رسالة من فاعلة جمعوية إلى والي الرباط

رسالة من فاعلة جمعوية إلى والي الرباط

تداولت ساكنة حي يعقوب المنصور فيديوهات و صور اصطدام غير معهود بين أبناء هذا الحي العتيد و قوات الأمن و القوات المساعدة ليلة السبت 29 غشت صباح الأحد 30  غشت 2020 .

ساكنة حي يعقوب المنصور استنكرت بالإجماع ما تعرض له رجال الأمن من هجمات من قبل حشود من المراهقين و الشباب لا لسبب سوى منعهم من التجمع وإشعال حرائق و نيران يضرب دخانها عنان السماء احتفالا بليلة عاشوراء و – عاشوراء براء من هاته الكوارث- التي أصبحت موضة خلال السنوات الأخيرة، وهنا يحضرني سؤال ملح جدا يتجدد مع كل “عاشوراء” لماذا الدولة لا تمنع دخول و بيع هاته المفرقعات وسحبها من الأسواق تماما، قبل أن تتطور حماسة الشباب و تتحول إلى الرغبة في المواجهة و الاصطدام؟.

والحقيقة أن ما حدث ليلة السبت، هو أكبر من مجرد منع احتفالات “شعالة” ولا ينبغي أن نغض عنه الطرف أو نعتبره حادثا عابرا بمجرد أن تمكنت السلطات المختصة، في الساعات الأولى من صباح الأحد من اعتقال عدد من مثيري هذا الشغب وإلا سيتحول إلى موعد سنوي قار يحكي قصة تنامي شعور و سلوكيات “عدائية” في نفوس أبناء هذا الحي تجاه السلطات الأمنية، وتوتر العلاقات بينهم، وهي إشارة مقلقة تكشف عن مجموعة من المشاكل والمتاعب التي يتخبط فيها الشباب أنفسهم، الأسرة/المدارس/المجتمع المدني… مثل هاته المظاهر تساءلنا جميعا عن: التربية داخل الأسرة و المدرسة و عن التأطير و الإصلاح بمختلف المؤسسات المدنية و الرسمية على حد سواء..تنامي مثل هاته السلوكيات العنيفة بحي يعقوب المنصور يدعو جميع المتدخلين لمراجعة أوراقهم.

وإذ ندعو السيد والي الرباط سلا القنيطرة للتدخل من أجل تنقية هذا الحي الذي أنجب خيرة أطر البلاد و أساتذتها و مناضليها و أبطالها..فلا ينبغي أن نهمله ليتحول إلى وكر للأشرار، في الوقت ذاته نعبر بكل جوارحنا عن الرفض التام لأي سلوك يمس بهيبة سلطاتنا و قواتنا الأمنية والعمومية، مهما بلغ تعاطفنا مع شباب الحي الذي يعاني ما يعانيه من بطالة وضياع و انتشار المواد “المقرقبة” و إهمال أسري.

وعليه السيد الوالي، نطالبكم بوضع استراتيجية استشرافية مستقبلية لتأطير أطفال وشباب الحي قبل جنوحهم، وقبل أن نجد أنفسنا جميعا وجها لوجه مع ضرورة استعمال المقاربة الأمنية مع ما لها من تكلفة ترهق كاهل الدولة وتفسد مستقبل أبنائنا.
بالمقابل سيادة الوالي، بين أيدينا مقاربة التأطير القبلي عبر عن إعادة الاعتبار لجمعيات الحي التي همشت و أجهز عليها بفعل فاعل وجرى طمس أدوارها الريادية في تأطير و تكوين شباب هذا الحي منذ الاستقلال وحتى قبله، إذا ما اعتبرنا الجمعيات السرية التي كانت تؤطر أعضاء المقاومة بهذا الحي الأبي.

سيادة الوالي، نحن كمجتمع مدني لحي يعقوب المنصور و شخصيا على استعداد تام للانخراط و تعميق التفكير في أي استراتيجية استشرافية تقترحونها لتأطير ودعم أبناء هذا الحي العتيد و الحفاظ على سمعته التاريخية.

وفاء قشبال رئيسة المنتدى المغربي للكفاءات النسائية

قد يعجبك ايضا
Loading...