الأخبار المغربية
إلى أين يا مغرب؟
وإجابتي هي: إلى الرقي، إلى التقدم، إلى السمو، نعم، المغرب بلد العز و الكرامة و الشهامة، المغرب يملك كل مقومات الصعود لو انطلق بالسرعة المطلوبة، و علينا أن نخفض درجة تشاؤمنا و ننظر للنصف المملوء من الكأس، هناك الكثير من الإنجازات تحققت في قطاعات أهمها تلك التي تتميز بالانضباط المطلق، و هو شيء يبعث على الاعتزاز والفخر، و هذا شيء يدعونا جميعا إلى التأمل، فكلما كان هناك انضباط و صرامة، كانت النتائج ممتازة، و هذا ما يميز سلوك الأمم التي سبقتنا إلى التقدم و الرقي و تحصين نفسها بعوامل القوة و المناعة.
علينا جميعا، كمحكومون، أن نعي أن وطننا هو عنواننا، مكانتنا منه، احترامنا و عزتنا منه، و لن يبنيه غيرنا، نحن من يقع علينا عبء بنائه و تشييده و صيانته، و من ثم تحويله إلى الجنة التي نحلم بها فوق أرض وطننا الشاسع، علينا أن نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا، علينا أن نتجند و ننخرط أفواجا في كل ما يضفي صبغة جمالية على هذا الوطن الغالي، و كل ما فيه جميل إلا سلوكنا نحن أهله، تحسين سلوكنا هو فرض عين، على كل منا أن يقف مع نفسه وقفة تأمل و يسأل نفسه في شكل نقد ذاتي..ماذا قدم لهذا الوطن الذي أعطاه كل شيء؟
أقلّها أن تحافظ على مظهرك..شكل هندامك، ابتسامتك في وجه الجميع عوض تجهّمك، احترامك للقانون، وخاصة قانون المرور، القيام بعملك على أكمل وجه و بدون منّ، عليك أن تخشى على نفسك من تبعات ظلمك للآخرين خاصة إن كنت في مستوى يسهل عليك الظلم، و الظلم يكون بالتعدي على حقوق الآخرين أو بالتقاعس في حمايتها، لأنك إن لم تفعل، و بغض النظر عن وقوعك تحت المسائلة من عدمه، تكون لمجرد فعلك قد ساهمت مساهمة فعلية في تهديم صورة هذا الوطن الغالي.
أتمنى من أصحاب القرار أن يكون هاجس كل منهم هو ماذا فعل من خير لوطنه خلال توليه للمسؤولية، و بماذا سيذكره التاريخ..أن يكبح نفسه عن الجري وراء متاع الدنيا ـ ما عدا ما هو مشروع و في حده الأدنى و لا يثير الشبهات ـ أن يتشبه بالصالحين و بمن خلدوا أسمائهم بأعمال بقيت تذكرهم بالخير، أن يشعر و هو يقابل مسؤولا أجنبيا من بلد متحضر، أنه هو الآخر من بلد متحضر و لا يقل عنه حضارة و إخلاصا لبلده و الدفاع عن مصلحته و أن يبحث عن كل ما يمكـّنه من أن يساهم في تحسين خدمة بلده من خلال اطلاعه على تجارب الآخرين.
المملكة المغربية، بخير وسنبقى بخير – إن شاء الله – أما أؤلئك الذين يسودوا الأوضاع ويهولوا من الأمر..فالمغرب بلد غني بموارده البشرية التي فيها من الكفاءة والإخلاص للوطن ما يبشر بمستقبل واعد لو توفرت الإرادة السياسية لاستغلال هذه الموارد فى بناء اقتصاد إنتاجي والتخلي عن اقتصاد الريع المتبع منذ أكثر من نصف قرن و الذي كان سببا فى استشراء الفساد و تخلف البلاد، ولرب ضارة نافعة فقد تكون هذه الصدمة الاقتصادية التي أصابت البلد ناقوسا منبها للجميع من حكومة ومعارضة وخبراء سياسيين واقتصاديين للتشاور والتحاور والإنصات لبعضهم البعض والتنازل لبعضهم البعض من أجل وضع مشروع وخطة مستقبلية لبناء المملكة المغربية، على المستويين الحاضر والمتوسط على الأقل .
ليس من باب العواطف الشوفينية أكتب أن المملكة المغربية بخير، وهي أقوى مما يتخيلها محترفو المزايدات، المغرب برجاله الحاليون، أو بغيرهم، هو المغرب، ولن يغرق في قطرة ماء، أقول هذا وأنا المواطن الضعيف الغيور على بلاده، العارف بتركيبته، المغرب الحديث هو عجينة تاريخ، وعجينة التاريخ فيها كل الدروس، والعبر، ما نسمعه ونراه من ضجيج فيما يخص الظرف الحالي في المغرب هو جعجعة دون طحين، مصدره فقهاء ولا فقه، المغرب قوي بعمقه، قوي بثرواته المتنوعة، لا خوف على المغرب وكما يقول الشاعر:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا…ويأتيك بالأخبار من لم تزود