البرنوصي…أبناء الأحياء الشعبية احترفوا تجارة المخدرات رغبة في الإثراء السريع الجزء الأول

عبدالمجيد مصلح

احترف بعض شبان الأحياء الفقيرة في الدارالبيضاء الكبرى تجارة المخدرات، ضاربين عرض الحائط ما يقدم لهم من خدمات من أجل اندماج سريع وسلس في المجتمع “الأخبار المغربية” التقت بعضهم في “شاريج/معاكيز بلوك2 بلوك9/بلوك10/بلوك14/بلوك43/بلوك157/صور/كويبينا/درب دبان/مردي/دوار البحر/دوار بيكي/دوار حريبلي/كاريان الرحامنة/السعادة/الحفرة” بتراب عمالة مقاطعات البرنوصي، شباب في عمر الزهور يحلم بالثراء العاجل عبر تجارة (القرقوبي/ماء الحياة/الحشيش/الكيف/البربوقة/الكوكيين) ما أن وطأت قدمي عتبة إحدى المقاهي حتى شرع (فورماتور سابق) يتبادل التحية مع ثلة من الشبان كانوا يحتسون القهوة، أخبرني مبتسما هامسا في أذني، (حتا هادو يتاجرون في القرقوبي والكوكيين) أسماء مستعارة في كل الأحياء المذكورة (دلدل وابن أخته/ولد كميح/ولاد الحطاب/ولاد الجزار/مرات سوني/خردولة/بينسي/سراجي/موردي ولد خوه واسيم/العزوى والحاقد في المقهى/جديات/الموت/خوني/بييلات/ولاد العلوى/باسطا/القرد/أيوب/طارق/السوني).
منهم من دخل معترك التجارة بالمخدرات منذ حوالي أربع سنوات، يبدؤون ببيع “الحشيش” في المرحلة الأولى، ليلتحقوا ببيع المخدرات القوية (الإكستازي/كوكيين) لما تدره من أرباح كثير، كل مروجي المخدرات يدركون مليا أن هذا العمل غير إنساني ويتنافى وديانتنا الإسلامية إلا أنهم يريدون جمع الكثير من المال في فترة وجيزة وهذا ما يحققه شباب الأحياء الفقيرة في بيعهما لهذا النوع من المخدرات باهظة الثمن منهم من دخله لا يقل عن 20000 درهم في اليوم الواحد، وهذا ما يحفزهم على الاستمرار في هذا المنوال بالرغم من مداهمة فرقة مكافحة المخدرات والأمن العمومي، يقول أحدهم، الاختلاف بيني وبين أبناء الحي هنا في كاريان الرحامنة هو أني أريد جمع الكثير من المال في فترة وجيزة لأشتري شقة وسيارة فاخرة (بحال طارق) للشروع في حياة مريحة ومترفة، سألته هل يؤنبك ضميرك؟..أجابني بنبرة حزينة، (عارف بلي كندير شي حاجا خايبا وانا ماشي بنادم ومعنديش أخلاق) ثم طأطأ رأسه ولم يكمل الإجابة عن سؤالي.
أغلب تجار المخدرات القوية تعرفوا على بعضهم البعض في “عكاشة” حيت تتمركز قاعدة أباطرة (الكوكايين والقرقوبي) والقول لواحد من أكبر أباطرة المخدرات القوية في المنطقة (سابقا)..
بالنسبة لترويج “الكوكاكيين” بالدرجة الأولى عملية البيع تتم في حديقة (كازافوايجور) و(لكرون) سيدي مومن والتشارك والولاء والقدس ومسجد طارق، طريق (الترامواي) وداخل المحطات، و(مازال العاطي يعطي).
اتصلنا بالسيد محمد كورتي رئيس المنتدى الوطني للحريات وحقوق الانسان، سألناه عن جهود السلطات المحلية والأمنية وعلى رأسها السيد عامل الإقليم، لضم شباب الأحياء الفقيرة المهمشة في برامج اندماجية مناسبة؟
“للأسف سي مصلح شباب الأحياء المهمشة الفقيرة تعودوا العيش على هامش المجتمع كما تعودوا على كسب الكثير من المال بطريقة غير قانونية، احتراف تجارة المخدرات ظاهرة ليست خاصة بشباب منطقة أناسي/سيدي مومن/التشارك/الولاء/وليلي/الأزهار أو عمالة البرنوصي ككل، بل نجد هذه الظاهرة مستشرية في كل الأحياء الفقيرة في المغرب، ويساهم في تنامي هذه الظاهرة المهاجرون الأفارقة القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء والجزائريين، ومن جنسيات أخرى” ويمضي السيد كورتي متحسرا “عمالة البرنوصي، تتوفر على مشاريع لإدماج شباب المنطقة من كل الفئات العمرية والمستويات الدراسية، مبينا أن مجموعة من شباب المنطقة ضحايا تجار المخدرات الكبار وغالبيتهم سبق أن قضوا فترات في السجن والمشاريع التي تديرها بعض الجمعيات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من بينها مركز محاربة الإدمان بحي التشارك الذي تشرف عليه الدكتورة “حنين” ومركز الاستماع للمدمنين ومركز التكوين المهني الراشدين سيدي مومن الذي تتوفر فيه مجموعة من الحرف والشروط التي تضمن مستقبل زاهر للشباب، ونحن كحقوقيين اجتمعنا مع سلطات العمالة لأجل إيجاد حلول مناسبة وليس ترقيعية لشباب المنطقة ومحاربة آفة المخدرات بكل الطرق والوسائل بما فيها فتح مراكز لعلاج المدمنين وبالمجان ولاننسى موضوع السجناء الذين يتوفرون على دبلومات من المؤسسات السجنية والعناية بهم أكثر والكف من مطالبتهم بشهادة حسن السيرة والسلوك، نحن دائما مستعدون أن ننزل بقوة لمساعدة الدولة للقضاء على كل أنواع التسيب ومن خلال منبركم النظيف اليد الذي يعمل لما فيه خير البلاد والعباد، وبصفتي رئيس المنتدى الوطني للحريات وحقوق الانسان، نحن نعمل بالدرجة الأولى مع القاصرين لكننا نقدم كذلك المساعدة والاستشارة لكل من يريدها ولكل الأعمار، بهدف إخراج هؤلاء الشباب من عالم المخدرات، ومن بين الأعمال التي نقوم بها كمنتدى حقوقي بمنطقة سيدي مومن على الخصوص، استقطاب هؤلاء من خلال استضافتهم إلى مقر المنتدى الذي تم إعداده لهذا الغرض للحديث في مشاغلهم، ويضيف..مهمتنا تتمثل بالدرجة الأولى في تنبيه الشبان إلى ما يقومون به من عمل غير أخلاقي، أمنح ضيوفي أذنا صاغية لكسب ثقتهم وتفهم مشكلاتهم، وبفخر يضيف سمحمد كورتي، لقد تمكنا من إنقاذ الكثير من الأطفال والشبان من هذا العالم الخطير وقد نجحنا في إدماجهم في مشاريع اندماجية تجمع بين الحرفة والمهنة في مؤسسات مختصة، ويضيف، كمنتدى نشيد بمجهوادت المنطقة الأمنية البرنوصي، ودائما نقول بأن الاعتقالات والزج بالشباب في السجن ليس هو الحل الوحيد لهذه ويجب على سلطات العمالة أن تساهم في تنزيل مشاريع مدرة للدخل للقضاء على ظاهرة المخدرات والسرقة والاعتداء على الساكنة”.
تعيش أحياء البرنوصي الشعبية المهمشة، أحداثا مرعبة في الأسابيع الماضية من أبرزها مواجهات في وقت متأخر من الليل وقعت بين عصابتين بحي التشارك، كانوا في صراع حول (الكروة) وقد استخدمت في هذا النزاع جميع انواع الأسلحة البيضاء، إلى جانب أباطرة المخدرات القوية، ولم تعلم بالأمر المصالح الأمنية لأن الفاعلين والمتفرجين لم يتصلوا بالأمن، ويشهد حي التشارك بشكل يومي اعتداءات على عاملات الحي الصناعي مولاي رشيد، ولايتردد كل من تسأله عن الوضع الأمني بحي التشارك في القول بأنهم يعيشون مكرهون ورغم الشكايات الشفوية والاتصال بالأمن وتمرير إخباريات إلى قائد المنطقة ورئيس الدائرة وبعض المسؤولين في المنطقة الأمنية البرنوصي، يبقى الوضع على ما هو عليه..
“الأخبار المغربية” ستنشر تقرير مفصل وبالأسماء عن المتسببين والمنتسبين للعصابات المنظمة الذين روعوا ومازالوا الساكنة ومن يساعدهم ويسهل مأموريتهم..الجزء الثاني

قد يعجبك ايضا
Loading...