الأخبار المغربية
الزنا من كبائر الذنوب وهي محرمة لما لها من عواقب خطيرة، وآثار سلبية على الفرد والمجتمع والأسرة، صحيح أن الإسلام دين رحمة، وفي غالب الأحيان تتعامل السلطات وجمعيات المجتمع المدني والأقارب والأصدقاء مع المخطئين حسب الظروف لأن هناك صنفا من الأمهات العازبات تم الاعتداء عليهن وتم اغتصابهن، لذا لا بد من التعامل برحمة ه هؤلاء النسوة حتى لا تحدث فوضى في المجتمع، والبحث عن سبل لتزويج الفتيات وسترهن والتكفل بأولادهن…
فقانون الأسرة المغربي، يضمن للأم العزباء الحق في التكفل بطفلها و حمل اسمها، مع السماح بالإبقاء على إسم الأب مجهولا في حال اختفائه نهائيا و عدم اعترافه بالمولود، كما أن للأم الحق أيضا في تعيين كفيل لابنها في حال ما إذا تعذرت عليها حضانته، في حين يمكن للطفل حمل اسم والده إذا ما اعترف به و أقر بذلك في جلسة مغلقة بالمحكمة، كما أن هناك انعكاسات سلبية تنجم عن إهمال الأبناء من قبل الوالدين، حيث لا يمكن للقضاء إنصافهم بسبب غياب الأدلة.
فمرحلة المراهقة و هي مرحلة صعبة معقدة، تتطلب رعاية خاصة من الآباء للتقرب من الفتاة وإعطائها الحنان المناسب وتقديم الرعاية و الإصغاء، في بعض الأحيان لا تلقى هذه الفتاة الإصغاء وسماع كل ما تخفيه من معاناة، حتى في بعض الأحيان تبحث عن أجوبة لتلك التساؤلات التي تكون في ذهنها أو بعض المشاكل النفسية التي تعيشها، لكن عندما لا تجد ذلك الإصغاء عن كل ما تخفيه من معاناة تلجأ الى المحيط الخارجي، و يعتبر هذا انتقام من الأسرة و الوالدين و المجتمع، بعد ذلك تلتقي بشخص، و تظن أنه الشخص الذي سيساعدها و يفهمها و يعطيها الحنان، و الذي سيخرجها من كل المشاكل و المعاناة التي عاشتها، وهنا تقع الصدمة، عندما تقع حامل يتركها…يتهرب و يبحث عن مختلف الأعذار، يذهب و يتخلى عنها و تصبح لوحدها وفي حالة أسوأ مما كانت عليه في منزلها، حينها تصبح تعيش ضغوطات نفسية و مشاكل، و عندما لا تجد ملجأ من الأشخاص أو البيئة أو السلطات تصبح لديها أفكار انتحارية، و تلجأ بالفعل إلى قتل الطفل في بطنها، أو بعد الولادة، أو شرب بعض الأعشاب التي تساعد على الإجهاض، بالإضافة إلى النظرة القاسية والحياة البائسة التي يتخللها الشعور بالذنب والإحباط الشديد الناتج عن نظرة وتهميش مجتمع لا يرحم ولا يعترف بالخطأ.
سؤال، لماذا لم يتم إحصاء الامهات العازبات؟
هناك مؤشرات قوية تقول أنهم كثر، وارتفاع نسبة الأطفال المولودين خارج إطار الزوجية، يمثل مشكلة كبيرة، وحقيقة يجب التعامل معها وحماية هذه الفئة من الأمهات العازبات وأطفالهن غير الشرعيين قانونيا، هذا إذا في الحسبان أن الأطفال (بدون) المتخلى عنهم من طرف الوالدين والدولة فمصيبتهم أعظم وهم مهددون بالانحراف على أكثر من صعيد…
طاقم جريدة “الأخبار المغربية” زار جمعية “ماما سلطانة” بمدينة برشيد، اللقاء كان حافلا وتعرفنا على مشاكل كثيرة يعاني منها الجميع السلطة – الجمعية – الأم العازبة – الطفل، في ظل غياب الدعم المادي واللوجستيكي والمعنوي، وتحفيز مثل هكذا جمعيات التي تقوم بعمل جبار، عمل لا تحضرني الكلمات لوصفه، ولكنني أعدكم بنقل الحوار الشيق الذي كان لي شرف إجراءه مع السيدة سلطانة جمال رئيسة الجمعية، بمساعدة المصور عادل خليل…