مكتب إسبانيا
كتبت مديحة ملاس
لازالت قضية مقتل إلياس الطاهري تأخذ أبعادا تصعيدية رغم محاولات طمس الحقيقة واعتبارها موت طبيعي وأن ما نشر في فيديو العنف المؤدي إلى القتل لايعدو أن يكون عملا روتينيا يقوم به موظفو مركز الإدماج الإجتماعي (GINSO) الخاص بالقاصرين، لكن أسرة إلياس كان لها سند آخر تعزز به أذلتها وتثبت بواسطته أن الموت كان بفعل فاعل، دليل صوت وصورة (فيديو) الذي قلب رقعة اللعبة وفضح التقرير المطبوخ الذي تقدم به المركز بتوقيع من الطبيب الشرعي وتأكد من أن فلويد المغربي، تعرض للخنق مع استعمال القوة والعنف العنصري من طرف ستة موظفين تجمعوا فوق ظهر جسده بطريقة عدوانية تفيد حبس أنفاسه فوق السرير وهو الوضع المحرم والممنوع قانونيا والذي يعتبر جناية.
معطيات أرغمت المدعي العام لإعادة فتح التحقيق للوصول إلى بصمات عملية الخنق الجماعي التي نفذها موظفو المركز التي تشبه إلى حد ما عملية قتل الأمريكي جورج فلويد.
عائلة الضحية لم تكن وحدها في فضح هذا الأعتداء الوحشي، بل وجدت نفسها محاطة بكم كبير من السياسيين والحقوقيين وفعاليات المجتمع المدني في إسبانيا والمغرب وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وحتى في هونكونك حيث تحركت جمعيات مدنية هناك، قضية قتل أو موت إلياس لم تكن الأولى من نوعها ولكن سبقتها عمليات شبيهة مثلها راح ضحيتها قاصرين ويافعين آخرين وهو ما دعا إليه القضاء الإسباني حيث سيتم فتح ملفات الوفيات التي حصلت داخل مراكز إيواء القاصرين لأن هؤلاء هم بشر وتصفياتهم لن تطوى بالعنصرية أو العداء اليميني الإرهابي، جريدة “إلبايس” كانت حاضرة في هذا الملف حضورا قويا ولازالت تنبش في كواليس هذا الملف الذي قد يطيح برؤوس سياسية وإدارية في هذه المراكز، جريدة “إلباييس” التي حاولوا إسكاتها ببراهين واهية وتقارير مبطنة سيكشفها التحقيق القضائي والأدلة التي من العادة أن يحاول القاتل دفنها مع الجثة.
قضية إلياس أو ما بات يعرف بفلويد المغربي، ستكون ورقة التعرية العنصرية التي ستسقط مع البحث الجنائي وإعادة التشريح إن اقتضى الأمر وهو ما تطالب به والدة إلياس وقد يطالب به دفاعها وضغط المنظمات الحقوقية الدولية التي ستدخل على الخط كطرف مدني بالإضافة إلى بيانات المجتمع المدني التي انهالت على القضاء الإسباني للمطالبة بإنزال العدالة وكشف خيوط موت أو قتل إلياس.
وتجدر الإشارة إلى أن المجتمع المدني الإسباني قرر إحياء ذكرى موت فلويد المغربي، في فاتح شهر يوليوز القادم بألميريا تحت شعار ” كلنا إلياس ونطالب تنزيل القانون في ملف التحقيق حول طريقة خنقه بشكل همجي جنائي عنصري.