الواجهة…يونس غلة
يبدو أن الوضع الأمني بعمالة مولاي رشيد بسيدي عثمان وإن كان يشهد من حين لآخر مجموعة من التغيرات فهو يسير في اتجاه التحسن، حيث أصبحت المنطقة بحسب بعض الأمنيين العارفين بالمطبخ الداخلي مبعثا على الاطمئنان، والسبب في ذلك يعود بالأساس إلى المجهودات الكبيرة التي قام بها والي أمن الدارالبيضاء خاصة على مستوى التغييرات التي تم إحداثها بمختلف الدوائر الأمنية وباقي المصالح الأخرى.
وبالرغم من أن المنطقة الأمنية حي مولاي رشيد قد عرفت في وقت وجيز العديد من التغييرات التي أشرف عليها شخصيا والي أمن الدارالبيضاء، فإن المشاكل المطروحة بالأساس تبقى مرتبطة في عامتها بسلوكات بعض الأمنيين الذين عمروا كثيرا بالمنطقة والتي تشوش سلوكاتهم على بعض العناصر الأمنية الشابة الوافدة التي تتطلع إلى تحسين جودة الأمن بالمنطقة.
فعلى صعيد الدوائر الأمنية، وإن كانت قد عرفت نوعا من الاستقرار في تعيين الرؤساء مؤخرا، وخير مثال صارخ على ذلك الدائرة الأمنية 27 بورنزيل، التي حطمت سابقا رقما قياسيا في عدد التغييرات التي شملت رؤسائها، فإنها تشهد كباقي بعض الدوائر صراعات خفية داخلية تشوش على رؤساء الدوائر وتهدد هذا الاستقرار والتناغم بين العناصر الأمنية داخل الدائرة، بسبب عدم تغيير عناصر أمنية شاخت داخل الدائرة، ذلك أن تواجدها لفترة تجاوزت أحيانا 7 سنوات، جعل منها عناصر متحكمة وغير خاضعة لانضباط رؤساءها.
ورغم أن أغلب التعيينات بالدوائر اتسمت باختيار الكفاءات، نذكر منها رئيس الدائرة 26 الذي يحظى بتجربة أمنية طويلة لمدة 30 سنة، وأيضا رئيس الدائرة 27 الذي يعد من الأطر الشابة التي حققت نتائج طيبة واستقرارا بالدائرة وبتدخلات موفقة على صعيد المنطقة الأمنية، فإن المشكل الأساسي الذي يعانيه مختلف رؤساء الدوائر باستثناء الدائرة 25 هو عدم انضباط بعض الضباط لتعليمات رؤسائهم، وهو ما يتعارض مع توجهات المديرية العامة للأمن الوطني، مما أفضى إلى خلق جو من الاحتقان داخل عدد من الدوائر الأمنية بلغت إلى حد طمع بعض الأمنيين في الإطاحة برؤسائهم لخلافتهم.
وبخلاف المشاكل القائمة، فإنه إلى جانب هذه النتائج المثمرة المحققة على صعيد الدوائر، تباشر مصالح الشرطة القضائية بالنسبة لمحاربة مختلف أشكال الجريمة نتائج جد ايجابية خاصة أن هذا الجهاز يرأسه قائد محنك تمرس بدهاليز الفرقة الوطنية، وأيضا تم تطعيمه بعناصر شابة متمكنة، أما بخصوص فرقة الدراجين، فتلعب هذه الفرقة يوميا دورا كبيرا في التحرك داخل مختلف أركان القطاع، وفي التصدي لمختلف أشكال الجريمة بالمنطقة، إلا أن الملاحظ هو غياب التحفيز والتشجيع زيادة على التعب اليومي بسبب قلة العناصر الأمنية وصعوبة التدخلات في منطقة تصنف بالأكثر إجراما على صعيد الدارالبيضاء.
وفي نفس السياق تعاني أيضا فرقة المرور بشكل واضح من نقص حاد في العناصر الأمنية بهدف تغطية كل المحاور الطرقية، ورغم هذا الخصاص تحاول شرطة المرور تدارك هذا المشكل بالاعتماد على سياسة التنقل داخل مختلف أطراف القطاع، إلا أن ذلك يشكل إنهاكا للعناصر الأمنية بسبب قلتها مما ينعكس سلبا على مستوى جودة الخدمة المقدمة.
وبالرغم من هذه المشاكل الطفيفة التي لازالت تعتري الجهاز الأمني بحي مولاي رشيد، فإن النتائج المحققة بالمنطقة تسير في اتجاه التحسن، لكن هل ستتدخل ولاية أمن الدار البيضاء في هذه المنطقة لتقويض بعض المشاكل العالقة والتي تحول دون خلق استقرار أمني بالمنطقة، خاصة وأن المنطقة في حاجة إلى مزيد من الدعم بغية إرساء منظومة أمنية ناجحة.