الرباط…إلى السيد رئيس النيابة العامة

إن مثل هؤلاء لا يشرفون المملكة المغربية...فهل نأمن شر أمثال هؤلاء أعداء الاستقرار؟

الأخبار المغربية

بعدما تم ضبط مصطفى لطفي موظف بالمستشفى الحسني بتراب عمالة مقاطعات الحي الحسني، في حالة تلبس كاملة وتبث لديكم ما يفيد التهمة والتلاعب في الشواهد الطبية، تم وضعه في السجن، لكن الغريب هو ظهور سيناريو جديد من أجل إرشائي مقابل التنازل عن الشكاية (…) وتم الإتصال بي هاتفيا، وقمت بتسجيل المكالمة للإحتياط والإتباث، والتي مفادها أن أصدقاء ومعارف مصطفى لطفي المتهم من بينهم مدير المستشفى ومحاميين يعملان بهيئة الدارالبيضاء، خططوا من أجل إعطائي 15000 ألف درهم لأتنازل عن الشكاية رغم علمهم بصفتهم رجال قانون أن هذا التنازل لن يسقط الحق العام باعتباره خرق جنائي لا تساهل فيه، ومع ذلك كنت سباقا لإخبار النيابة  العامة بالموضوع وإخبار مركز محاربة الرشوة، ووعدوني بالقيام بالواجب ونصحوني بعدم التواصل مع أي شخص حفاظا على سرية المهمة، ونفذت التعلميات بالحرف، لكن مرت ساعات وساعات وأيام واتصالات وأخرى ولم يتصل معي مسؤول من أية إدارة، وحامت حولي شكوك من أن الأخبار تكون قد تسربت إلى الجهة التي كانت تخطط لدفع الرشوة، أو مخافة أن يتم إقحام مسؤولين قضائيين كبار ومحاميين..وهو ما أعتبره نصب واحتيال وخيانة الأمانة والقسم، يوم 14 أكتوبر 2020، كنت أدور في حلقة مفرغة، كان كل شيء ضدي وكنت أحس بأنني مذنب فقط لأنني اتصلت بمركز التبليغ عن الفساد والرشوة، كنت أرى في أعين الوكيل العام عدم الرضى مما أقوم به، وفي لحظة من اللحظات أحسست بأنني الحلقة الضعيفة في الموضوع، كيف يُعقل أن مركز التبليغ عن الفساد والرشوة يتصل بالوكيل العام يوم الاثنين 12 اكتوبر 2020، ويطلب منه في إطار المساعدة تحقيق العدالة ومباشرة شكايتي ليخبرني أن مركز التبليغ عن الفساد والرشوة اكتفى بالاستماع لي بخصوص اتهامي لنائب وكيل الملك وموظف بقسم التواصل برئاسة النيابة العامة، والاستماع لي في شأن اتهامي للمحامي في شأن محاولة إرشائي أو الإيقاع بي فقط لأنني ساعدتهم في محاربة الرشوة والفساد، واعتبرت مركز التبليغ عن الفساد والرشوة، هيئة ممكن الاعتماد عليها للنهوض بالدولة المغربية العلوية الشريفة، كيف يُعقل عندما اتصلت سنة 2019 لإخباركم بأن قائد بإحدى الملحقات الإدارية البيضاوية يريد إرشائي ب50000 ألف درهم، وقامت القيامة والكل كان مستعد للإيقاع به، واختلف الأمر مع المحامي والقاضي، الذين اعتبرتموهم منزهين من الخطأ على اعتبار أنهم ينتمون لهيئة تعرف الكثير عن الفساد والمفسدين، قررت اليوم أن أنشر هذا الخبر لعل وعسى، تغيرون من مواقفكم في شأن بعض الأمور وأن المغاربة بل وأن الموظفين سواسية ولا فرق بين القائد والمحامي والقاضي والشرطي، أما بالنسبة لشكاياتي وكما أعلمتموني بأنها في يد أمينة وبأنه سيتم الاشتغال عليها في غضون الأيام القليلة القادمة، فهذا واجب والقيام به يعتبر حسنى وزيادة..

وفقا لمنظور الفاسدين المهيمنين، النجاح والفلاح هو مدى القدرة على التحايل على القوانين والنظام الإداري من أجل ضمان السيطرة والنهب والاختلاس والتمرير غير المسموح، من أجل الرشوة والانتفاع، الفساد س عبدالنباوي، يُعشش في أعلى المراتب عام/خاص، وله أوجه أخرى أكثر طمعا ونهما وتهكما وتجنيا على مكتسبات وممتلكات الوطن والمواطنين، لا قطاع سالم من أيادي المفسدين مصاصي الدماء، يتصرفون بلا وازع أو رادع أو رقيب أو غيرة أو همةً أو خوفا من ربهم أو رهبا من مركز التبليغ عن الفساد والرشوة، عبثوا وخربوا ونهبوا وقتلوا وسجنوا واليوم، أنتظر منكم وأنا فرد من الشعب المغربي وعلى اعتبار أنني من رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس الأوفياء، أن تتصدوا لانهيار الدولة وللفقر العام في المجتمع وتبعاته؟ وتقولون…أينكم أيها المفسدين؟ أخرجوا ما في جُعَبكم.

كصحافي مهني، كنت في مقدمة حملة القلم والكلمة، الرافض للنهب والفساد، وأحملكم المسؤولية المباشرة س عبدالنباوي بصفتكم رئيس النيابة العامة، بالدين والشرع والقانون وحقوق الأنسان، على كل موروثات الفقر والبؤس في المجتمع المغربي وفي اقتصاديات وطننا، وأي إخفاق في إهمال التنمية وتحسين المستوى المعيشي للمغاربة في بلد يحسدنا غيرنا من الشعوب على ما حبانا الله من سعة أرض وخيرات جوفها ووفرة ماء وثروات حيوانية وغابية ومعدنية لا تحصى ولا تعد كانت كفيلة بأن تجعلنا ننهض كأمة ونزدهر، بل ونسد حاجة البلدان حولنا، لقد تَعمد المفسدون أن يسود الفقر وما أدراك ماذا فعل الفقر بيننا؟ شرد أبناءنا ودمَّر شبابنا وهتك أعراضنا وجوع أمهاتنا وقتل مرضانا وحطم نفوسنا وطأطأ رؤوسنا..وفعل ما فعل من قبيل ذلك الكثير، ذلك نتاج جَشَعهم ومناهجهم القائمة على أساس أنا ومن بعدي الطوفان، وإذا جاعت البطون تاهت العقول، ومن تَمَّ يبقي نتاجا لذلك شعب هيّن ليّن محبط فاقد لإرادته يسهل انقياده إلى ما لايحمد عقباه، هذا إذا تغافلنا عن كل الفاسدين المقصرين والمجرمين، الذين ما زالوا يفعلون ما يفعلون وليس هناك من حساب أو عقاب أو استرداد لحقوق وأموال طائلة غادرت الوطن وتركت أهله جياعا يتهافتون ويتناحرون، أظن وهذا لايدع مجالا للشك أن مركز التبليغ عن الفساد والرشوة رافض للفسق والفجور والظلم والقتل والتهاون والاستهتار بممتلكات الوطن، لقد كنتم دائما تضمدون جراح المبلغين ولم تخيبوا آمالهم.

سي عبدالنباوي، بعدما قمتُ بما يمليه علي الواجب الوطني ولا أبغي منه الركوب على الشهرة أو تصفية حسابات شخصية مع موظفين أو فاعلين جمعويين، لكن ما وقفت عليه من مؤامرات وسلوكات إجرامية في حق الدولة والمواطنين حتى بلغت حد التخابر والتٱمر مع أعداء الوطن والإتجار في معلومات الدولة، والتشهير بالإنفصاليين ومحاولة تقسيم وإثارة الفتنة بمدينة الدار البيضاء، كل هذه الملفات وضعتها في مكتبكم وأنا كلي ثقة في نزاهتكم ومنها نسألكم الحماية باعتبارنا أثرنا ملفات ساخنة تقودها شبكة منظمة أنتم القادرون على إيقاف زحفها الإجرامي.

قد يعجبك ايضا
Loading...