الأخبار المغربية
كدائما وكلما دعت ضمائرنا إلى الاستباق والتحذير باتخاذ تدابير الوقاية والاحتياط والمراقبة التي أوكلت إليكم “وكتخلصوا عليها يااااحسرة” ومصالح عمالة مقاطعات ابن امسيك، في خبر كان لأن أمر هذه الدُور العتيقة المهترئة لايهمكم، لا عفوا لايهمكم ساكنوها لأنهم في نظر من يسكن الفيلات والعمارات والمنازل المعلقة ليسوا بشر ولاداعي لمراجعة هندسة أكواخهم ولا مراقبة خطورة ما قد يحصل لأطفال ورضع وشيوخ ونساء وعجزة وهم في الأصل زبناء وساكنوا هذا النوع من الدور التي لاتليق أن تصنف ضمن العمارة والسكن ولا حتى الشقق التي لا يتوقف إشهارها وملصقات دعاياتها في الشوارع والحيطان.
نعم مصالح عمالة مقاطعات ابن امسيك، متهمة في نظر القانون وأمام الشعب وأمام الله، وأرواح شهداء هذه الأكواخ المبنية معلقة في جبين مهندس المقاطعة وقسم التعمير ولجن المراقبة إلى يوم القيامة، ونحن بدورنا شهود على العصر والمرحلة لأننا كتبنا ونشرنا وصاحت أقلامنا بكل مدادات الإستنكار والتحذير وكنا نعلم أن سقوطها هي مسألة وقت لانملك غير الفضح وإطلاق الإشارات الحمراء بالكتابة علها تصل إلى آذان المسؤول المباشر والمسؤولين الموكول لهم أمر المراقبة والذين اغتنوا من وراء ملفات التعمير والرخص والمراقبة المدفوعة الثمن، نعم حذرناكم ونشرنا صورا مؤلمة لهذه الدور التي ليست من مقومات المنازل غير سقف مشقوقة من الداخل وحيطان مائلة تصيح كل صباح لقد أوشكت على الإنهيار .
أجل أنتم مسؤولون عما حصل وليست هذه الدور وحدها المهددة بالسقوط بل أحياء وأحياء وأنتم تنتظرون فقط أن تعدوا ضحايا الردم والسقوط والزلازل التي ليس فيها سلم ريشتير ولكن يعلمها سلمكم الإداري الذي لا يحركه الضمير الوطني والواجب الإداري والمسؤولية، كم من ضحايا وقتلى الردم حصلت في هذه الأماكن وكم مرة تدخل جلالة الملك لإيجاد حل استعجالي لمواطنيه الفقراء من أحياء الصفيح ودور الخرب المهدمة وأنتم في نوم أهل الكهف، وحتى مجلس المقاطعتين ابن امسيك/سباتة الذيني يحتاجون إلى أصوات هؤلاء الفقراء خلال الحملات الانتخابية تتخلى عن واقعهم وأحوالهم لتجتمع لامبالاة الدولة مع لا مبالاة المجالس ولتعطي في النهاية كوارث يشرب منها المحرومون ومساكين الشعب.
في الدول التي تحترم نفسها وتخاف على مصير سكانها حينما تحصل كارثة من هذا النوع يحول الملف مباشرة إلى المحاكم وتوجه أصابع التهم إلى من يهمه أمر مصدر المصيبة وتفتح ملفات التحقيق، وحيث أننا لسنا في مرتبة ضمائر هذه الأمم فستعلق الجريمة في عنق الضحايا ويدفن الملف مع الموتى، لكننا لن ندع الحبل على الغارب وسننصب أنفسنا طرفا مدنيا اعتبارنا جزء من هذا الشعب وسنقدم شكاية إلى رئيس النيابة العامة كشهود على الفضيحة وكمواطنين حذروا من خطورة الوضع قبل الكارثة، وتهمتنا لمصالح العمالة هي إهمال نداء استغاثة وعدم التجاوب مع إنذار قبل وقوع الفاجعة من الموقع الالكتروني “الأخبار المغربية” ومواقع الكترونية أخرى.