الأخبار المغربية/ هشام افتاح
اختلط الحابل بالنابل في مغربنا وماتت الذمم والقيم بين الناس، وتعطلت عقارب الأخلاق واستبدلت بأفاعي السموم البشرية والبغضاء وانعدم الخوف المادي والروحي وأضحى القتل والذبح ماركة مسجلة في مدننا وشوارعنا، واحتار الأمن في إيجاد طريقة لكبح الجرائم اليومية أيغير سلوك الفاسدين ويرفع درجة العقوبة والزجر واستحضار هيبة المخزن، أم يغمض عيونه ويترك الشعب يأكل في الشعب والناهبون يمزقون ثروات الأمة والقتلة يزدادون صلابة، حتى صار السجن في زمن العبث والإنفلات مفخرة طالما أن الأحكام أحيانا لاتحرك شعرة عند أهل الجريمة.
صور مقيتة عفنة تنذر بالخطر وتلوح بقادم مجهول ومناخ مجتمعي موبوء.
حكاية من هذه المناظر المقرفة هي ماترونه في الصورة، طفل بريء حي يرزق مرمي في
“كرطونة” أو علبة أو سموها ما شئتم، المهم هو أنه رضيع ملقي في ركن قريب من مستشفى المنصور بجماعة البرنوصي وجد بالصدفة والحكمة الإلاهية وإلا فقد تحول الى جثة متعفنة تجر الكلاب الضالة التي صارت تمشي على آثار البشر الضال وكلما كثرت كلاب الشوارع فهذا نذير واضح على أن الأمر صار فاجعيا لاتحمد عقباه.
هكذا في زمن الحداثة وحكومة 29 وزير ومؤسسات ومجلس للشعب وإدارات عمومية تعقد اجتماعات لمجلس الحكومة في حضرة جلالة الملك وقرارات وقرارات تزلزل الكون، كل هذه البهرجة وأطفالنا الرضع يرمون في الساحات العامة أحياء وتهرب أمهاتهم من مسرح الجريمة لينقل هذا الرضيع الى مراكز الأطفال المتخلى عنهم هذه المراكز المؤسسة خطأ والتي في الأصل ما هي إلا وسائل تشجيع العاهرات والفاسدات وبنات الليل على الإنجاب وقذف الرضع الى هذه المراكز التي من الواجب ألا تكون في دولة دستورها إسلامي ويحرم الزنى والفساد، فإلى متى يبقى هؤلاء الأطفال بدون آباء وأمهات وهم أحرار يتجولون والدولة تلعب دور الحاضنة الغير الأخلاقية بدل أن تضاعف في أدوات الزجر والعقوبة وتجرم هذا الفعل لردع الجناة وقتلة الأطفال.