رأفة بالتلاميذ والتلميذات أيها الأستاذ المنحرف/الجبان/الحقود
الأخبار المغربية
لم تبقى الحرب مقتصرة في المغرب على الطرقات فقط بل أصبحت حتى في المدارس، لم نبقى نشعر بالراحة عند ذهاب أبنائنا إلى المدارس للأسف، لأن معظم الاعتداءات التي تحدث داخل المؤسسات وراءها تلاميذ عائدون إلى صفوف الدراسة بفضل الاستعطاف (…) جلهم قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، يدربون باقي التلاميذ على تعاطي أنواع المخدرات ويرهبون صغار السن منهم ناهيك عن التحرش بباقي التلميذات وعرقلة سير الدراسة داخل الفصل، يتقنون فنون الغياب والحصول على ورقة السماح بالدخول…بعض الأساتذة وللأسف يتحاشون الاصطدام معهم أو الدخول في نقاشات فيتغاضون عن غيابهم و لا يسجلونهم، أما الأساتذة الذين يعاملونهم كباقي التلاميذ ويطالبونهم بالالتزام بواجباتهم تكون نهايتهم الضرب، فليضع الجميع نفسهم مكان هذا الأستاذ ليُحسوا بمعاناته، كيف له أن يزاول مهامه بعد أن تعرض للضرب أمام تلاميذه، رأفة بالأستاذ..فلا تحملوه أكثر من طاقته، ولنتذكر دائماً أن التعليم أساس التقدم وأتحدى من ينتقدوا وانتقدوا هذا الأستاذ أو الأستاذة أن يقفوا كل حصة أمام 40/50 تلميذ وتلميذة (مراهق)!
صحيح ليس للعنف أي مبرر خاصة في المجال التربوي، وينبغي تناول موضوع العنف بعيدا عن السطحية المخلة و بعيدا عن ثنائيات الفعل ورد الفعل، المسألة تتعلق بأزمة قيم يعيشها المجتمع (خاصة بعض شبابه) انفجرت سلوكا في هذا الشكل، قديما كانت قيم شريفة تؤطر الناس في حياتهم تربية و تفكيرا وتعاملا، قيم مثل حب العلم و احترام المدرسة و المعلم و الفقيه و المرأة و المسن…أما الآن و نحن نعيش هذا الانهيار الأخلاقي الكبير فباب المفاجآت مفتوح لعبث العابثين و جرأة المتجرئين، الاعتداء على المعلم والمدرسة نتيجة لتخلي المجتمع والدولة عنهما، أما الحل أيها العقلاء؟
هل هو اعتقال (تلميذ) و محاكمته ليكون عبرة لغيره؟
هذا رأي القانون، أما رأي الخبراء و الاستراتيجيين فهو إعادة تربية المجتمع المغربي على القيم الايجابية و البناءة و إعادة الإعتبار لكل مشروع إصلاحي يتناول الإنسان قلبا وعقلا وإرادة تربية و تفكيرا وسلوكا، غريب أن هؤلاء المعتدون تراهم رُكعا سُجدا إذا ما قادتهم أعمارهم إلى إدارات البوليس أو الدرك لأغراض إدارية، أما إذا تعلق الأمر بالمدرسة فإن أسوارها قصيرة يقتحمها أي قزم من الأقزام.