هل يخجل المسؤولين بعمالة مقاطعات ابن امسيك من تضخم أعداد المشردين والمختلين عقليا؟

عبد المجيد مصلح

منذ إقفال ضريح “بويا عمر” بات ينتشر في تراب عمالة مقاطعات ابن امسيك عدد كبير من المتشردين و المختلين عقليا، عدد لم يسبق للمنطقة أن احتضنت مثله، و هذه المشكلة لا تسبب أي حرج لمسؤولي مقاطعات ابن امسيك/سباتة، زد على ذلك أنه لم يسبق لأي مسؤول تم تعيينه من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على رأس هذه العمالة، أن قام بدراسة معمقة لحصر عدد المتشردين و المختلين عقليا قبل تأسيس قسم خاص بهذه الفئة المهمشة بالعمالة مادامت هناك وسائل متاحة يمكن الاستعانة بها لإنقاد مغاربة لم تسعفهم ظروفهم الصحية أو الاجتماعية ليجدوا أنفسهم من المتشردين.
هي إذن أسئلة كثيرة تخطر ببالنا كمتتبعين و إعلاميين منذ أشهر بشأن القضايا المتعلقة بالمتشردين و المختلين عقليا و التي يمكن معالجة أغلبها إن تظافرت الجهود و تحملت كل جهة مسؤوليتها. و على سبيل المثال فتراب عمالة مقاطعات ابن امسيك يتوفر بالمركب التربوي الحسن الثاني للشباب على أزيد من 50 سريرا و بتأشيرة واحدة من السيد العامل يمكن فتح أبواب هذه المؤسسة في وجه هذه الفئة المهمشة و لو مؤقتا خلال فترة الحجر الصحي وما تعرفه بلادنا مع وباء كوفيد19 الذي يحتاج عناية بفئة مهمشة وتوفير وجبات فهل هذا بشيء عزيز؟
فإذا ما علمنا أن المركب أصبح مؤسسة تجارية مدرة للدخل (مقهى، واجب الانخراط ، واجب الحصص الرياضية، تنظيم دورات و مسابقات و ما خفي كان أعظم…)، و من واجب السيد العامل القانوني الدستوري أن يؤمن لهذه الفئة مكانا للنوم ليلا، عوض الشارع على الأرصفة و في الحدائق و الأماكن المهجورة “ملعب با محمد، حديقة جوادي، القاعة المغطاة الحسنية التي توفي بها متشرد مؤخرا، حيث لا تكف ساكنة هذه المناطق عن الشكوى إزاء هذه الظاهرة الخطيرة.
يقول إحدى المتتبعين للشأن المحلي، إن الوضع ازداد تأزما بشكل كبير خلال الثلاث السنوات الماضية معتبرا أن الدولة تقلل من حجم المشكلة بل لا توجد جمعيات تدافع عن مصلحة هذه الفئة التي هي في تزايد كبير، كما أن أكثر من 500 طفل في العاصمة الاقتصادية ينامون في ظروف قاسية جدا، و كثير منهم بين جدران مقشرة الطلاء و النوافذ مكسورة و آخرون تشاركوا المكان مع القوارض و من المشردين و المختلين عقليا لا نراهم خلال النهار لأنهم يعلمون أنهم فئة منبوذة و محتقرة و غير صالحة و لا تتوفر فيهم شروط “تامغرابيت” (…).
بالنسبة للمتشردين و المختلين عقليا المتسكعين في أزقة و شوارع تراب عمالة مقاطعات ابن امسيك فالسبب بالنسبة للبعض هو الإدمان و المشاكل النفسية أو العقلية ونؤكد من خلال “الأخبار المغربية” أنه و لأسباب اقتصادية و عدم قدرتهم على تحمل مصاريف الإيجار علما أن سعر كراء الشقة في الأحياء الفقيرة يتجاوز 2000 درهم في حين أن هؤلاء الأطفال و الشباب و الشيوخ المتشردين يعانون من قلة المال و الحيلة، و صحيح أن المشكل تعاني منه مدن الدولة (المملكة المغربية) لكن إلى متى سننتظر تعليمات ملكية سامية ليقيم المسؤولون الدنيا و يقعدوها و يخرجون من مكاتبهم الفارهة المكيفة (رئيس الشؤون الداخلية والباشاوات والقواد والقائدات) و ينظرون بعين التظاهر بالرحمة لهذه الفئة المهمشة. و هل هذه هي تامغرابيت أيها المسؤولون؟

قد يعجبك ايضا
Loading...