الميكانيكي عبدالله بدرب خاليد ومحاولة ابتزازه من بعض موظفي المقاطعة والمنتخبين و غيرها من الوقائع.
و هذا ما تم كشفه و ما خفي أعظم…
من يساهم في توسيع مملكة الفساد و تشديد بنيانها؟
إنه الصمت و الاستسلام لأرباب الفساد إما تحت وطأة الخوف أو تيسير المهام أو بمنطق كم حاجة قضيناها بتركها، مملكة كل ما تخشاه هو عدسات و أقلام الصحافيين الأحرار و الذين لا مكان لهم بسوق النخاسة…
و المواطن الذي يبلغ أو يوثق بالصوت و الصورة فقط لأنه لا يخشى إلا الله و لأنه يعي جيدا أن هذا واجب وطني وأخيرا لأنه مل وطأة الفساد..أكيد أن مملكة إخطبوطات الفساد داخل المملكة المغربية من الصعب إن لم يعتبر من المستحيل الإطاحة بها فقط لأنها تبدأ بالعشوائية بأسفل هرمها لتنتهي بالتنظيم المنظم الذي يحرك خيوطها و يجني غلتها…
لكن شرفاء هذا الوطن الذين يؤمنون بأن الوطن يسع الجميع االجميع…لا الفساد فهو دخيل و بالتالي تضافر جهودهم كل من مكانه و منصبه و المسؤولية الملقاة على عاتقه هو ما قد يمكن من زحزحة مملكة الفساد مستقبلا…
فقط…من أجل وطن أفضل…
فلنكن كلنا عيون الوطن التي لا تنام…